مغزى الطلعات الجوية الإيرانية ضد ‫داعش‬ في العراق

مصطفى اللباد

يبدو أن الطلعات الجوية الإيرانية على محافظة ديالي لم تتم بتنسيق مباشر مع ‏واشنطن‬، وإنما مع حكومة بغداد‬ المركزية. مشاركة ‫إيران‬ في الحرب على داعش أمر مرحب به أميركياً، لكن من دون تنسيق معلن. ويعود السبب في ذلك إلى أن واشنطن لا تريد خسارة حليفاتها العربيات في الخليج والتي تتحفظ من دور إيراني متنام في العراق خصوصاً والمشرق العربي عموماً.
الطلعات الجوية الإيرانية لها بعد رمزي، فطراز الطائرات الإيرانية المستعملة في الهجوم (فانتوم اف 4) عتيق وغير ناجع مثل المقاتلات الحديثة، ولكنه كاف لإرسال رسالة سياسية مركبة مفادها أن إيران منخرطة في الحرب على داعش، وتريد إظهار نفسها كشريك للغرب في محاربته. لكن اقتصار الطلعات الإيرانية جغرافياً على ديالي، واستخدام عدد قليل من طائرات ذات طراز عتيق يعني أيضاً أن إيران تختبر ردود الفعل الإقليمية والدولية أولاً قبل البدء في توسيع النطاق الجغرافي للعمليات، باستخدام عدد أكبر من الطائرات وبطرز حديثة في مرحلة لاحقة. ترتبط مفاوضات إيران النووية مع الدول الست الكبرى بالأحداث في العراق، لأن تقاطع مصالح إيران وأمريكا في العراق هو حقيقة جيو-سياسية تدفع الطرفين إلى توافق في الملف النووي على قاعدة: تقليص البرنامج النووي الإيراني وعدم عسكرته في مقابل اعتراف أميركي بأدوار إيران الإقليمية.

الطلعات الإيرانية الأخيرة على ديالي ترسل هذه الرسالة المركبة ليس بمداد الحبر، ولكن بالقذائف والنيران.

السابق
إصابة صياد بجروح خطرة بشظية قذيفة من العدو في غزة
التالي
حمدان: لدعم الجيش والتوقف عن كثرة الكلام وقلة الأفعال