نعم.. إيران تخلت عن برنامج نووي عسكري

يدّعي البعض ان البرنامج النووي الايراني كان سلميا والبرهان على ذلك فتوى من السيد خامنئي. بادئ القول ان الفتوى ليست ضمانة.. فما اسهل تبديل فتوى بغيرها. والاهم: ما هي البراهين التي لا تدع مجالا للشك حول ان البرنامج الايراني كان عسكريا وان ايران رضخت واستسلمت واوقفت برنامجها النووي؟ كيف يمكن الاستنتاج ان البرنامج الايراني كان عسكريا؟ الجواب ببساطة، وانطلاقا من حقائق علمية لا مجال للاحتمالات فيها، هو التالي

1- تمتلك ايران داخل حدودها مناجم لليورانيوم تحتوي مزيجا من اليورانيوم 235U بنسبة 0.3% ويورانيومU 238 بنسبة 99.7.
2-  التخصيب هو زيادة نسبة اليورانيوم 235 في مزيج اليورانيوم.
3- لا يتم التخصيب على اليورانيوم الخام بل على ملح اليورانيوم سداسي فليور اليورانيوم UF6.
4- عمليات التخصيب هي دورات تتم بواسطة اجهزة الطرد المركزي وهذه الدورات هي من نسبة 0.3% الى نسبة 3.6% وهّذه الدورة سهلة ومسموح بها من قبل وكالة الطاقة الذرية وذلك لاستعمالها الطاقة الذرية سلميا.
5- الدورة الثانية هي الارتفاع بنسبة اليورانيوم235 من 3.6 الى 19.6 وهذه الدورة تحتاج الى جيل حديث من اجهزة الطرد المركزي كما تحتاج الى عدد كبير منها بدأت ايران ب 3000 جهاز طرد ثم وصلت الى 19000 جهاز قبل الاتفاق.
6 الدورة الثالثة هي رفع النسبة من 19.6 الى حدود فوق90 بالمئة هذه الدورة يمكن الحصول عليها بنفس اجهزة الطرد المستعملة في الدورة الثانية.
7- من يصل الى نسبة تخصيب 19.6 لا يعود لدية حاجز تقني للوصول الى فوق 90%
8- ثمة طريقان لصناعة القنبلة الذرية

الاول- قنبلة انطلاقا من اليورانيوم 235 ويتطلب هذا الامر تخصيب يورانيوم المناجم. والقنبلة تصبح قابلة للتفجير عندما تصبح نسبة اليورانيوم 235 فوق 90% وعندما يصبح وزن اليورانيوم المخصب فوق 12كلغ U235 أي ان القنبلة تحتاج الى 320 كلغ من الاورانيوم المخصب بنسبة 3.6%، علما ان ايران اعترفت بامتلاكها منه 1250 كلغ (هناك رقم آخر متداول حول امتلاكها 2000 كلغ). كما انه يكفي 64 كلغ من اليورانيوم 235 بنسبة 19.6 % لصناعة هذه القنبلة، وايران تم ايقافها وهي في منتصف هذه المرحلة
الثاني- قنبلة من البلوتونيوم عبرالتفاعل بين اليورانيوم 238 والماء الثقيل الذي يحتوي الدتريوم. ومنشأة نانتز الايرانية تنتج البلوتونيوم باستعمال الماء الثقيل، ويكفي 8 كلغ من البلوتونيوم لصنع قنبلة ذرية صغيرة.
9- البرنامج النووي العسكري لا يحتوي فقط صناعة القنبلة النووية بل يجب ان يتضمن بالضرورة تطوير ادوات ايصالها الى مواقع العدو وهنا تبرز اهمية اما صناعة الطيران او تطوير منظومة صاروخية بالستية وهو ما فعلته ايران.

يتضح من خلال هذا العرض ان الجواب ان برنامج ايران النووي هو برنامج عسكري من اجتماع اربعة اجراءات متكاملة:
اولا – كمية المواد التي تخضع للتخصيب وهي اذا تركت لاستكمال دوراتها كافية لصنع من 3 قنابل الى 5 قنابل نووية.
ثانيا – اعتماد طريق اخر لصناعة قنبلة باستعمال البلوتونيوم
ثالثا – اجتياز الحاجز التقني20% لاجهزة الطرد المركزي وارتفاع عددها الى 19000
رابعا – امتلاك ايران لمنظومة صاروخية بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
هل التخلي عن كل هذا هو انتصار …اي مجنون يمكن ان يقتنع؟
(الدكتور حارث سليمان – استاذ محاضر في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في مادة الكيمياء)

السابق
سجال بين المعلم وكي مون بعد تجاوز المعلم المدة المخصصة له
التالي
قرار هو العلقم.. لنوقف قتلنا اليومي بالضاحية