روسيا شريك إيراني لدود

اثارت زيارة مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية، علي اكبر ولايتي، لموسكو تساؤلات حول مغزاها. ولا يستهان بأهمية الزيارة التي سلم ولايتي خلالها رسالة خاصة من الرئيس الإيراني حسن روحاني الى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماع مغلق استغرق ساعة ونصف ساعة. ومنصب ولايتي المزدوج باعتباره مستشاراً للمرشد، رئيساً لمركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، يبرز أهمية زيارته موسكو. وعلی رغم عدم اطلاعنا علی فحوی الرسالة، تناولت القضايا التي ترتبط بالأزمة السورية والملف النووي الايراني والعلاقات الاقتصادية الايرانية – الروسية وصفقة صواريخ «اس اس 300» وعضوية ايران في منظمة شنغهاي للتعاون.

ومن المقرر ان تبحث المنظمة في اجتماعها المقبل طلبات عدد من الدول لنيل عضويتها الكاملة، ورفض بعض أعضائها عضوية ايران خلال الاجتماع الماضي. والعضوية في هذه المنظمة الامنية العسكرية الاقتصادية تقتضي التزام إيران شروطاً معينة، وموافقة مجلس الشوری (البرلمان) الإيراني. وانتهجت ايران إثر تأسيس الجمهورية الاسلامية، نهجاً ابتعد عن المحاور والتحالفات العسكرية، وهو يتعارض مع عضويتها في منظمة شنغهاي، والتي تصب في مصلحتها لاعتبارات جيوسياسية ولسياستها المعادية للولايات المتحدة. وتتزعم الصين وروسيا هذه المنظمة.

وفي مجال التعاون الايراني – الروسي العسكري وموقف موسكو من صفقة صواريخ «اس اس 300»، يبرز سؤال: هل يمكن الوثوق بدولة مثل روسيا استناداً الی مواقفها السابقة؟ والدول تحتسب مصالحها في تعاملها مع الدول الأخری، وحين تتعارض مصالح دولتين يتوقف التعاون. وترتبط ايران بعلاقات خاصة مع روسيا. فهي ساعدتها في المجال العسكري، وزودتها صورايخ وطائرات عسكرية خلال الحرب مع العراق. ومعارضة روسيا تسليمها صواريخ «اس 300» جاءت نزولاً علی القرار 1929 الأممي، علی رغم ان هذه الصواريخ دفاعية وغير هجومية وأن موسكو وافقت علی كل قرارات مجلس الأمن الرامية الى كبح جماح ايران النووي وليس الى تفكيك برنامجها النووي. فروسيا لا تريد ان تفقد احد زبائنها البارزين في المجال النووي، والإيرانيون مدعوون الى التعامل معها بنوع من الواقعية. فمواقف موسكو ازاء العقوبات الاقتصادية علی ايران، حملت الولايات المتحدة على العمل خارج اطار مجلس الأمن. وهي رفضت تحويل الملف الايراني الذي كان تحت البند 41 من ميثاق الأمم المتحدة الی المادة 43، كما حصل في الملف العراقي، لتسويغ شن حرب عليها. لذلك، لا يمكن القول ان روسيا لم تقف مع ايران كما لا يمكن القول انها وقفت مع إيران.

(ديبلوماسي ايراني)

السابق
إتفاقية تعاون بين «ITG Holding» و«Crystal Networks»
التالي
كتلة المستقبل النيابية تجيب اللبنانيين عن أسئلة الكهرباء