حوار المستقبل «حزب الله» يتقدّم .. وعون يتّجه للتصعيد

كتبت “اللواء” تقول، مرّت “غصة” الاستقلال بالتأكيد على الثوابت اللبنانية، وبضرورة الاسراع بانتخاب رئيس جديد للانتهاء من الشغور الرئاسي الذي يتحوّل إلى مشكلة آخذة بالتفاقم، ما لم يتفق اللبنانيون على خطوة في هذا الاتجاه، أو عقد طاولة حوار لمرة واحدة، كما طالب الرئيس امين الجميل في العيد 78 لتأسيس حزب الكتائب، للاتفاق على قرار واحد بانتخاب رئيس للجمهورية.
ومع تلاشي الآمال على ما يمكن ان تحمله مفاوضات فيينا النووية بين مجموعة 5+1 وايران، من انباء سارة تنعكس إيجاباً على الاستحقاق الرئاسي، ولا تكتفي بما حملته العاصفة “ميشا” من إلقاء بضع سنتيمترات من الثلوج على جبال لبنان الشاهقة، فان أجندة الأسبوع الطالع، أو أسبوع ما بعد “الاستقلال اليتيم” حافلة، بدءاً من اليوم وحتى الخميس المقبل، بسلسلة من الاجتماعات والتوجهات القاسم المشترك فيها انتخاب الرئيس ومصير الطعن بقانون التمديد، المتصل اساساً بمأزق الشغور الرئاسي.
وفي رأس هذه الأجندة، الاجتماع الطارئ لتكتل “الاصلاح والتغيير” الذي يعقد عند العاشرة من صباح اليوم، حرصت الأوساط العونية على وصفه “بالاستثنائي” وسببه “امور طارئة تستوجب بعض المواقف”.
ووصفت محطة O.T.V الناطقة باسم التيار العوني الاجتماع بأنه “ينبئ بإعادة تسليط الأضواء على الملفات الساخنة، أكانت الطعن بالتمديد النيابي أم الانتخابات الرئاسية العتيدة”.
الا أن مصادر في تكتل “التغيير والاصلاح”، وفي محاولة لاضفاء طابع ديموقراطي على أداء النائب ميشال عون، قالت ان الدعوة للاجتماع لبحث أمر طارئ، تنم عن رغبة عون بعدم التفرّد بالقرار في موضوع قد يكون متصلاً به مباشرة.
ورداً على سؤال لـ?”اللواء” في ما إذا كانت الدعوة لتقريب موعد اجتماع التكتل الأسبوعي 24 ساعة، تحفظت المصادر على الربط بين تقريب الموعد واجتماع المجلس الدستوري غداً، من دون أن تستبعد أن يكون هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع.
غير أن مصدراً مطلعاً تخوف من أن يكون وراء الدعوة موقف تصعيدي لرئيس التكتل على صلة بما تناهى لديه من معلومات عن الاجتماع الأوّل للمجلس الدستوري يوم الخميس الماضي.
اجتماع الخليوي
وبالتزامن، فان الرئيس تمام سلام سيترأس في السراي الكبير اليوم اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة دراسة ملف الهاتف الخليوي، بمشاركة وزير الاتصالات بطرس حرب والوزراء: جبران باسيل (عن التيار العوني) ومحمّد فنيش (حزب الله) ونبيل دو فريج (المستقبل) وهي اللجنة التي تشكّلت في اعقاب الخلاف الذي كاد يفجر مجلس الوزراء بين وزراء التيار العوني وحزب الله من جهة والوزير حرب من جهة ثانية.
وأوضح الوزير حرب لـ?”اللواء” انه سيكون اليوم مستمعاً إلى الملاحظات التي سيقدمها الرئيس سلام والوزراء المشاركون، معلناً انه لن يعرض أي امر باعتبار انه قام بواجباته، وعرض تقريره في هذا الصدد امام الحكومة، مشيراً إلى انه قال ما لديه امام مجلس الوزراء، كاشفاً انه سيدلي بتصريح في أعقاب الاجتماع.
رسالة هولاند
وعلى صعيد المواقف الدولية الداعمة للبنان، تلقى الرئيس سلام، أمس، برقية لمناسبة الاستقلال من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شدّد فيها على أن بلاده “تدعم جهودكم الرامية للحفاظ على وحدة بلدكم الذي يواجه تحديات كبرى نتيجة الأزمات التي تهز المنطقة”.
