مؤتمر شانغهاي في موسكو يستضيف «النووي الإيراني» و«البنك الصيني»

كتبت صحيفة “البناء” تقول : وسط التكهّنات المتناقضة التي تمتلئ بها الصحافة ومراكز الدراسات الأميركية حول المفاوضات النووية مع إيران متخذة من رجل وزير الخارجية جون كيري المكسورة مدخلاً، حسمت الخارجية الأميركية التزام الوزير ببرامجه من دون تعديل، “لأن ليس لدينا وقت لنضيّعه”.

 
مقابل السير الأميركي بتصعيد التفاوض والتمسك بمواصلته وتحضير الحلفاء لتوقيع التفاهم مع إيران في آن واحد، تمسك إيراني بالتشدّد تجاه مفاتيح أمنها القومي والتمسك بعزلها عن الملف النووي، وسعي حثيث لإيجاد مخارج لقضايا الخلاف، ليصير لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، على هامش قمة مؤتمر شنغهاي الذي يضمّ دول آسيا المجاورة لروسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيستان وأوزباكستان وطاجستان، إضافة إلى روسيا والصين، وتحتفظ فيه الهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة المراقب، وتبدو أفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي، ومستقبل التواصل الروسي الصيني الإيراني في قلب الجغرافيا الجديدة قضية تتصدّر مهام اللقاءات الثنائية والثلاثية، لكن يحضر الملف النووي الإيراني وبنك آسيا للاستثمار الذي أطلقته الصين وأشعلت واشنطن الحرب عليه سريعاً، كضيفي شرف على المؤتمر.
الكتلة الآسيوية تحتضن الملف النووي الإيراني لبلوغه برّ الأمان، خصوصاً روسيا والصين، كما تنتظر مساهمات البنك الآسيوي للتنمية الذي يبدأ برأسمال مئة مليار دولار لتحرير الدول النامية من ابتزاز البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كأدوات لفرض شروط الهيمنة الأميركية على الدول الضعيفة.

 
العملاق الآسيوي الصاعد، مقابل شيخوخة الزعامة الأميركية، والترنح الأوروبي العاجز عن بلورة سياسة مستقلة عن أميركا، جزء من خلفية المشهد في كلّ الملفات الساخنة، فالمعادلات الإقليمية الآسيوية جزء من حسابات الجغرافيا السياسية الصينية والروسية، بالتالي الآسيوية، ودولة مثل تركيا أو باكستان تحضر المؤتمر كدول طالبة للعضوية بصفة مراقب، وعلى رغم وجودها تحت مظلة العلاقة بواشنطن فلا تستطيع الانعزال عن مؤتمر شانغهاي وملفاته، التي لا يعبّر عنها عنوان المؤتمر حول التعليم، بل بما ستحفل به مواعيد لقاءات القادة وخصوصاً لكلّ من روسيا والصين.

 

السابق
إستغلال عوني لتغريدات الأسير.. وتهديدات لريفي
التالي
ولد شيخ أحمد ينجح في اختراق يمني