سنة 2014 لم يبق منها إلا أيام وتسدل ستارتها

لبنان 2015
ما هي الا ايام وينتهي عام 2014. هو العام الاكثر مأساوية ربما على لبنان والمنطقة العربية. ربما سيكون العام الجديد عام خير كما نتمنى لكن لا مؤشرات على ذلك.

لم يبق لسنة 2014 إلا القليل لتغادرنا، بعدما حفلت بالاحزان بسبب الحروب والقلاقل الطائفية والهزات الأمنية، ومصاعب اقتصادية ومعيشية. تغادرنا وبصماتها واضحة بنكبات عدة وويلات للشعوب وآلام إنسانية، ناهيك عن تبدلات في سياسات الدول خصوصا تلك المؤثرة على الساحات الدولية عموما وفي محيطنا العربي خصوصا، وتحديداً على الصعيدين السوري واللبناني.

أيام معدودة وتسقط آخر أوراق عام 2014 بكل ما فيها من قهر وويلات، وبالأخص عند الشعبين السوري واللبناني. الأول اي الجانب السوري لما يعانيه من مجازر وقتل وإجرام مفرط ودمار من قبل النظام والمتطرفين، والثاني اي الجانب اللبناني الذي تميز بالفراغ الرئاسي لأكثر من 6 اشهر، وبالإشتباكات المسلحة المتنقلة بين منطقة واخرى، وتحديداً بين الجيش اللبناني والمتطرفين الارهابيين في بلدة عرسال ومدينة طرابلس اللتين انتهتا بانتصار كبير للجيش بعدما ألمت به انتكاسة تمثلت في خطف عسكرييه غدراً من قبل المتطرفين الإرهابيين، والفرار بهم إلى جرود القلمون السورية.

لم يبق من سنة 2014  إلا أيام وتسدل ستارتها. فبعد مسرحية تمديد المجلس النيابي لنفسه سنتين، والتي كانت بمثابة وقاحة ووصمة عار بحق الحريات والديمقراطيات في لبنان. كما اكتمل الأمر في ازدهار موضة الخطف مقابل المال، واستمرار السيد حسن نصرالله  وحزبه وبأمر مباشر من ايران بالوقوف والقتال بالداخل السوري لجانب نظام بشار الاسد الطاغي بدل تحرير فلسطين.

ما هي إلا أيام معدودة وتغيب شمس العام 2014 بعدما اشتهرت بصيفها الحار على مدينة غزة، بعد العدوان الإسرائيلي عليها بسلاح الطيران والصواريخ والقنابل الحارقة التي أسفرت عن دمار هائل للممتلكات وآلاف عدة من القتلى والجرحى. ولا ننسى أيضا أن شمس 2014 كانت بمثابة نوراً قد اشرقت على المشير عبد الفتاح السيسي بعد انتخابه رئيسا للجمهورية العربية المصرية من قبل الشعب المصري.

ويلات ومتاعب حلت على العراق وسورية في العام 2014، بعد بروز تنظيم “داعش” نجم الإرهاب والتطرف المثير للجدل، وتوسعه العسكري في البلدين، ما أدى إلى مصائب كارثية من الناحية الإنسانية والسكانية، بعدما مارس هؤلاء الإرهابيون المتطرفون الجرذان، الذين يتخذون من الإسلام ذريعة لتغطية أعمالهم الإجرامية القذرة، والإسلام والمسلمون منهم براء، أبشع أنواع القتل والذبح من الوريد إلى الوريد واغتصاب النساء، ونشر العربدة والجاهلية، وممارسة الزنا تحت مسمى جهاد النكاح المحرمة شرعاً، ناهيك عن ممارسة هؤلاء الجرذان للمذهبية والعنصرية بحق الشعبين العراقي والسوري بعد تهجيرهم من بلدانهم ومدنهم.

وقبل أيام معدودة من نهاية العام 2014، سيحتفل العالم عموما والمسيحيون خصوصا بعيد ميلاد سيد البشرية والإنسانية، سيد التسامح والمحبة والسلام، روح الله عز وجل عيسى المسيح ابن مريم العذراء البتول، أعاده الله بالخير والسعادة على الأمة المسيحية بشكل عام، وعلى المسيحيين العرب بشكل خاص، وتحديدا المسيحيين اللبنانيين أصحاب الثقافة والعلم والفكر المتطور المتنور بالانفتاح.

ما هي إلا أيام معدودة وينفك عنا العام 2014، لنستقبل العام 2015 بالحفاوة والابتهاج والسهر على أنغام الموسيقى والمطربين، وتنبؤات المنجمين الدجالين! لكن وعلى مشارف نهاية عام 2014 لف الحزن على الوسط الفني في لبنان، برحيل الشحرورة صباح، والشاعر والاديب الكبير سعيد عقل والفنانة القديرة نهاوند.

بعد أيام معدودة وعند الساعة 12:00 منتصف الليل، يدخل علينا العام 2015، وباللهجة العامية اللبنانية “اول دخولها شمعة على طولها”، اعاده الله على لبنان وسورية والعراق وفلسطين المحتلة، والأمة العربية بالخير والسعادة والوحدة بينهم.

السابق
حزب الله يدمّر لبنان للحفاظ على دولته
التالي
أثر الإشتباكات المسلحة على الوضع النفسي لأطفال عين الحلوة