الطفيلي يدعو نصرالله وخامنئي للتنحي: لا يُحرّك حجر في لبنان الا بقرار ايراني

الشيخ صبحي الطفيلي

دعا الأمين العام لـ”حزب الله” السابق صبحي الطفيلي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ومرشد الثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، إلى تحمل المسؤولية والرحيل، مؤكداً أن الانسان المنصف والمخلص لأهله ودينه يجب ان يتنحى فهو مسؤول عن الدماء التي سقطت في غير مكانها وزمانها.

 

وقال، في حديث إلى محطة “المستقبل”: “لا يجوز لنا ان نغلق الابواب امام الحلول في لبنان ونقول “عجزنا”، يجب ان تبقى امكانية الحلول موجودة، والحقيقة هي ان الحلول بين ايدينا . وجميع اللبنانيين يعرفون الحلول والعلة جيدا”، مشيراً إلى ان “العلة في لبنان هي ان السياسيين يغلبون مصالحهم الخاصة، المستحيلة في بعض الاحيان، على مصالح البلد والمواطنين وحتى مستقبل اطفالهم، هذه مأساة يتحمل اولا مسؤوليتها المواطن الذي هو شريك، ولا يحق للمواطنين اللبنانيين ان يلعنوا او يسبوا السياسيين لانهم هم من أوصلوا هؤلاء السياسيين الى موقعهم وهم من يتحملون اساسا المسؤولية”.

 

ولاحظ ان “لبنان يتخبط، وبعد رحيل السوري من لبنان، الذي كان مسيطرا على كل صغيرة وكبيرة في البلد ومهيمنا بكل الوسائل القمعية والارهابية، ليس هناك اي عذر لأي سياسي او مسؤول في لبنان ليقول انه عاجز، ونحن منذ تلك الفترة ونحن نتخبط ونتراجع ونتفتت، انقسمنا حول القرارات ثم اغتيل كبار المسؤولين في لبنان على رأسهم رئيس الوزارة السابق المرحوم رفيق الحريري وانشطر البلد، يوجد فريق مع المحكمة واخر ضدها، هناك عزل سياسي وانسحاب من الوزارة وشل البلد، الى ان جاءت الازمة السورية وانقسمنا بين مؤيد ومعارض للنظام، واليوم نحن مشلولون والبلد ينهار، ولا يمكن القول ان هناك مجلسا نيابيا في لبنان، هو منذ زمن بعيد دفن نفسه بنفسه. وليس هناك رئيس جمهورية”.

 

وأردف: “يجب علي وعلى غيري ان نقف حيث الحق وحيث المظلوم والمضطهد والمعتدى عليه ونقف ضد المجرم والمعتدي وضد الظالم ومع الحق المهدد بالخطر. ولكن السؤال الحقيقي، اي خطر يتهددنا حتى نقف بوجهه؟ نحن أمام خطر تكفيري وداعشي. ولكن هذا الخطر الذي نراه اليوم يضيع الفكرة الاساسية”.

 

ورأى أن “هناك سمفونية اليوم، يافطة تعلقها كل الانظمة وتختبئ خلفها وتطلب من الدول ان تقف معها تحت شعار انها تحارب الارهابيين والتكفيريين، وهذه الدول تكون هي أم الجريمة ومليئة بالفساد، وهي من يجب ان تعاقب، في المقابل تحاول ان تقول انها الضحية”، رافضاً المنطق الاميركي في توجيه سهام الارهاب.

 

واستغرب أن “داعش ولد بين ليلة وضحاها وحاكما في الرقة، ونعرف ان نقطة عسكرية بسيطة في سوريا تقاوم لشهور فكيف محافظة بكاملها سقطت في ليلة واحدة ولم تكن فيها تظاهرات، والرقة كانت مع النظام وهي منطقة بدوية وعندما سيطر داعش على الرقة بدأ بقتال الفصائل التي تحارب النظام، وهذا ما حصل ايضا في العراق”.

 

وخاطب شيعة لبنان، وشيعة العراق، وشيعة سوريا، وشيعة ايران بالقول: “انتم تدافعون عن بشار وانتم قلتم انه قتل اطفالكم ونساءكم في كربلاء وفي النجف وفي بغداد وليس انا من قلت هذا، انتم قلتم ان لديكم ادلة قدمتموها الى الامم المتحدة” .

