شقرا: أزمة مياه

في خطوة لافتة، أصدرت بلدية شقرا ودوبيه تعميمين يتعلقان بمشكلة نقص التغذية بمياه الشفة من مصلحة مياه الليطاني والناتجة بدورها من انخفاض مستوى المتساقطات للعام المطري الحالي، والذي سيتسبب في نقص التغذية بالتيار الكهربائي. التعميمان يرميان بحسب البلدية إلى ترشيد الاستهلاك وإبقاء المواطنين في إطار المستجدات ما يُعد تمهيداً لخطط غير اعتيادية من التقنين القاسي للتيار الكهربائي، كذلك نقص كميات المياه المخصصة للقرية والتي توزع بشكل دوري على الأحياء بحيث يشير التعميم إلى توقف التغذية بمياه الشفة من مشروع الطيبة، والاستعاضة عنه ببئر ارتوازية بدأ العمل بها منذ أيام، لكن بطاقة أضعف وإنتاج أقل.

وناشدت البلدية الأهالي الالتزام بعدم إزالة أعيرة المياه ووقف كل أشكال المخالفات والاقتصاد في صرف المياه. التعميم الثاني نقل شهادة «أحد الخبراء الموثوقين»، يشرح الأثر السلبي المباشر لشح الأمطار على توليد الطاقة ويتـــناول بالأرقام ما آلت إليه حال المعامل والشبكات وعمــــليات الإنتاج ومـــا قــد تؤول إليه عمليات التغذية صيفا بسبب تلك الكارثة الطبيعية.

انخفاض منسوب نهر الليطاني بمستويات قياسية للعام الحالي، إلى جانب نضوب تخزين بحيرة القرعون الذي هبط بمعدل 80 في المئة، أدى إلى تراجع في تزويد خزانات معامل توليد الطاقة الثلاثة عبد العال ـ بسري ـ حلو، ما أسفر عن خفض التوتر من 66 كيلوفولت في معمل مركبا إلى 54 كيلوفولت. وهو تراجع سيبلغ ذروته خلال فصل الصيف، وسينعكس على قدرة ضخ المياه حتى على مستوى المصادر البديلة كالآبار الارتوازية التي تحتاج إلى طاقة بقوة معينة لإتمام عملية الضخ. وهذا التراجع أيضا مرشح للتزايد في ظل توقف معامل التوليد. وبالرغم مما قد تشكله الآبار الارتوازية من احتياطي ومصادر بديلة لمياه الشفة تعتمده القرى كل على حدة، إلا ان التراجع العام في مستوى الأمطار من شأنه إعاقة عمل الآبار التي تحتاج للطاقة الكهربائية بمستويات وقوة توتر عالية قد لا تتوفر كما هو حاصل في الفترة الحالية. كما أن اللجوء إلى مولدات الكهرباء الخاصة، يتطلب مولدات عالية التكلفة إن لجهة السعر أو لجهة الوقود، ما سيجعل عملية ضخ المياه عبئا لا تقوى عليه مجمل بلديات المنطقة.

كارثة شح المياه تنعكس على المزارعين والذين يشكلون مجمل سكان المنطقة. وهي إلى جانب العوامل الطبيعية، تعاني من المرامل وما تسببه من عمليات جرف ورمي رمال تؤدي إلى تغيير المجاري وتعرقل عمليات الضخ من أسفل النهر.

السابق
الدبلوماسية الاسلامية رسالة من الماضي الى الحاضر
التالي
ألف عائلة نازحة إلى شبعا