ورأى هولاند في برقية أن “الاجتماع الدولي حول لبنان ومؤسساته يترجم اليوم امنياً بوضع المبادرة الفرنسية – السعودية موضع التنفيذ لجهة تعزيز قدرات الجيش مما يسمح له باداء مهامه في مكافحة الإرهاب، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس سلام يُركّز في أحاديثه ومجالسه على ضرورة إخضاع مسألة انتخاب رئيس الجمهورية للتوافق، معرباً عن عدم ارتياحه من “الاداء السياسي غير الناضج لبعض القيادات مما يجعل البلد في حالة جمود ومراوحة من امكان التوصّل الى حلول سياسية للخروج من المأزق الذي نعيشه”، مؤكداً أن لبنان بلد متنوع لا يمكن ان يستمر متعافياً ما لم يكن هناك تسويات بين أبنائه، مشيراً الى أن هذه التسوية ممكن ان تحفظ مكانة الجميع ولكن ليس على حساب الآخر.
ولاحظ الرئيس سلام أن “الضرر في حال انهيار الحكومة سيكون بالغ الخطورة وسيفوق الشغور الرئاسي والتمديد للنواب”.
إطلالة الحريري
سياسياً، كل شيء مؤجل لما بعد إطلالة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية، لا سيما لمعرفة توجهات تيّار “المستقبل” بالنسبة إلى الحوار مع “حزب الله”، وارتباط هذا الموضوع بانتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضح مصدر نيابي في “المستقبل” أن إطلالة الرئيس الحريري ستوضح الكثير من النقاط التي لا تزال عالقة، ملمحاً إلى أن نواب الكتلة سيطفئون بعض المحركات لبعض الوقت، بانتظار المواقف التي سيعلنها رئيس التيار الأزرق “لكي نبني على الشيء مقتضاه”.
ولفت إلى أن ثمة انطباعاً بدأ يتكون عن ضرورة قيام حوار مع الحزب، وإلى وجود ارضية مشتركة له، لكن ليس لدينا معلومات عن طبيعة الاتصالات الحاصلة.
وعلمت “اللواء” أن وفد تيّار “المستقبل” الذي كان مؤلفاً من الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والسيّد نادر الحريري، عاد أمس من باريس، حيث عقدت اجتماعات مطولة مع الرئيس الحريري في العاصمة الفرنسية.
ووصفت مصادر مطلعة الأجواء التي عاد بها وفد “المستقبل” بأنها “مريحة”، وانه سيكون لها نتائج إيجابية على صعيد ملف انتخاب رئيس الجمهورية، وكذلك الحوار مع “حزب الله”، والأوضاع بشكل عام في البلاد.
وفهم أن هذه الأجواء يفترض أن تواكب مفاوضات الملف النووي في العاصمة النمساوية، سواء تم التوقيع على اتفاق أو لم يتم، او إذا مددت المفاوضات فترة أخرى من الوقت، بما يريح البلد.
احتفال الكتائب
أما حزب الكتائب الذي اعتاد أن يقيم لمناسبة ذكرى تأسيسه مهرجانات سياسية، فغابت بدورها، عملاً بنصيحة أمنية بتغييب الاحتفالات الشعبية بسبب الظروف الأمنية في البلاد، وقال عضو كتلة الحزب النائب فادي الهبر لـ”اللــواء” ان المشهد السياسي الداخلي والخارجي أملت على الحزب عدم إقامة احتفال جماهيري، معلناً في المقابل أن الاستقبال الحاشد الذي أقيم للمناسبة في بيع الكتائب المركزي في الصيفي، كان بمثابة احتفال جماهيري على المستويين السياسي والشعبي، ما يعكس أهمية حضور ونضال وتاريخ حزب الكتائب.
ورأى ان ما قاله رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل في الاحتفال يفترض ان يلقي أصداء، لا سيما وانه لا يمكن معالجة أي خلاف أو أمر إلا بالحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل أي إشكال.
وكان الرئيس الجميل طرح في ما يشبه المبادرة، عندما أطلق نداء لاستعادة الاستقلال وعندما سأل: “لماذا لا نلتقي في جلسة حوار واحدة لنتفق على قرار واحد هو انتخاب رئيس الجمهورية؟ ولم لا نلتقي أولاً كقادة مسيحيين طالما لدينا مسؤولية خاصة ومعنيين بهذا المنصب الأول؟ مشدداً على ان “عدم انتخاب رئيس ليس مساً بالنظام فقط بل بالصيغة اللبنانية”.
سلامة الغذاء
مجلسياً تعقد لجنة قانون الانتخاب اجتماعها الثاني، للبحث في المشاريع المطروحة أمامها لاتفاق على قانون انتخاب جديد، في ساحة النجمة وسط أجواء لا توحي باتفاق سهل، كما تعقد اللجان المشتركة، بناء على دعوة الرئيس نبيه برّي اجتماعاً لبحث قانون سلامة الغذاء، لمواكبة الحملة التي يتابعها وزير الصحة وائل أبوفاعور، والتي حطت رحالها في صبرا أمس، المكان المرشح لأن يستضيف مسلخ بيروت الجديد، حيث تعرض مراقبان من وزارة الصحة للضرب ومنعا من تنفيذ المهمة المكلفين بها، إلا بعد تدخل قوى الأمن.
