حصة لبنان لم تتقرر في الكويت

النازحين السوريين في جنوب لبنان

اختُتمت في الكويت أمس وفق “الجمهورية” أعمال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين للمساعدة الإنسانية في سوريا بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن وعود الدوَل المشاركة فيه بتقديم 3.8 مليارات دولار. وقال رئيس الحكومة تمّام سلام في كلمته خلال المؤتمر، إنّ لبنان يستضيف حاليّاً نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، أي ما يوازي ثلثَ عدد اللبنانيين المقيمين:

–          اعتبر أنّ “النتيجة الأخطر للنزوح هي الوضع الأمني الذي شكّلَ ويشكّل تهديداً مباشراً للاستقرار”.

–          أشار إلى أنّ “الثمن الذي يدفعه لبنان يتخطّى قدرتَه على التحمّل، ويَحتاج من كلّ أصحاب النيّات الطيّبة والحريصين على حفظ استقراره، وعدم خروج الأمور عن السيطرة فيه، إلى مقاربات جديدة تنطلق من قراءة واقعية بأنّ الأزمة السورية المسبّبة للنزوح، غير مرشّحة، للأسف، للإنتهاء في القريب المنظور”.

–          شدّدَ على وجوب أن “تقدّم المساعدات المالية إلى النازحين وأن تستهدف القضايا الإنسانية في المجتمعات المضيفة على حدّ سواء، لكنّ الأهمّ هو أنّها يجب أن تهدف إلى إحداث نموّ ملحوظ ومستدام للاقتصاد اللبناني المنهَك”.

–          أضاف: “بهذه الطريقة، يمكن أن نخفّف من مِحنة الشعب اللبناني ومِن التداعيات الهائلة لوجود النازحين السوريين المؤقّت في لبنان”.

–          قال: “إنّ العلاج المطلوب يكمن في إدارة الوجود السوري بحزمةِِ من الإجراءات العملية والفاعلة”.

–          قدّم “خطّة مفصّلة للحكومة تفوق قيمتها المليار دولار، تتضمّن قائمة برامج موزّعة قطاعياً، ومترجَمة في شكل مشاريع تنموية”.

–          أكّد أنّ “هذا المقترح، القابل لأيّ تعديلات، يأتي في إطار “خطة الاستجابة للأزمة” للعامَين 2015 و2016، التي وُضِعت بالتنسيق مع المنظمات الدولية والتي تبلغ قيمتُها مليارين ومئة مليون دولار”.

وأشارت “النهار” إلى أن رئيس الحكومة تمام سلام سيعرض على الوزراء خلال جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم الأربعاء، نتائج المؤتمر الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والمجتمعات المضيفة للاجئين والذي انهى اعماله امس في الكويت. ورجحت مصادر سياسية مطلعة عبر “اللواء” ان تكون النتائج الطيبة التي حققها لبنان في المؤتمر، والتي من شأنها ان تساعده على مواجهة أعباء النازحين السوريين على أراضيه، بيضة القبان في الجلسة العادية لمجلس الوزراء التي ستعقد في السراي الكبير.

وأشارت “المستقبل” إلى أنّ حركة الوفد اللبناني برئاسة سلام بدت لافتة للانتباه أمس في مؤتمر المانحين حيث قوبل الوفد بتعاطف عربي ودولي ملحوظ مع الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لمواجهة أعباء تفوق قدرات وطاقات “هذا البلد الصغير” على حد تعبير أحد المشاركين في المؤتمر وسط تكرار ذكر لبنان بشكل خاص في كلمات المسؤولين العرب والدوليين في ما يتعلق بالحاجات الانسانية الملحّة للدول المضيفة للنازحين.

–          صرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” ان حصة لبنان مما وعدت الدول المانحة في الكويت بتقديمه (وهو 3,8 مليارات دولار) ستتقرر لاحقاً عبر المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة. ويسعى لبنان الى أن يخصص من هذه الحصة ما يعادل 37 في المئة للانفاق على مشاريع داخلية ذات صلة بما يتحمله لبنان من أعباء جراء إستضافته اللاجئين السوريين، لكن أي رقم نهائي لم يتحدد بعد. وأشاد بالدور الذي اضطلعت به الكويت لإنجاح المؤتمر الذي هو الثالث من نوعه، مشيراً الى ان مساهمة الكويت بمليار دولار (نصفه من الدولة ونصفه الاخر من المجتمع الكويتي) كان لها الاثر الفعّال في تعزيز رقم المساعدات الاجمالي الذي هو لسنة واحدة. ونقل عن أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قوله للرئيس سلام والوفد المرافق له إن الدول المانحة ستلاحق موضوع إنفاق المساعدات كي يتم الامر بفاعلية. وشدد أمير الكويت على العلاقات المتينة التي تربط الإمارة بلبنان، مستعيداً “الذكريات الطيبة” التي لا يزال يحتفظ بها عن هذا البلد.

وبدا سلام لـ”اللواء” الذي كانت له كلمة في المؤتمر، مرتاحاً إلى حجم الدعم الذي ابداه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للبنان، والذي التقاه رئيس الحكومة للمرة الثالثة في غضون أسبوعين. واستعاد الأمير صباح في لقائه مع الرئيس سلام الدور الذي لعبه مرات عدّة خلال الأزمة اللبنانية من أجل المساهمة في إخراج لبنان من أتون الحرب التي عصفت به في السبعينات من القرن الماضي، مؤكداً له ان لبنان يحتل مكانة مميزة في وجدانه، وأن الكويت ستواصل دعمها للبنان في مختلف المجالات. وعلم ان الأمير الصباح استجاب لطلب الرئيس سلام بقاء الصندوق الكويتي للتنمية على نشاطه ومساهمته في المشاريع التنموية في لبنان على الرغم من تقليص الصندوق لنشاطاته ومشاريعه في الكثير من الدول.

كتب غاصب مختار في “السفير”: «مؤتمر المانحين»: أزمة النزوح طويلة

انعقد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين «لدعم الوضع الإنساني في سوريا»، في الكويت، أمس،وقد بلغت قيمة التقديمات الأولية «الموعودة» 3.8 مليارات دولار مع وعود بمبالغ إضافية وذلك من أصل 8.4 مليارات دولار تطالب بها الأمم المتحدة. وذكرت مصادر الوفد اللبناني لـ «السفير» أن «خطة الاستجابة» التي أعدتها الامم المتحدة، سيكون للبنان نسبة 37 بالمئة منها. لكن لأن هذا المبلغ لا يفي حاجات لبنان، قدم الوفد الرسمي برنامجه الاغاثي والانمائي بمشاريع تبلغ قيمتها مليارا و48 مليون دولار. وأشارت المصادر إلى أنه بعد إجراءات الحكومة لتخفيف حجم النزوح وتراجع عدد النازحين الوافدين، ستقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بإحصاء شامل لكل النازحين لتحديد عددهم بدقة قدر الامكان وتقديمه للامم المتحدة بعد تضارب الارقام الرسمية حول عدد النازحين المسجلين لدى المنظمة الدولية

السابق
جلسة إنتخاب الرئيس غداً: الشغور باق
التالي
اسرائيل تتوقّع حرباً مع حزب الله وتستعدّ في حزيران