 

واسترسل: “اختٌطف بعض الدرك والجنود اللبنانيين في عرسال وبعد ايام قليلة  افاجئ بان عسكرياً بريئاً  مظلوماً سنياً من عكار يُذبح ويوضع رأسه على صدره ثم يرسل بعد ايام قليلة الى اهله”، متسائلاً: “ماذا يريدون ان يقولوا للسنة في لبنان؟ يريدون ان يقولوا ان المعارضة السورية تذبحكم اذا اردتم الحياة فاذهبوا ودافعوا عن بشار وقفوا مع حزب الله في سوريا، هل من فعل هذا هو معارض ام مدسوس على المعارضة؟

 

واوضح ان “هذه لم تكن رسالة للجيش ، ولذلك كانت هناك ردة فعل للسوريين ان اطلقوا كل السنة وقتلوا بعض الشيعة لكي يحفظوا ردة الفعل عند السنة في لبنان”.

 

وأكد ان “داعش هي حاضنة جيدة لكل الاجهزة الامنية في العالم، اي جهاز يمكن ان يدخل ويفعل ما يريد ويعلق على حبالهم كل افعاله، هذه مؤسسة يستفيد منها النظام السوري والنظام العراقي والنظام الايراني والنظام الاميركي والحكام العرب الذين تنقم شعوبهم عليهم، كلهم ينادي بالويل ويشعل النار وينادي الحريق”.

 

وذكّر بأنه “ذهبوا الى سوريا بداية وقلت ان ذهابهم الى سوريا خطأ وان هذا الشعب يستحق الحياة، شعب مضهد ومظلوم يجب ان نقف معه ولا يجوز ان نقف ضده ، جن جنون الناس حينها كيف اقول هذا”.

 

وقال: “لا يجوز قتل هؤلاء ، من يقتل هؤلاء يعاقبه الله ، قاتل مؤمن وقاتل مسلم، يقتل  رجلا بريئا مظلوما، الشعب في سوريا يستحق ان يعيش حياة كريمة، اليس من حق كل الشعوب ان تعيش بامان ورخاء وهناء وسلام وعدل”، متسائلاً: “ماذا فعل الشعب السوري؟ طالب بحريته والعدالة فقمع بالحديد والنار ، فذهبوا لنصرة الظالم، نصرة الظالم تدخلك الجنة ام النار؟ نصرة الظالم عمل حق ام باطل؟ جريمة ام بركة وخير؟ هل تناقشون بان هذا ظالما وباطلا؟

 

وزاد: “قالوا في البداية انهم يريدون الذهاب لحماية بعض القرى الشيعية والدفاع عن السيدة زينب؟ السيدة زينب الطاهرة الكريمة انا لا افهم كيف يدافع عنها المرء هل بقتل اطفال الشام؟ رمي اطفال ونساء الشام بالكيماوي، لم تحصل في مكان ما في العالم ، من يشارك في هذه الحرب مسؤول عن قتل اطفال الشام بالكيماوي “.

 

أضاف: “فليسمح لي  كل من يتظاهرون بالتقوى والايمان، انتم قتلتم اطفالا ونساء نياما في الليل بالكيماوي في الشام. ثم قيل انهم يريدون الحفاظ عن خط الممانعة، هذه مزحة كمزحة ابو نواس مع هارون الرشيد “عذر اقبح من ذنب” ، وسأل: “متى كان هذا النظام ممانع؟ لا اعرف، كيف ترجم هذه الممانعة في سياساته هل بقمع الفلسطينيين وغيره في لبنان؟

 

وعن عدم وقوفه الى جانب الأكثرية الشيعية في قتالها في سوريا، جزم الطفيلي بأن “هذه ليست أكثرية شيعية وانما أكثرية بالضجيج وستكشف الأيام المقبلة أين هي الأكثرية وأين هم الشيعة”، مؤكداً أن “اللافتات في الشوارع ومكبرات الصوت لا تصنع أكثريات”.

