حكي جردي: ومن شاءَ منكم فـَلـْيَجْـتَرّ

التأم عقد مجلس الذئاب قبل أيام، حرّوا وعرّوا وهاجوا وماجوا وزعقوا وبعقوا..ثم تقيّؤوا جوفَهم:

إلى الحرب الأهلية در.

**  **  **  **

لا يشبه أولئك الذين أوُكِلَ إليهم أمرُ الوطن -ذات قانون انتخابي مسروق- الحيوانات المفترسةَ، هم يملكون طباعاً تجاوزَتْها بأشواط بالرغم من أنهم أخذوا عنها النيابَ.

لا يفتك الذئب بفرائسه إلا لضمان البقاء على قيد الحياة، هو لا يقتل إلا قدر حاجته التي يراها مناسِبة له في ظروف المكان والزمان، أما حيواناتنا فأمرهم مختلف، هم قرروا عن سابق تصور وتصميم أن يستكملوا شغفهم في التحول التام:
ماءْ ماءْ ماءْ

عاشَ الغَنَمُ فينا

فلتـٌسْفـَكِ الدِّماءْ

**  **  **  **

تنتفض البقرة عندما يهمُّ الجزار بذبحها، تفعل المستحيلَ كي تفلت من قبضته. أما نحن -عموم اللبنانيين- فنمضي إلى حتفنا بكل فخر واعتزاز وخنوع:

فعلا لا يستحق الحياةَ من ارتضى كلَّ هذا الذل.

**  **  **  **

“تحسسوا رقابكم وانتظموا في قطعانكم أيها العبيد، فالحرب الأهلية قادمة وما من معجزات، وإنّا لها لصانعون، وإنكم لنا لخانعون، فاتقوا الله فينا، وأحنوا رؤوسكم، وسيروا على خطى الذين طأطَؤوها من قبلكم، إن الله ولّانا عليكم سلطانا، وإنّا جعلنا لكم العشبَ موئلِاً، فامضغوا ما شئتم، ومن شاء منكم فليجترَّ، ولكم في ذلك الخلاص المبين”.

ما قال الذئب الكبير ثم دعا رفاقه إلى استكمال نهش لحمنا.

**  **  **  **

اجتمع اللئام وقرروا خلافاً للدستور والقوانين والأعراف -لاسيما الإنسانية منها- ما يلي:

إفراغ الوطن من كلّ محتوى سياسي وحقوقي وإنساني وإقتصادي وإجتماعي.
المضي قدُماً بتحويل ما تبقى من الشعب القابض على جمر عيشه إلى كائنات طائفية مقيتة ضماناً لولائها وإذعانها.
الارتهانُ لوقتٍ طويلٍ -لا يلوحُ له أفقٌ- لخارجٍ ظالمٍ وناهبٍ –على اختلاف المشارب- لا يهتمّ إلا لمصالحه بعيداً عن أية معايير أخلاقية.
التأكيد –وبشراسة- على كافة المفاهيم والتدابير العنصرية والطائفية والمذهبية والمناطقية التي من شأنها تأجيج نار الفتنة على أكثر من صعيد تمهيدا لإطلاق الحرب الأهلية كي يصار وفقاً لنتائجها إلى إعادة صياغة الدستور –أو الدساتير- بما يعكس أوزان الفائزين على أرضنا.
**  **  **  **

لم أستغرب ما قاله النائب خالد ضاهر –النبي المنتظر- وزميله –الجراح الذي أقسم يوما العمل على تخفيف آلام الناس- رياض رحال والذي تناقلته بالفيديو وسائل الإعلام: “خرا” الأول يماثل “رِجْل” الثاني ليتشابه الإثنان مع الذين سبقوهم من زملائهم إلى ذلك كعاصم قانصوه وميشال عون وعلي عمار.

كان بإمكانهما تفادي ذلك لو أرادا أو أراد أرباب نعمتهما السياسية، لكنهم فعلوا إذ امتثلوا وتماثلوا ليبلغونا بالفم الملآن: هذا السوس من ذاك الطحين، وإنّا لكم لناخرون وإنّا عليكم لراكبون.

**  **  **  **

من المعيب حتى أن يكونَ بعضُ النواب باباً في خـُمّ دجاج.

قاتل الله الأحزاب.

**  **  **  **

على ما بدا لي فإن الجهاز الأمني التابع لحزب الله لم يلحظ في الوقت المناسب تواجدَ الملحدين -الذين تطرق إليهم أمينهم العام حسن نصر الله في خطبته قبل ايام- بالرغم من توافرهم منذ زمن طويل بأعداد لا بأس بها في المجتمع اللبناني: ربما جرائم داعش المدانة على كافة الأصعدة نبّهت مؤخراً  “السيّد” إلى ذلك.

للتذكير عموما، وبالرغم من أن ذلك قد لا ينفع:

الكثير من الملحدين قاوموا إسرائيل قبل وصول الإمام الراحل الخميني ومن معه إلى الحكم في إيران وقبل حصول موجة “التشيّع” ُالتي جاءتنا بغرض “تصدير الثورة الإسلامية”.
عندما قرر الرئيسان الراحلان حافظ الاسد وياسر عرفات ترك بيروت بين براثن العدو الاسرائيلي صيف 1982، وعندما غادر بعضُ إفرازاتهما العاصمةَ العربيةَ الوحيدةَ التي هرب منها جنود العدو لاحقاً، وعندما كانت الهمجية الاسرائيلية تدكّ أهلها بالبارود والحديد كما لم يشهد العالم من قبل، عند كل ذلك وأكثر، أعلن الملحد الشهيد جورج حاوي انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي كان لها شرف كبير في تحرير الجزء الأكبر من الوطن حتى عام 1988
دواعش لبنان كثيرون وسابقون على دولة الإسلام في العراق والشام، هم من مختلف الملل والمذاهب والطوائف، ومنهم من أظهر نابه ومنهم من ينتظر وما ولن يبدلوا تبديلا.
داعش التي -شارك الكثيرون بصنعها واستحضارها- على الأبواب.
**  **  **  **

إذا لم تحصل معجزة وتتبدل بعض المصالح:كل وطن وأنتم بخير.

http://www.almodon.com/politics/5b91e5d5-255a-42e0-b636-90cefa24e463

 

السابق
مرضى قصور الكلى الفلسطينيين يستنجدون.. والأنروا تتنصَّل
التالي
أولوية مواجهة الإرهاب في لبنان