أوباما: عقوبات جديدة على إيران تعني «فشل الديبلوماسية»

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وشركاؤها سينتصرون على تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش)، مؤكداً أن “قوتنا العسكرية تعمل على وقف تقدم تنظيم داعش”.

ولفت في خطابه السنوي السادس أمام الكونغرس عن حال الاتحاد إلى أنه “بدل الدخول في حرب جديدة على الأرض في الشرق الأوسط، نقود تحالفاً واسعاً يضم دولاً عربية من أجل إضعاف داعش وفي النهاية تدمير هذا التنظيم الإرهابي”. وأكد “أننا سنواصل طرد الإرهابيين وتدمير شبكاتهم ونحتفظ لنفسنا بحق الرد من طرف واحد، وكما كنا نفعل ولم نتوقف منذ أن انتخبت من أجل القضاء على الإرهابيين الذين يمثلون تهديداً مباشراً لنا ولحلفائنا”.
كما ناشد الكونغرس إجازة استخدام القوة ضد تنظيم “داعش”، لافتاً إلى أنه يدعم المعارضة المعتدلة في سوريا لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”. وقال “هذا الجهد سيأخذ وقتا. يجب التركيز على الهدف. ولكن سوف ننجح”.

تحدث أوباما في خطابه أمس عن الحرب ضد الارهاب وخصوصاً الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، كما تناول في كلامه الملف الايراني، وسجن غوانتنامو كما تحدث عن الشؤون الداخية، الاقتصادية منها.

كما ندد الرئيس الأميركي بانبعاث العداء للسامية في “بعض أرجاء العالم” ودان “السلوك المكرر” ضد المسلمين، معرباً عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأميركي عن تضامنه مع كل ضحايا الإرهاب “من مدرسة في باكستان إلى شوارع باريس” في إشارة الى الاعتداء على مدرسة بيشاور في باكستان في كانون الأول وكذلك ضحايا باريس مطلع كانون الثاني.

ثم جدد التأكيد على تضامن الولايات المتحدة “مع كل الأشخاص في العالم الذين يتعرض لهم الإرهابيون”، مشيراً إلى الهجوم الأخير الذي تبنته حركة طالبان الباكستانية على مدرسة في بيشاور “شمال غرب باكستان” في 16 كانون الاول والاعتداءات الجهادية ضد صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة الفرنسية وضد متجر يهودي في باريس قبل أسبوعين.

وقال “بوصفنا اميركيين، نحترم الكرامة الانسانية… ولهذا السبب نقول اننا ضد انبعاث العداء المؤسف للسامية في بعض ارجاء العالم. ولهذا السبب نواصل رفضنا للسلوك المكرر المهين ضد المسلمين الذين يقاسمنا القسم الكبير منهم التزامنا بالسلام”، مضيفاً أنه “لهذا السبب منعت التعذيب وعملت من اجل استعمال تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات من دون طيار … لهذا السبب ندافع عن حرية التعبير وندافع عن السجناء السياسيين وندين قمع النساء والاقليات الدينية او السحقيات واللواطيين والمثليين”.
وأكد “سوف نواصل طرد الارهابيين وتدمير شبكاتهم ونحتفظ لنفسها بحق الرد من طرف واحد وكما كنا نفعل ولم نتوقف منذ ان انتخبت من اجل القضاء على الارهابيين الذين يمثلون تهديدا مباشرا لنا ولحلفائنا”.

العقوبات على ايران

حذر أوباما الكونغرس من أن فرض عقوبات جديدة على إيران “سيعني فشل الديبلوماسية” في وقت تحاول فيه طهران ودول مجموعة الدول الست التوصل إلى اتفاق حول النووي الإيراني. وهدد في خطابه أمس عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس الاميركي باستعمال حق النقض في حال رفع إليه أعضاء مجلسي النواب والشيوخ قانونًا بشأن عقوبات جديدة على ايران. وأضاف “حتى الربيع، أمامنا فرص لامكانية التفاوض على اتفاق كامل يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ويؤمن أمن أميركا وحلفائها بمن فيهم اسرائيل مع تحاشي نزاع جديد في الشرق الأوسط”.

روسيا وأوكرانيا

واعلن ان “القوى العظمى لا يمكن ان تذل الصغيرة” في اشارة ضمنية الى “اعتداء” روسيا على اوكرنيا. وقال “نظهر عن عظمة ودبلوماسية وقوة الولايات المتحدة”. واضاف “ندافع عن المبدأ القائل بان القوى العظمى لا يمكن ان تذل الصغيرة– من خلال معارضتنا للاعتداء الروسي ودعمنا الديموقراطية في اوكرانيا وطمأنتنا لحلفائنا في الحلف الاطلسي”.

سجن غوانتانامو: “حان الوقت لإنهاء العمل”

في سياق آخر، وعد الرئيس الاميركي بعدم التخلي عن جهوده لإغلاق سجن غوانتانامو في القاعدة الأميركية في كوبا وكما تعهد مطلع ولايته الأولى.
وأعلن في خطابه عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأميركي “حان الوقت لإنهاء العمل. ولن أتخلى عن جهودي لإغلاق السجن”، مضيفاً “بوصفنا أميركيين، نحن ملتزمون بالعمق حيال العدالة، إذن هذا الأمر ليس له أي معنى لصرف ثلاثة ملايين دولار على كل سجين للحفاظ على سجن يندد به العالم ويستغله الإرهابيون للتجنيد”.

اقتصادياً

دعا أوباما الكونغرس الى رفع الحظر الاقتصادي عن كوبا في إطار تقارب تاريخي بين البلدين.
وتابع التغيير في السياسة الذي اعتمدناه حيال كوبا قد يؤدي بشكل قوي الى وضع حد لعصر من الحذر على قارتنا وان نرفع إلى السلطات ذريعة لقيود فرضت على كوبا وان نشجع قيم الديموقراطية ونمد يداً صديقة الى شعب كوبا”.

في السياق عينه، دعا الى تسريع اتفاقات التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي ومنطقة اسيا والهادئ طالبا من الكونغرس تبني “اجراء لتسريع” المفاوضات.
وقال في خطابه عن حالة الاتحاد امام الكونغرس “اطلب من الفريقين تفويضي صلاحيات كبيرة للمفاوضات التجارية من اجل حماية العمال الاميركيين مع ايجاد اتفاقات تجارية صلبة مع اسيا واوروبا”.

وفي الشؤون الداخلية

حض أوباما الكونغرس الأميركي على تبني قانون يضمن المساواة في الاجور بين الرجال والنساء وتعهد بالعمل من اجل ان تكون اجازات الامومة والمرض مدفوعة. وقال “لا شيء يزيد في مساعدة العائلات لجمع الطرفين سوى الأجر. لهذا السبب يجب على هذا الكونغرس أن يتبنى أيضاً قانوناً يضمن بأن يكون أجر المرأة مثل أجر الرجل عندما يمارسان نفس الاعمال”.
وندد بكون الولايات المتحدة هي “الدولة الصناعية الوحيدة” على الكرة الأرضية التي لا تدفع إجازات الأمومة أو الإجازات المرضية.
كما جدد التأكيد ايضا على مطالبته بزيادة الحد الأدنى للأجور المتوقف منذ العام 2009 على مستواه الحالي (7,25 دولارات للساعة) بسبب معارضة البرلمانيين الجمهوريين.

السابق
الغضب والسخرية
التالي
بالصور: رونالدو يفاجئ الجميع بحبيبته «الجديدة»!