 

وزاد: “اريد أن افترض ان هناك خطرا حقيقيا في سوريا يمكن ان يتهددنا في لبنان. هل الحل أن يذهب فريق من الشيعة الى سوريا والجميع يشمت به وينتظر ان يسقط على رأسه مع تهاوي كل القلاع للنظام السوري ، ماذا سيفعل بضع مئات من المقاتلين هنا او هناك أمام بحر هائج من السوريين أو من أنصارهم وحلفائهم في هذه المنطقة ؟

 

واكد ان “هذه الطريقة لا تحمي اللبنانيين وسوف تأتينا هزيمة نكراء كشيعة ونحن لا نستطيع أن نتحمل هزيمة. بعض الناس لظروف معينة فان الهزيمة هي الموت. قلت لهم في الماضي لا تفعلوا وارجعوا وفكروا فلم يفعلوا . اليوم لا يزال هناك امكانية حقيقية لانقاذ الموقف ولو ببعض التضحيات. نحن لا نستطيع ان نتحمل هزيمة . الهزيمة بالنسبة لنا موت . انتم لا تستطيعون ان تقفوا في وجه هذا البحر الا اذا اراد الاميركيون او الاسرائيليون ان يقيموا لكم حزاما ناريا كما فعلوا في اربيل او عين العرب”.

 

وقال الطفيلي: “هناك وسيلة اخرى وانجح . اليوم هم ينادون ويطالبون الحكومة اللبنانية بأن تأخذ موقفا بأن تزج الجيش اللبناني في المعارك في سوريا . اللبنانيون المخالفون يرفضون هذا وسيرفضون وسيبقوا يرفضون ولن يقبلوا . اساسا هم ينتظرون منذ زمن بعيد ان تصطاد المصيدة حزب الله في سوريا وهم يعتبرونه الآن وقع في المصيدة”.

 

واوضح ان “الحل ان ينسحب حزب الله من سوريا ويقول للبنانيين جميعا انا خرجت من سوريا . هذه لا تعد هزيمة له ففي الاستراتيجيات وفي العمل السياسي والعسكري الحركة نحو الأمام ونحو الخلف ليست دائما هزيمة وانتصار . الحركة نحو الأمام في كثير من الأحيان انتحار والحركة نحو الخلف في بعض الأحيان تكون استعدادا لانتصار “.

 

وزاد: “فليخرج من سوريا وليقل انتم لبنانيون وهذه حدودكم . الجيش مسؤوليته ان يدافع عن البلد وان ينتشر على الحدود والكل يقف خلفه ، فاذا اراد الداعشي او غيره ان يدخل الى لبنان سيكون المسيحي والدرزي والشيعي وكثير من السنة في الحد الأدنى سنة تيار المستقبل الذين اعلنوا موقفهم ضد التكفيريين سيكونون اول المتحمسين للدفاع عن لبنان في وجه داعش. هناك شبه اجماع في لبنان على القتال ضد هؤلاء”.

 

وتساءل: “الا يقاتل التكفيريون في سوريا ؟ اليست هناك معارك بين المعارضة والتكفيريين في سوريا ؟ اكثر من نصف سوريا سيكون معنا في قتالنا للتكفيريين . هل عندما تكون جزءاً من جبهة كبيرة لمواجهة خطر ما افضل ام عندما تكون واقفا لوحدك وحيدا فريدا تستصرخ ولا منادي افضل ؟ مَن مِن اللبنانيين يقاتل مع حزب الله في سوريا ؟

 

واعتبر أن “الدعوة لان نقف مع بعضنا كلبنانيين حتى على الظلم هي جريمة . دعوة القبائل والعشائر والمناطق للوقوف مع حزب الله حتى على الظلم هي جريمة . نحن يجب ان نقف مع الحق”.

 

وأردف: “نحن دخلنا في مرحلة جديدة وفتحنا جرحا عميقا في صفوف الأمة. نحن ذهبنا وقدمنا أدلة ضدنا غير مبررة لأي فعل. اليوم علينا ان نخرج من هذا باستراتيجية جديدة قدمت بعضها. اكثر من هذا ، انا ادعو ان يتحمل من ارتكب الخطأ وذهب الى سوريا مسؤوليته وان يتنحى وبسرعة وان تأتي قيادة اخرى”.

 

كما دعا مَن قاد هذه الحملة وذهب بها الى الشام الى التنحي سواء اكان في ايران او في لبنان. السيد حسن نصرالله والسيد الخامنئي واي انسان صاحب قرار في هذا الأمر يجب ان يتحمل مسؤوليته ويرحل وتأتي قيادة اخرى تنقذ الأمة والمسلمين وتنقذ الشيعة . هذا كلام لا ينفع . نحن أمام محنة”.

