الانتخابات الاسرائيلية تكشف مأزق الكيان الاسرائيلي الوجودي، خيار السلام منعدم هذه المرة في الحملات الانتخابية، وهذا لبّ المأزق، فاسرائيل فقدت هذه الورقة التي طالما برعت في استخدامها من دون ان تلتزم بشروطها وجوهرها، وقدمت نفسها للعالم منذ ان نشأت على انها تريد السلام فيما جيرانها يريدون انهائها من الوجود. ورقة التوت هذه سقطت، لصالح انكشاف الكيان العورة العاجز عن الحياة بغير الحرب.
لكن يجب الاقرار في المقابل ان الديمقراطية الاسرائيلية هي احد مصادر القوة التي لاتزال تشكل حصناً من حصون هذا الكيان، وما الانتخابات الا تعبير عن هذه القوة التي تطيل من عمر الكيان، يجب الانتباه ان رغم كل هذه العنصرية الاسرائيلية سوف تشهد اسرائيل هذه المرة نشوء اول كتلة نيابية مستقلة تضم النواب العرب، هي الكتلة الثالثة في الكنيست من حيث الحجم. ذلك هو مصدر قوة لاسرائيل يستحق التأمل… والاعتبار منَا نحن العرب والفلسطينيين.