وتوقع رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني لـ”اللــواء” أن تشهد جلسة اللجان المشتركة، تجاذباً لن يكون سهلاً حول اقتراح قانون سلامة الغذاء، نظراً لوجود اقتراحين، ژحدهما مقدم من الحكومة الرئيس فؤاد السنيورة منذ العام 2006، مستوحى من مشروع سبق أن اقترحه الوزير الشهيد باسل فليحان، والآخر من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي موقعاً منه ومن الوزير السابق أحمد كرامي مستوحى بدوره من مشروع للوزير حسين الحاج حسن.
وأوضح ان اقتراح قانون سلامة الغذاء يهدف أساساً إلى تأمين غذاء سليم للمواطن، ويتضمن إنشاء هيئة وطنية مستقلة لسلامة الغذاء مع آلية لتتبع الغذاء من الأرض إلى الطاولة.
وتتألف الهيئة، التي يعينها مجلس الوزراء،، من خبراء كفوئين، ومن جهاز تنفيذي من وحدات بحث علمي وتقييم المخاطر الحاصلة في المزارع والأسمدة والمبيدات والأدوية وصولاً إلى المصانع، على ان تتمتع هذه الهيئة باستقلال مالي واداري، ولا مانع من أن تكون تابعة لرئاسة مجلس الوزراء.
أما اقتراح الرئيس ميقاتي، فهو ينسق – على حدّ قول مجدلاني – مشروع الهيئة الوطنية من الأساس، لأنه يستثني وزارتي الزراعة والصناعة والمواد الغذائية المستوردة في مادته الأولى.
وكشف أن الوزير الحاج حسن يعترض على مشروع “المستقبل” لأنه سبق أن أعلن أنه غير مستعد بأن يتخلّى عن صلاحيات وزارتي الزراعة والصناعة.
وضع العسكريين المخطوفين
إلى ذلك، علمت “اللـواء” من مصادر مطلعة على ملف التفاوض بشأن العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى “داعش” و”جبهة النصرة”، ان نجاحاً تحقق في حلحلة العديد من العقد التي كانت تواجه التفاوض، خاصة بعد حصر المهمة بالوسيط القطري أحمد الخطيب، ولبنانياً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وكشفت المصادر أن قناة التواسط حصلت على ضمانات من الخاطفين أُبلغت إلى من يعنيهم الأمر أنه لن يتم اعدام أي من العسكريين المختطفين، وأن ما يجري الحديث عنه بين الحين والاخر باعدام عسكريين عند حصول بعض الأحداث الأمنية، يأتي من باب التهويل، وأن الاتصالات التي يتعمد الخاطفون القيام بها من قبل العسكريين المختطفين مع ذويهم، ليست إلا لتسريع الخطوات في انجاز المطالب التي قدمتها الجهات الخاطفة، وكذلك للاستفادة من تقديم خدمات لوجستية من خبز وتموين ومازوت، خاصة أن البرد قارس جداً في جرود عرسال.
ومرد ذلك أيضاً يعود إلى أن رسالة أبلغت إلى الخاطفين من خلال ما أعلنه اللواء إبراهيم أنه لن يتم التفاوض على جثث بل على احياء فقط، وهذا يعني انه مع قتل عسكري مختطف يفقد الخاطفون امكانية اطلاق سراح عدد كبير ممن يطالبون بالافراج عنهم من الموقوقين في السجون اللبنانية والسورية.
وتتوزع الأسماء التي يتداول بها الخاطفون للافراج عنها على الذكور والاناث، ومن جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية وعربية، وفق الآتي:
* لبنانياً: محكومون في السجون اللبنانية صدرت بحقهم أحكام.
موقوفون في السجون اللبنانية ما زالوا قيد المحاكمة.
مطلوبون فارين من وجه العدالة، صادرة بحقهم أحكام أو بلاغات بحث وتحرٍ أو مذكرات توقيف.
ومن تصدر بحقه أحكام بحاجة إلى عفو يصدر عن مجلس الوزراء، أو قانون عفو يصدر عن مجلس النواب.
* سوريا: موقوفون في السجون السورية، بين من صدرت بحقهم أحكام أو ما زالوا يحاكمون

السابق
الوساطة القطرية توقفت؟
التالي
المفاوضات «النووية» إلى تمديد آخر… وطهران في عزلة