 

وذكّر بأن “إدلب بكاملها سقطت خلال ايام وفي ليلة واحدة سقطت جسر الشغور . نحن امام احتمال ان تتمدد الأمور بطريقة واسعة ونحن أمام خطر لا تستطيع ان تتوسل للسوري ان لا يأتي اليك فأنا ذهبت اليه قبل ان يأتي وانا ضربته قبل ان يضربني وانا غزوته قبل ان يغزيني. انا لو كنت مكان السوري اليوم لن أرحم أحدا . قتل اطفالي وهدم بيتي “.

 

ولاحظ ان “بعضهم قال ان لديه تنويهاً اذ انه لم تطلق طلقة واحدة على جدار منزل في الجنوب عندما انسحب الاسرائيلي عام 2000 ولم يضرب كف لكن انا أسأل لم لم يفعل هذا في القصير ؟ لم هدمت بالجرافات عن بكرة ابيها ؟ لم يمنع ابناؤها واطفالها ونساؤها من العودة اليها ؟  انا لا اؤمن لا بقومية ولا بوطنية بل اؤمن بالفكر ، الحق والباطل . اذا كنت لبنانيا واعتدى اللبنانيون على احد يجب ان اقف ضدهم . هذا هو منطق العقلاء والانبياء والحكماء”.

 

ودعا ايضاً الى “لملمة كل المشروع الماضي وسحبه وطرح فكرة اخرى تنقذ الشيعة وتنقذ الناس. الحديث عن المراجل والقبضايات واننا سنخترق السماوات والأرض وسنمحو ، بعد اربع سنوات حزب الله ذهب الى سوريا على اساس انها ايام قليلة وينهوا بعض شذاذ الآفاق الذين يقفون في وجه النظام . بعد اربع سنوات رغم كل الحصار الاميركي للمعارضة في هذه السنوات الماضية استمرت المعارضة واليوم النظام يترنح”.

 

ولفت إلى ان “هناك معركة حقيقية في سوريا على جبهتين معركة النظام وهي من درعا الى دمشق، فإذا سقطت دمشق بيد المعارضة سقط النظام . وهناك حرب وحدة سوريا امام جبل العلويين فاذا سقط هذا الجبل بقيت وحدة السوريين، واذا حصل جدار ناري اميركي يحميه تمزقت سوريا . هذا ما قلته عن تحالف الاقليات بحماية اسرائيل”.

 

وشدد على ان “الانسان المنصف لنفسه ولأهله ولدينه اذا كانت المصلحة تقتضي التنحي يجب ان يتنحى فكيف اذا كان مسؤولا ؟ هذه الدماء التي سقطت في غير مكانها وفي غير زمانها والتي ستجر علينا الويلات. حصل استعراض في بعض الايام الماضية بعد ان وصلوا الى مناطق خالية من المعارضة الى ان وصلوا الى مناطق فيها بعض من كان في القصير وبعض الناس في الجبال السورية المقابلة لعرسال . اليوم هناك صدامات ويوميا هناك نزف وهناك مواقع سقطت بيد المعارضة السورية. المعارضة ليس لديها امكانية الاستقرار فتضرب ومن ثم تتراجع . اي مجموعة من الناس مات منها 5% هي لا تستطيع الحياة”.

 

وسأل: “لو صدر بيان اليوم من اميركا يقول اننا تفاهمنا مع داعش وان داعش ” جماعة مؤدبة ” كم سيبقى هنا في الشرق الاوسط يقول هناك خطر داعش ؟؟”، مضيفاً: “امس كانت النصرة خطيرة بالنسبة للاميركيين واليوم يسحبون هذا الكلام”.

 

وأكد أن “ما تقسمه اميركا من حصص وما تطلقه من عناوين والقاب يقبله المجتمع الدولي بدون تساؤل وكلام”، لافتاً الى ان “المطلوب اليوم  ان يكون عندنا ” فزاعة” هناك انظمة في المنطقة رحبت بهذه الفكرة لانها تستفيد منها لكن هل هذه الفكرة حقيقية”.

اضاف: “الجندي السني قتله النظام السوري، لان النظام يريد ان يقول للسنة في لبنان انا اكثر حماية لكم من هؤلاء”، مشيراً الى “انني يمكن ان اضرب امثلة عديدة لتثبت اننا حقيقة بحاجة لاعادة نظر”.

