«حزب الله» يشيّع مرشد الحوثيين في الضاحية

أشارت “النهار” إلى تطور بارز اتخذ دلالات رمزية من حيث الامعان في ربط لبنان بهذه الازمة. وتمثل الامر في دفن من يوصف بالزعيم الروحي للحوثيين في اليمن الشيخ عبد الملك الشامي في روضة الشهيدين بالضاحية الجنوبية لبيروت قرب ضريح القائد العسكري البارز الراحل في “حزب الله” عماد مغنية. وإذ برر الامر بوصية للشامي بأن يدفن قرب ضريح مغنية، لوحظ ان دفنه جرى وسط تعتيم اعلامي من جانب الحزب.

ووفق ذلك، رأت “المستقبل” أن بيروت كأنها صارت مقراً لأتباع إيران، الأحياء منهم والأموات، فبعد ظهر أمس، شيع “حزب الله” الشامي، أحد أبرز قادة الحوثيين الدينيين والذي كان يُعد بمثابة ضابط الارتباط الموثوق بين الحركة الحوثية والحوزات الشيعية في إيران والشام والعراق، علماً أن أرض اليمن شاسعة وتبلغ مساحتها أكثر من مليون وستمئة ألف كيلومتر مربع فيما لبنان لا تتجاوز مساحته 10452 كليومتراً مربعاً فقط. ولدفن جثمان الشامي في ضاحية بيروت الجنوبية دلالات غاية في الخطورة:

–          كأن “حزب الله” يقول أولاً إن عبدالملك الشامي هو بمثابة عماد مغنية اليمن.

–          ثمة رابطاً مباشراً بين صعدة والضاحية الجنوبية، وكان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أكد ذلك في خطابه الأخير وهو سوف يعيد تأكيده يوم الجمعة المقبل.

وكان الشامي توفي أول من أمس في طهران متأثراً بإصابته في تفجير مسجد الحشحوش الذي قتل فيه قبل نحو شهر، عدد من المصلين، وأعلن تنظيم “داعش” تبنيه للتفجير. وتؤكد معلومات “المستقبل” أن الشامي هاجر قبل 17 عاماً إلى سوريا للدراسة في حوزة الخميني في دمشق بترشيح من مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي، الذي لقي هو الآخر مصرعه في أول حرب جرت بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي العام 2004. وتشير إلى أن الشامي عمل خلال دراسته في دمشق على استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الحوزات، وكان يتولى توزيعهم على كل من لبنان وسوريا وإيران، وإعادة إرسالهم للعمل ضمن تشكيلات الحركة الحوثية في صعدة والعاصمة صنعاء والمناطق القريبة منهما.  وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الشامي كان بمنزلة المبعوث الخاص لزعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي إلى رجال الدين الشيعة في لبنان وسوريا وإيران، وكان يعد لتأسيس جامعة في اليمن، تكون فرعاً لجامعة المصطفى في بيروت، إضافة إلى تشكيل إطار إداري موحد للحوزات والمدارس الشيعية في اليمن، ويكون هو المشرف عليها بتكليف من عبد الملك الحوثي.

كتب علي الأمين في “البلد”: عبد الملك الشامي.. أو انخراط حزب الله في حرب اليمن

أن يشيع حزب الله السيد عبد الملك الشامي في بيروت امس فهذا تعبير عن حجم انخراط حزب الله في الحرب اليمنية الى جانب الحوثيين (انصار الله). والشامي كان يعالج في طهران اثر اصابته خلال التفجير الانتحاري الذي طال مسجدا في العاصمة اليمنية صنعاء الشهر المنصرم، وتبنى يومها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مسؤولية التفجير. ودفن الشامي عصر امس الى جانب ضريح القيادي في حزب الله عماد مغنية، في روضة الشهيدين. لم يدفن الشامي في طهران، ولم يدفن في العاصمة السورية التي اقام فيها لأكثر من عقد من الزمن حين كان طالبا للعلوم الدينية في حوزة الامام الخميني التي تشرف عليها ايران. قرار دفن الشامي في بيروت، وان أحاله البعض الى الدور الذي كان يضطلع به الراحل عبد الملك الشامي كمندوب وصلة الوصل الوثيقة بين قيادتي حزب الله وانصار الله، إلا أن له جانبا آخر هو أكثر أهمية، يتمثل في ان حزب الله يتجه الى مزيد من الاعلان السياسي والميداني عن انخراطه في ما يسميه معركة الدفاع عن الشعب اليمني. اي بمعنى أدق دعم تحالف الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح في مواجهة الحلف العشري الذي تقوده السعودية دعما لما تسميه الشرعية اليمنية. وفي هذا السياق يمكن ادراج المهرجان الجماهيري المرتقب لحزب الله يوم الجمعة المقبل دعما لجبهة الحوثيين – صالح في الضاحية الجنوبية لبيروت، على انه خطوة اضافية في تظهير انخراط حزب الله الصريح في الحرب اليمنية. ولا يمكن النظر الى خطوات حزب الله، من تشييع الشامي الى المهرجان التضامني، باعتبارها حدثاً عادياً، بل تعكس مرحلة جديدة من التصعيد، الذي يستدرج لبنان بقواه المتنازعة للانتقال من مرحلة التضامن بالمواقف السياسية مع طرف من طرفي النزاع في اليمن، الى مرحلة المهرجانات التضامنية التي يمكن ان تستدرج خطوات مقابلة دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي ولعاصفة الحزم..

السابق
مخاوف لبنانية من تصعيد «حزب الله» ضد السعودية
التالي
ردّ خليجي من بيروت على الحملات ضد المملكة