يجب أن نقرّ أنّ مجتمعنا اللبناني مريض وأن كلّ واحد منّا يدرك وجود هذه العلة في اجتماعنا السياسي، معني بتشخيصها وما تسببه من وهن في جسد المجتمع والدولة وتحديد الاعراض التي تنتابهما. على انّ كل اختلاف في النظرة إلى العلة الوطنية وأسبابها، هو دليل وجود الحياة، فالذين لا يختلفون هم الموتى، أو الذين يفتقدون المعرفة ويكتفون بالتقليد أو الاتبّاع الأعمى.
الاختلاف بين المواطنين هو شأن الحياة الوطنية، اما العداء فهو نقيض هذا الاختلاف، ودلالة موت، العداء غايته الإلغاء تمهيدا للقتل. الاختلاف أداته الصراع بين الافكار أو المصالح، غايته الإنسان أو المواطن واحترام حقّه بالاختلاف.