وتابع: “انا اتوجه الى اهلنا في لبنان والبقاع ان يفكروا مليا يجب ان نحل مشاكلنا مع جيراننا لا يجوز ان نستمر بهذا الامر، اليوم وبعد 4 سنوات من المحن والمصائب يجب ان نضع حدا لهذه الفتنة ، هذه فتنة ظالمة لنا ولهم  لا يربح منها الا الاسرائيلي، نستطيع ان نجد حلا هم جيراننا واهلنا، بيننا وبينهم لغة وديننا وقرآننا واسلامنا لا يجوز ان تفرض علينا عداوة”.

 

وقال: “انا لا استطيع ان استوعب ان كل هذه الجبهات مفتوحة الا جبهة العدو الاسرائيلي مغلقة! الا جبهة القدس مغلقة! لماذا؟ من المستفيد؟ هذه الحروب هي حروب الضعفاء يستفيد منها الاقوياء. انا ضد الحرب في سوريا، ليس لانني مع النظام، انا مع الشعب السوري، لكن انا اؤمن ان هذه الحرب يستثمرها الاميركي والاسرائيلي، خلقوا توازنا بين النظام والمعارضة لسنوات، دمروا سوريا، خرجت سوريا لمدة طويلة من موضوع تحرير فلسطين، وينام الاسرائيليون اليوم هنيئين لامد بعيد من امكانية ان تنهض سوريا”.

وإذ تخوّف “من أن “يُعد سيناريو مشابهاً لمصر حتى ترتاح اسرائيل تماما شرقا وغربا شمالا وجنوبا. يخلقون اوضاعا اخرى في مصر غير المذهبية”، أكد أن “الشعب المصري يُدفع اليوم دفعا لينتحر حتى هنأ الاسرائيلي، هذه ليبيا ليس فيها مذاهب لكن اُريد لها ان تُطحن وهي تُطحن اليوم”.

وتساءل الطفيلي: “من اين تاتي الذخيرة لداعش؟ يريد الاميركي ان تستمر الحرب في العراق ويريدنا ان نغرق جميعا وان نستمر بالحرب، لان لديه مشروعا وهو سيستثمره. نحن في سوريا نقاتل خدمة لاسرائيل ولاميركا، علينا ان نجد حلا آخر غير القتال”.

 

وتابع: “انا لا اصدق ان هناك خطرا اليوم ويريدون ان يخوفونا بشيء اسمه داعش، هذا داعش اغلبه صناعة محلية من حواضر البيت ولو سيطرت على الكون. واليوم تحالف دولي لسنة كاملة لم يستطع ان يقوم أي شي لداعش الذي واصل تمدده؟ فهل يريدون ان نصدق ان هناك خطرا اسمه داعش؟ اليوم يوجد لعبة اسمها داعش”.

 

واشار الى “انني قلت في ما مضى اننا ذاهبون الى حلف اقليات بحماية اسرائيلية”، مضيفاً: “حزب الله كان لديه توجه بعدم الزج بنفسه او بلبنان في الاتون السوري، وان قرارا ايرانيا ارغمه على ذلك، ورُدّ علي لاحقا ان هذا قرارنا، وما زلت مصرا ان القرار هو قرار ايراني، واذا اراد احد من اللبنانيين ان يقول ان هذا قراري عليه ان يتحمل المسؤولية ويتنحى”.

وأكد أنه “لا يُحرّك حجر في لبنان الا بقرار ايراني”، لافتاً الى انه “كان يحصل معي ذلك عندما كنت امينا عاما لحزب الله، ولهذا كان صراعا حادا بيني وبينهم”.

 

وفي ما خص ما قيل عن شيعة السفارة وما قاله حسن نصر الله ان هذه المرحلة ليس فيها اريحية في التعاطي، رأى الطفيلي ان “هذا كلام خائف وخاسر في المعركة وكلام انسان كان لديه مشاريع فشلت ومتخوف من انقلاب الطاولة كلها فيحاول بطريقة او باخرى ان يلملم ما يمكن ان يلملمه، والا ما هو معنى شيعة السفارات؟ هل ممنوع ان ينطق احد برأي؟ اليس هذا ما يجب ان نرفع الصوت بوجهه؟؟ من يمنع الآخرين من النطق هو من يجب ان يُرفع الصوت في وجهه فقط؟”.

