عودة الشيخ إلى الحرية

طائر اُطلق من الزنزانة
أخبرك يا غريب عصرك (وطوبى للغرباء) بأنّ الأيام سوف تدور وتدور وتدور... إلى أن يحقّ الحقّ. ولك الفخر بأنّك أنجبت شبابا أصبحوا رجالا في سنّ مبكرة وسبقوا أجيالهم وصقلتهم الحياة ولك الفخر بأنّ أمثالك في التاريخ ليسوا قلّة. فأنتم النور البعيد القادم على صهوة الشمس لتملأوا الأرض عدلا ومعرفة بعد أن مُلِئت قصصا وروايات وأحلاما مزيّفة.

طائر اُطلق من الزنزانة الى السجن الكبير، الى سجن الوطن حيث لا مكان للرأي الآخر وغير مسموح أن تعبّر عمّا يجول في الخاطر وحيث تتم المحاولات الدائمة لمصادرة حتى الأحلام ومعرفة ماهيّتها ليسمحوا بها أو يمنعونها.

سنوات عدّة في الزنزانة كان مظلوما وذنبه انه سجين رأي ذو عقل نافذ يخترق الزمن في زمن القمع والتسلط على عقول الناس وتسطيحها ومصادرتها وتأبيدها ليجعلوا منها عقلاً واحداً باتجاه واحد فقط وليلغوا حقّ الناس في الاختلاف أي في المعرفة…

في الحقّ الحقيقي الذي وجد الإنسان لأجله سنوات عدّة عجاف مضت كعذاب الأنبياء. خسر والداً كريما وشقيقين ومنزله ومرتع طفولته والبعض ممن يدّعون الصداقة. لكنّه ظلّ صلبا في رأيه. عنيد في الحق. مفكّر يسبق زمنه. سريع غير متسرّع جعل من الزنزانة جنّة.

 لا يستحقّ على الإطلاق ما حصل له ويذكّرني بالعالم الكبير جاليله الّذي أثبت أنّ الأرض تدور وتدور وتدور بالعقل والمنطق…

سجنوه… مارس عليه رجال الدين أنفسهم كلّ أعمالهم الوحشية من سجن وزنزانة وتعذيب ليطفئوا نور الحقّ في داخله لكنّه أصرّ على رأيه وهو على حبل المشنقة والجلاد بينه وبين الآخرة ويقول لهم: لكنّها تدور وتدور وتدور…

وأنا أخبرك يا غريب عصرك (وطوبى للغرباء) بأنّ الأيام سوف تدور وتدور وتدور… إلى أن يحقّ الحقّ. ولك الفخر بأنّك أنجبت شبابا أصبحوا رجالا في سنّ مبكرة وسبقوا أجيالهم وصقلتهم الحياة ولك الفخر بأنّ أمثالك في التاريخ ليسوا قلّة. فأنتم النور البعيد القادم على صهوة الشمس لتملأوا الأرض عدلا ومعرفة بعد أن مُلِئت قصصا وروايات وأحلاما مزيّفة.

السابق
بالفيديو.. أزهري مصري: زواج المتعة حلال لو أقره النظام وقبله المجتمع
التالي
مارتن يوسف: هناك فرق بين نشر المعلومات وعرقلة سير العدالة