«لن تخيفنا»

بيان من زملاء ومثقفين والعاملين في صناعة الرأي العام حول خطري حزب الله وتنظيم الدولة الاسلامية

اصدر عدد من الزملاء والمثقفين والعاملين في صناعة الرأي العام بيانا حول خطري حزب الله وتنظيم الدولة الاسلامية التالي نصه:

خطران يتهددان هذه المنطقة اليوم، ويتهددان خاصة لبنان: خطر تنظيم الدولة الاسلامية، وخطر حزب الله.
فالدولة الاسلامية تنهش جسم المنطقة، ولا تعوزنا الأدلة على ذلك فيما نشاهد أفعالها في العراق وسوريا. أما الخطر الآخر فهو تفشي سياسة الصح والخطأ، الشريف والعميل، المجاهد والخائن، المقدس والمدنس، بين انصار حزب الله، بنتيجة عدد من خطابات أمينه العام التي ارتفعت وتيرتها مع اصطدام التمدد الايراني في اليمن بحدوده الطبيعية، وخصوصاً مع انكماش قبضة النظام الأسدي على المساحة السورية.
هكذا بات لبنان في الأيام الأخيرة يعيش تصعيداً خطيراً في لغة التهديد والترهيب، وهي اللغة التي طالت قسماً وافراً من أصحاب الرأي والناشطين والإعلاميين والمثقفين، خصوصاً منهم المعارضين لسياسات الحزب، وبالأخص بينهم المواطنين الشيعة الذين لا يدينون بالولاء له، ويعبّرون عن آراء نقدية متعددة، ترفض سطوته الثقيلة على الطائفة أو مصادرته لها، وذلك من منطلق إيمانهم بأنهم يعيشون في كنف الدولة اللبنانية، كمواطنين أحرار، يكفل لهم الدستور والقوانين المرعية الإجراء حرية الرأي والتعبير والمعتقد.
فالعودة المتجددة، وبزخم أكبر، إلى إطلاق تهم “الخيانة” و”العمالة” والتبعية للسفارات الأجنبية، على كل من يخالف الحزب، إنما تنذر بمناخات التحريض على الإرهاب والقتل وبزرع مسمار آخر في ما تبقى من تعددية لبنان وحرياته.
فالامين العام باستخدامه تلك اللغة أباح لأنصاره دماء اللبنانيين، كل اللبنانيين الذين يخالفونه الرأي، وكل من يجروء على الصراخ من جراء تسلطه على الدولة وكوابحه على الحياة الثقافية ومحاولاته الكثيرة للتحكّم بالحريات الشخصية.
لقد شجع الامين العام أنصاره على التعرض لكل من رأى في المشاركة بقتل الشعب السوري خطيئة تاريخية، ولكل من رأى في رفع شعارات مذهبية اغتيالاً لما تبقى من دولة وعيش مشترك.

 

لقد بتنا نعيش بين خطر لا يزال يقيم وراء الحدود، لكنّه يتهدّد بلدنا ومجتمعنا ومواطنينا في حياتهم، إن لم نرتقِ إلى مواجهته بإجماع حول الدولة والوطنية اللبنانيتين، بعيداً عن كل ابتزاز بالقوة والإخضاع، وخطر آخر طالع من داخل الحدود تمثله تهديدات الأمين العام، وقد ترخي العنان للتنازع المذهبي المفتوح فضلاً عن الإرهاب المؤكد.

 

فالحزب إنما يعرض علينا مقايضة فحواها عقد ذمة جديد مقابل الحماية من سبي الدولة الاسلامية التي لا تزال تقاتل في سوريا ولم تصل الى داخل بلادنا بعد. ولئن خص الامين العام في تهديداته مثقفين ومفكرين وكتاب رأي وصحافيين صدف انهم ينتمون الى طائفته نفسها، فإن سلوكاً كهذا لا يختلف كثيراً، في جوهره واحتمالاته، عما يفعله تنظيم الدولة الاسلامية في الاراضي السورية التي يحتلها. لكنه يتطلب منا بالحد الادنى رفع الصوت والتعبير عن اعتراضنا على فقدان الحياة السياسية، وإخلاء الدولة لمساحات متروكة للحزب، بما فيها حماية أمن مواطنيها، وهي وظيفة الدولة الأولى.
إننا ندعو اللبنانيين ومختلف هيئاتهم ومؤسساتهم المدنية، إلى التنبه للمخاطر التي تهدد الجمهورية وقيمها، وإلى أوسع تعابير التضامن مع الذين تطالهم التهم الجائرة والمخيفة، مهددةً حياتهم وأمانهم الشخصي. فهذا تضامن مع أنفسهم أولاً، ومع قيم الحرية والديموقراطية ثانياً، وهو دائماً تعبير لبناني مطلوب عن رفض أشكال التكفير والتخوين كلها في آن.

(صحافة غير منضبطة)

السابق
اقفال فرنين في الغازية وتلف مستحضرات تجميلية في النبطية
التالي
ايران ترفض مجدداً تفتيش مواقعها العسكرية واستجواب علمائها