حزب الله يدمّر لبنان للحفاظ على دولته

حزب الله
يبني حزب الله دولة داخل ولايته. يدمر الحزب كل شي لكي تبقى دولته قائمة وقوية وراسخة. هي سياسة اقصائية يبيع خصومه انتصارات وهمية ليفوز هوبالكعكة الكبيرة

لا يستطيع أحد في أي وقت من الأوقات إزالة أحد دون ثمن. فما بالك وحزب الله وسيده لا يبتغون سوى أمراً واحداً ألا وهو زرع بزرة في كل أخدود يفتح لهم لتحقيق الذات وتحقيق الخلود؟ أما عندما لا يكفيهم هذا فبالسلاح يستعينون. يخوضون الحرب لتثبيت صراطهم المستقيم، يرمون بأفكارهم كيف ما كان حتى لوإضطرهم الأمر الى إغتصاب الطبيعة السائدة بمحراثهم فيصبح من فيها أما معهم وإما من المغضوب عليهم أوالضالين.

بالهمس أقنع أحد مستشاري النائب ميشال عون بأنه إن لبى دعوة السيد للحوار يكون قد أحسن التوقيت والإختيار وإن فعل عكس ذلك ورفض فإن الحزب سيلجأ إلى أخدود أخر هوبأشد الشوق إلى محراثه. وأتبع المستشار موسوساً إنها سياسة الإنسجام مع الواقع ويجب استغلالها، فبها ستكسب السلطة وترتقي بعدما وهن وهرم من معك ولم تعد الرعية قادرة على الصمود والمواجهة أوالبقاء. نسي معالي المستشار أو تناسى أنه أمام من يعشق الخروج عن المتبع، يكره منطق الإلتزام أوالتقييد بالمؤسسات يتجنبها دوماً عند حل المشكلات. يصبوا في فعله هذا إلى تحقيق بل وترسيخ مسلمة جديدة ترتكز إلى فكرة وفيها أن النتيجة التي يتوخاها أيا كان يجب أن تمر عبره ومن خلال عفوه وحكمته وكرمه وبرضاه وحده وبها فقط تتحقق التمنيات وتذلل كل العقبات، فتكون مؤسساته وإداراته قنوات تشبه الوريد الرئيسي الضاخ للدم المحرك للجسد، يستحال التخلص منه وإن حصل فسيصنف على أنه بمثابة إنتحار.

ميشال عون والسيد حسن نصراللهبناءً على ما تقدم ، فإن حزب الله سيفاجأ الخصوم قبل الأتباع بما سيقدم عليه من تسويات يعتبرها البعض خصوصاً من معه تنازلاً ستتبعه تنازلات ومن هوخصمه سينتشي واهماً ويدونها على أنها نصراً يسارع إلى تسطيره في سجل الإنتصارات. والأمر تماماً كما فعل حين سمى موافقاً دولة الرئيس تمام بك سلام وقبله فخامة الرئيس ميشال سليمان فما بالك لووافق دون جهد على من هو مثلهم ليكون رئيساً جديداً للبلاد؟

الكل بات يعمل لكسب رضاه، منهم من يعلن متباهياً انه وقع الوثيقة معه، ومنهم من يتودد له بإستمرار، وآخرين يسرون الطاعة له ولا يعلنون، يسابقهم إلى ذلك المتفلسفين التابعين من الذين يفعلون ما يؤمرون. حجتهم جميعاً أنه قوي وضخم ولا مثيل له بيده مفاتيح كل شيء، ولد سيداً ومازال يحس رغم تراكم الأيام بنيران الشباب. يبقى أن الخوف على من تبقى أن يرضى بمجرد كونه واحد من الخصوم بالإختيار.

ثمة خيط رفيع يفصل بين الإعتزاز بالنفس والمبالغة في الغرور. تلكما الخصلتان اللتان تتنازعا تصرف قادة الحزب، الأولى من دون شك ستبقيه لأمد طويل وسيكون له من يخلفه والأمر مهيب فالحزب يبني كل شيء حتى خصومه ومن يبني يعرف ما يبني جيداً. أما الثانية أي الغرور فستقضي عليه وسيسهم الكبر في تعجيل ذلك وسيأتي من يصرخ في وجهه أننا لسنا بحاجة إلى أمثالكم فاعفونا في المستقبل من زيارتكم. فتشوا عن شعوب غبية مازالت تؤمن بنتائج افعالكم الذي سيكون كالسابق مقدس. حزب الله مسؤول عن ألم الموت صحيح ، لكنه في الوقت عينه وإلى حد الآن مسؤولاً أيضاً عن ألم إسمه ألم الولادة، ولادة دولة في ولاية.

السابق
الهبة السعودية في لبنان خلال اسبوعين
التالي
سنة 2014 لم يبق منها إلا أيام وتسدل ستارتها