اﻹسرائيليون يشاهدون قصف غزّة من سينما سديروت

سينما سديروت
يراقب اﻹسرائيليون الحرب على غزة عبر "سينما سديروت" وهم يأكلون "البوشار" وينتظرون "المونديال"، وينشئون في اليوم التالي غرفة إخبارية للإعلان عن مظلوميتهم في حرب أدت إلى قتل أكثر من 168 فلطسينيh وجرح اسرائيليين اثنين فقط. فأيّهما أكثر فعالية، اﻹعلام أو اﻷرقام؟

يراقب اﻹسرائيليون الحرب على غزة عبر “سينما سديروت” وهم يأكلون “البوشار” وينتظرون “المونديال”، وينشئون في اليوم التالي غرفة إخبارية للإعلان عن مظلوميتهم في حرب أدت إلى قتل أكثر من 168 فلطسينيh وجرح اسرائيليين اثنين فقط. فأيّهما أكثر فعالية، اﻹعلام أو اﻷرقام؟

 

في حين يجد الشعب الفلسطيني نفسه شبه أعزل في مواجهة القصف اﻹسرائيلي، عدا عن بعض الصواريخ الخجولة التي تردّ بها المجموعات الفلسطينية، يتجمع اﻹسرائيليون على خطوط النار، يضعون أطباق “البوشار” أمامهم ويشاهدون “القصف على غزة“، ويقومون بتشجيع جيشهم.
التقط أحد مراسلي الصحيفة الدنماركية “الان سورنسن” صورة تجمع 12 إسرائيليا يجلسون على كراسي بلاستيكية من أعلى تلة في “سديروت” وهي مستوطنة إسرائيلية تقع في شمال غزة ويراقبون النيران الّتي تلتهم الفلسطينيين.
وقد وصف الصحافي الذي التقط الصورة المشهد بـ”سينما سديروت”، تعبيراً منه عن سخرية الموقف وقد التقط الصورة الساعة التاسعة مساءً الأربعاء الفائت، حيث كان القصف على غزة في أوجّه، وتسبب بقتل حوالي 10 فلسطينيين في يوم واحد.
وبحسب المراسل، كان الإسرائيليون يراقبون القصف في انتظار لعبة النصف نهائي من كأس العالم لكرة القدم، وقد جمعت المباراة بين المنتخبين اﻷرجنتيني والهولندي كما كانوا يهتفون تشجيعاً للجيش الاسرائيلي ويرددون عبارات مطالبة بزيادة وطأة العنف.
من جهة أخرى، يستمر الاسرائيليون بلعب دور الضحية وتزييف الحقائق، فقد قامت مجموعة من الطلاب بإنشاء غرفة للأخبار تحت عنوان “هاسبارا” وهاسبارا هي كلمة عبرية تعني الشرح والتحكم في الرواية كأحد عناصر التخطيط الاستراتيجي، وتشمل الدعاية اﻹسرائيلية التي تؤثر على الرأي العام في كافة أنحاء العالم.
وبحسب أحد التلاميذ، من القيمين على المشروع، والفاعلين في “غرفة الحرب”، فالهدف “هو إيصال رسالة واضحة للعالم: لاسرائيل حق الدفاع عن نفسها، “نريد للعالم الخارجي أن يفهم ما يحد هنا فعلاً”، قال ليدور بار ديفيد لصحيفة “يديعوت احرنوت” الاسرائيلية.
يعمل الطلاب على نشر اﻷخبار والتفاعل في المواقع الاجتماعية بأكثر من ثلاثين لغة، ويعززون حضورهم في منتديات التواصل الاجتماعي، ضمناً الصفحات المعادية لاسرائيل، في محاولة لتغييرها.
ويقول أحد الطلاب “تومر امسالم” وهو مسؤول عن التصميم الجرافيكي للمبادرة، بأنّ أحد الرسوم التي نشرها الطلاب تظهر عائلات مسؤولين فلسطينيين، من ضمنهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، يتلقون العلاج في اسرائيل.
رسوم أخرى تظهر بلدان حول العالم وتطرح تساؤلاً “ماذا كنتم لتفعلوا لو كنتم تحت القصف؟”، ومن ضمن الدول التي تظهر في الرسوم والتصميمات ألمانيا، في ما يظهر استمرار الابتزاز العاطفي الاسرائيلي واستعماله للهولوكست كوسيلة ابتزاز للحصول على التعاطف الغربي.
يركز الطلاب على موقع “فيسبوك” ولا يوفرون طريقة للإعلان عن “مظلوميتهم” و”مشروعية دفاعهم عن أنفسهم”. غير أنّهم للأسف، لا يمتلكون صوراً لجثث وأشلاء وبقايا أطفال كما يفعل الفلسطينيون. ربما يمتلكون التكنولوجيا والقدرة على توظيفها لمصلحتهم، لكنهم لا يملكون الحقيقة.
لقد توفي أكثر من 168 فلسطينيا خلال العدوان اﻷخير على غزة، من ضمنهم ما لا يقل عنا36 طفل، ومئات من الجرحى، مقابل جريحين اسرائيليين فعلاً مع أرقام كهذه، فعلاً “مظلومية” الاسرائيلي تحتاج إلى حملات إعلانية.

السابق
صقر في شارع الماما
التالي
اتصالات دبلوماسـية لاحتواء تداعيات الرسائل الصاروخية