محمد شاكر: الواقع الرياضي ليس على ما يرام

قلّما خلت الإدارة الرياضية في لبنان من اصحاب الكفاية الذين نذروا أعمارهم في سبيل تقدم الحركة الرياضية والأولمبية، إضافة الى مساعدة النوادي والفرق والافراد على السواء للوصول الى أعلى المراتب. في اي استحقاق أو احتفال رياضي لناديي النجمة على صعيد كرة القدم، والرياضي بيروت على صعيد كرة السلة، يكون محمد ابرهيم شاكر حاضراً بنشاط الشباب ومخزون الذكريات ويفرح كأنها المرة الأولى يحتفل.

 

الموسم الرياضي 2013 – 2014 كان خاصاً لدى الرجل الثمانيني اذ قدر له ان يتوج بالثنائية الثانية في تاريخه (التتويج بلقب بطل لبنان في اللعبتين الشعبيتين)، كون شاكر يشغل منصب المحاسب في إدارة النادي النبيذي وهو في الوقت عينه أقدم إداري في اللجنة الإدارية للنادي الرياضي الفائز ايضاً هذا الموسم ببطولة لبنان في كرة الطاولة وبطولة كرة السلة للسيدات. كما يترأس نادي النجاح أحد ابرز النوادي اللبنانية في السباحة. ويرى شاكر ان الواقع الرياضي الحالي “ليس على ما يرام، إذ هناك عوامل سياسية وطائفية تتداخل في العمل الرياضي”. ويضيف: “يجب ان تكون الألعاب منزّهة عن اي أمور تجلب الانقسام والاختلاف.

 

ويجب ان يسود التنافس الرياضي فقط دون سواه، لا ان تكون الملاعب ساحة لتصفية الحسابات غير الرياضية في غياب الروح الرياضية”. المسؤول السابق في “طيران الشرق الأوسط” (عمل في الشركة 41 سنة) تحدث عن دخوله معترك الرياضة، عندما كان متابعاً شغوفاً للألعاب الجماعية، ثم أسس فريق “سيدرجت” التابع للشركة. وقال عن تلك المرحلة: “كنت سباقاً في حض الشركات التجارية على دعم الرياضة وانشاء فرق باسمها على غرار ما يحدث في الدول الأوروبية، وهذا الأمر هو الأساس في التسويق الرياضي لأن الإعلانات التي توضع على ثياب الرياضيين أو في جنبات الملاعب تصل الى المشاهد والناس بطريقة أسرع. من هنا كانت فكرة فريق سيدرجت الذي تطور مع مرور الوقت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وكانت له صولات وجولات كبيرة في الملاعب الافريقية والأوروبية”.

 

وعن وجوده في أبرز ناديين شعبيين في لعبتي كرة القدم وكرة السلة، قال شاكر: “المناصب هي من كانت تناديني ولم أسع اليها مطلقاً، والعمل الإداري الرياضي أمر يتطلب العطاء والاخلاص، لهذا هو صعب (…) انا لم أتعب بعد، وفي اليوم الذي أرى فيه نفسي مقصراً أو تقلصت حماستي تجاه الرياضة سأعتزل وأكون قد أديت واجبي”. وعن واقع الناديين يؤكد شاكر انه متفائل على رغم قلة الموارد المادية “فالنجمة تؤمَّن ميزانيته من المحبين إضافة الى الإداريين لا سيما صلاح عسيران، والنادي الرياضي يعتمد على رئيسه هشام الجارودي”. وروى خلال حديثه انه حينما قدم النادي الرياضي الكؤوس الى الرئيس تمام سلام، ألقى الأخير كلمة مقتضبة عن أهمية الرياضة في المجتمع، وختم كلامه بأن وجه نصيحة الى إدارة النادي قائلاً:”احتفظوا بهشام الجارودي”. ويضيف: “الإدارة الرياضية تتطلب أفعالاً لا أقوالاً، وهذا ما فعلته طوال مسيرتي الرياضية، اذ كان لنادي النجمة 12 موظفاً في طيران الشرق الأوسط، وكان الطرفان يستفيدان من هذا الأمر”. ويعتقد شاكر ان عمله الرياضي حالياً أسهل من السابق، اذ يمكنه التوفيق بين الناديين. وتوجه الى “أهل الرياضة” طالباً أن يبعدوا “المقتل” وهو السياسة، مشيراً الى الاقتراب من الخطوط الحمر.

 

وأمل في عدم تحوّل الملاعب ساحات صراع ميليشيوية. وطالب بابتعاد السياسيين عن الرياضة “لأنهما لا يتفقان ولا يمكن ان يقترنا”. واعتبر الأمين العام السابق للجنة الأولمبية اللبنانية، ان عمله في نادي النجاح للسباحة أصعب من النجمة والرياضي لأنه يتطلب جهوداً أكبر، وقال: “أنا أعتز بنادي النجاح إذ حقق بطولة لبنان في عهدي سبع مرات، ما خولني الحصول على أوسمة عدة أبرزها من الرئيس صائب سلام في السبعينات، ثم على أربعة أوسمة أخرى بعدما تبوأت مناصب عدة في الرياضة اللبنانية. يمكن ان تمارس في نادي النجاح ألعاباً عدة منها المصارعة والملاكمة ورفع الاثقال والجمباز وكرة الطاولة فضلاً عن السباحة”.

 

يمتاز شاكر بالاندفاع للعمل الرياضي وهو الخبير في الشؤون الإدارية الرياضية، والعارف بخفاياها، كما ساعد عبر “الميدل ايست” كل البعثات الرياضية من خلال موقعه في الشركة، ونال تنويهات كثيرة على عمله وخصوصاً اثناء انعقاد مؤتمر الطائف في السعودية، إذ تولى تنظيم سفر النواب والإعلاميين الى مكان انعقاد المؤتمر. يختصر محمد شاكر تاريخاً طويلاً في صفحات الرياضة اللبنانية، كيف لا وقد عاصرها منذ سنيها الأولى وعاصر رجالاتها ونواديها واتحاداتها وإدارييها. ويأمل اليوم في ان يتوج بالثنائية الثالثة الموسم المقبل مع ناديي النجمة والرياضي اللذين عشقهما طوال تاريخه.

السابق
لبنان على طريق الجفاف
التالي
المسلحون يجردون العسكريين من هواتفهم ونقل الاسرى الى اماكن جردية