 

اضاف: “هو ايضا يعمل عند سفارة، كلها سفارات في لبنان، هو يتحدث عن الولي الفقيه، “العم سام” ايضا قد يكون ” ولي فقيه ” بالنسبة للآخرين مثلا الايمان بفكر واحد وبالديمقراطية، كل انسان يمكن ان يخترع كلاما منمقا  يبنى على اساسه التحالف”.

 

وفي ما خص لواء القلعة، قال: “بتقديري هي محاولة ضغط على الوزارة حتى تقبل بتدخل الجيش. كثيرون من البقاع جاؤوا مستنكرين انه لم يتم استشارتهم في تلك الفكرة او اعلان هذا الموقف او ذاك او تلك اليافطة ولكن هناك اناس حاولوا ان يعطوا يافطة للمنطقة وهذا ليس دقيقا فالمنطقة تريد الامن وان تعود ايام الالفة والمحبة بينهم وبين اهل الشام واهل كل المناطق السورية”، مؤكداً انه “يجب ان نحل هذه المشكلة والجيش اللبناني لن يشارك في القتال في سوريا”.

 

وإذ استبعد الطفيلي “ان تكون عرسال في موطن خطر من احد لأن القضية ليست قضية عرسال”، أشار إلى ان “البعض يحاول ان يوهمنا بأننا نملك من القوة ما نستطيع ان نتجاوز العقبات التي وقفت امام هتلر واعجزته”، متابعاً: “نحن في لبنان استنزفتنا الحرب في سوريا كثيرا . نحن الشيعة بمئات الآلاف وغيرنا من السنة بالملايين ما بين لبنانيين و فلسطينيين وسوريين وما سيلحق بهم . حتى في الموازين الدنيوية الدنيئة التي لا اخلاق فيها ولا عدل يجب ان نفكر بأن لا نصل الى صدام مع هذه البيئة الواسعة التي لا قبل لنا في مواجهتها . اقول هذا وانا متأكد مما اقول والتبجح والكلام الفارغ بلا مضمون لا ينفع في هذا المكان”.

 

وجزم بأن “عرسال تعني سنة لبنان وسنة لبنان هم اهلنا واخوتنا آباؤنا لا نفرق بين احد منا . هناك محاولة لزج الجيش وادخاله بطريقة او باخرى وهذا الامر لن يتم”، معتبراً أن “موضوع العشائر والقبائل هو موضوع اعلامي لا يقدم ولا يؤخر . الهدف منه الضغط على الدولة حتى تأخذ قرارا في ظل شيء من الفلتان الأمني الزائد في البقاع .”

 

ولاحظ اننا “ومنذ 2005 من مشكلة الى اخرى ومن عزل الى آخر ومن معركة الى اخرى، والبلد يحتقن وينهار اقتصاديا الى ان وصلنا الى مكان لا يجرؤ احد على الاستثمار الاقتصادي في لبنان. ثم جاءت الطامة الكبرى حيث لا يستطيع اي امرئ معه قرش ان يمشي في الطريق العام في بعلبك الهرمل . يختطف ويسرق منه المال حتى اذا كان لديه سيارة لا بأس بها تؤخذ منه حتى لو كان ابن نفس البلدة وهذا الأمر يحدث الآن”.

 

وأشار إلى أن “هناك اناساً يتقاضون خوات من اصحاب المحلات. يأتي فلان او مجموعة فيطالبون صاحب المحل بمبلغ من المال فيذهب الى حزب الله فيقولون له نحن لا نتدخل بهذا لا من قريب ولا من بعيد وليس لنا علاقة . ثم يذهب الى الدولة فيقولون له ان هؤلاء محميين لا نستطيع ان نفعل لك شيئا . انا اتحدث عن واقع مرير قاتم. انا لا افهم ماذا يريد هؤلاء من اهلنا”.

 

وختم الطفيلي: “هناك اناس قتلوا اثناء قيامهم بالسرقة ومن قتلهم ليدافع عن نفسه او رزقه موجود في السجن واهله مشردون. المتنفذون الشيعة في الدولة اللبنانية هم الذين يحمون اللصوص والقتلة والمخدرات وغيرها . الخطط الأمنية هو كلام فارغ ليس له اول ولا آخر”.

 

 

 

السابق
مواجهة حكومية حامية اليوم ومعارك في جرود عرسال
التالي
«بيدر» العشائر «لا يطابق» حساب حقل.. ألغام «حزب الله»