جو لابومب ملثّم لكشف مقلّدي الإعلانات ومزوّريها

ملثّم لكشف المقلّدين. الفرنسي جو لا بومب صائد الإعلانات المزوّرة “الكسولة”. هو صاحب مدونة هدفها جمع الإعلانات المنسوخة بعضها عن بعض، عمداً أم عن نقص في الثقافة الإعلانية. يصف نفسه بأنه “كابوس الكسالى” الذين لا يسلكون سبيل الإبداع، بل يكتفون بتبني أفكار الآخرين وتطويرها، ظانين أن أمرهم لن يُكتشف.

حاضر جو لا بومب أمس في الجامعة الأنطونية امام طلابها، وأثناء لقاء خاص مع “النهار” أوضح أنه أنشأ مدونته منذ 15 عاماً، ويضع عليها ما معدله 4 أو 5 إعلانات مزورة أسبوعياً. عمل في وكالات إعلانات عديدة، إلا أن أحداً فيها لا يعرف هويته، لأنه ملثم دائماً في المحاضرات والندوات، واسمه الأصلي مجهول. الإعلانات المبتكرة هي التي تجذبه، ويستغرب كيف تُنفق أموال طائلة على الإعلانات ولا يتكبد أصحابها عناء التأكد من كونها غير مستهلكة من قبل.

يتلطى خلف القناع صوناً لحريته في عمله، وكي يكون في متناوله أن ينتقد، حتى شركته، حين يستدعي الأمر. نضاله منصب على كشف الإعلانات المقلِّدة التي تفتقر إلى الإبداع ومقارنتها بتلك الأصلية، “فمن غير المعقول بيع إعلانات موضوعة سابقاً، فقط لأنه قد يظن القائمون على الوكالات بأنهم متى أطلقوا فكرة معينة فهي حتماً جديدة ولم يسبقهم إليها أحد، فضلاً عما يؤديه نقص الثقافة الإعلانية من دور هنا”.

جو
مدوّنته هي الوحيدة في فرنسا التي تأخذ على عاتقها أن تكشف التقليد في مجال الإعلانات، وفي البلدان كلها، لأنها “ظاهرة عالمية”. ينصح المعلنين بأن لا يظنوا أبداً بأن فكرتهم هي بالضرورة أصلية وغير مسبوقة، بل أن يبادروا دوماً إلى البحث عما إذا كان أحد سبقهم إلى تنفيذها. يجب أن يبذلوا جهداً وراء أفكار مبتكرة، لأن هذه الأفكار المبدعة هي أساس عمل الوكالات.
وكالات الإعلانات لم تفهم في البداية غرض لا بومب من الانتقاد وتساءلت: “من يكون حتى يقحم نفسه في هذا الشأن؟ ولم تكن تعلم أنه يعمل في إحداها ومتخصص في هذا المجال. غير أن النظرة تبدلت حين باتت الشركات مهتمة إن كانت إعلاناتها مقلدة ربما، عبر المقارنة بغيرها، وصار يقصده الطلاب بغية الإلمام بالمجال.

تعرض لا بومب لتهديدات تلقاها على مدونته تتهمه بأنه يقوض مسيرة شركة إعلانية أو أخرى عبر عرضه الإعلانات المزورة.
يظن عديدون أن عمل لا بومب عمل فريق، لكنه الشخص الوحيد الذي يعمل في مدونته بغية إحكام السيطرة. اختار الاسم المستعار “جو لا بومب” وهو اسم فرنسي وليس شخصاً معيناً، وانتشر الاسم حتى بات يطلق على كل شيء مزور. كثر يظنونه اسمه الحقيقي. ويقول: “من الصعب جداً كتم سر على مدى 15 عاماً… حتى أصدقائي لا يعرفون من أكون. وأرى أنه ليس من المهم معرفة من أكون لأن الإعلانات غير مرتبطة بشخص. وأفضل أن يتأثر الناس بعملي، وليس بمن أنا. لا أخشى اكتشاف هويتي، لكنني اعتدت أن أكون شخصية مقنّعة يترقبها الناس، واسمي بات محط اهتمام دول عدة. أن يكتشف الناس من أكون لن يبدل كثيراً في ما أفعله”.

وعرض لا بومب أمس في الجامعة الأنطونية تاريخ مدونته وصور إعلانات مزورة، فضلاً عن عشرات من الحالات اللبنانية حيث الوكالات نسخت إعلانات من الخارج، إلى إعلانات من الخارج قلدت أخرى لبنانية. أما اليوم، فتنظم الجامعة ورشة عمل يقدم فيها المدون طريقته في كشف الإعلانات، وفي أرشفتها، وكيفية التفتيش على الإنترنت حين نملك فكرة معينة ونريد أن نتأكد من أنها غير مسبوقة إعلانياً.

أما مدونته فهي:
www.joelapompe.net

(النهار)

السابق
 أضعت جواز سفرك؟ إتبّع هذه الخطوات..
التالي
داعش في الموصل: محرقة للكتب وتدمير للآثار