البناء: إيجابيات مرتقبة في المنطقة جرّاء التأييد الواسع لجنيف النووي

كتبت البناء: رغم الانشغال الداخلي بالوضع الأمني في ضوء ما تقوم به الجماعات التكفيرية من أعمال إرهابية والتي كان آخرها الانفجار المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية بقي الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الكبرى زائداً ألمانيا محط اهتمام وتقويم على مختلف المستويات لما لهذا الاتفاق من نتائج إيجابية متوقعة في الفترة المقبلة على صعيد الوضع الإقليمي بما في ذلك على الساحتين السورية واللبنانية.
وإذا كان من المبكر اتضاح مدى التداعيات الإيجابية التي ستنتج عن الاتفاق فإن أكثرية دول العالم أبدت ارتياحها لما جرى التوصل إليه في جنيف باستثناء كيان العدو «الإسرائيلي الذي يسعى لسلب إيران كل أوراق القوة التي تملكها حتى ولو كانت تخدم تطور الشعب الإيراني وأيضاً السعودية التي أظهرت اعتراضاً غير مبرر على الاتفاق ما يؤكد أن الرياض لا تزال في موقع واحد مع «إسرائيل ومخططاتها التآمرية ضد قوى الممانعة بل ضد كل ما يخدم المنطقة العربية.

تداعيات إيجابية للاتفاق
على أن المؤكد وفق مصادر دبلوماسية أن الاتفاق المذكور سيترك آثاره الإيجابية ليس فقط على العلاقات الدولية بل على كامل ملفات المنطقة الساخنة بدءاً من الملف السوري إلى الوضع في العراق وامتداداً حتى لبنان وربما لاحقاً على العلاقات الإيرانية ـ الخليجية وتقول إن أولى النتائج الإيجابية ستظهر في مسار الحل السياسي للأزمة السورية سواء من خلال مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف ـ 2أو من خلال ما يتوقع أن يتم التوصل إليه في المؤتمر من مقاربات لحل الأزمة.
ولذلك تؤكد المصادر أن السعودية لا يمكنها الاستمرار في السير بعكس التفاهمات الدولية والإقليمية. وهذا ما يفرض عليها في الفترة المقبلة إعادة النظر في سياساتها الخارجية وإلا فإن الإدارة الأميركية لن يمكنها الانتظار طويلاً لحاجتها إلى تثبيت الحلول لكثير من الملفات الإقليمية عشية انسحابها من أفغانستان وإلا فقد تضطر إلى فرض تغييرات داخل العائلة المالكة لإعادة العقلانية إلى السياسة السعودية وبما يتلاءم مع التوجهات الأميركية الجديدة.

برّي: الاتفاق صفقة العصر
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس النواب نبيه بري من طهران بعد لقائه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمس إن الاتفاق الغربي مع إيران فرصة مهمة جداً ويشكل صفقة العصر!
وأكد بري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية كان من قبل إرهابيين ينتميان إلى تنظيم «القاعدة أما لاريجاني فشدّد على تعزيز المقاومة وتسوية الملفات العالقة في المنطقة معرباً عن استعداد إيران لتعزيز العلاقة مع دول الخليج.

التحقيقات بتفجير السفارة الإيرانية
أما على الصعيد الأمني فإن التحقيقات مستمرة في الانفجار المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية وقالت مصادر أمنية أنه بعد الكشف عن هوية الانتحاريَيْن وعن انتماءاتهما التكفيرية فإن التحقيقات تركّز على مسألتين أساسيتين:
ـ الأولى: كيفية إدخال السيارة التي فجّرت أمام السفارة الإيرانية إلى بيروت وما إذا كان جرى تفخيخها في العاصمة أم خارجها؟ أم في مناطق وجود العصابات المسلحة في القلمون.
وقالت إن مسار التحقيق في هذا الإطار يأخذ بالاعتبار أموراً ونقاطاً عدة من بينها كيفية وصول السيارة إلى مكان الانفجار والطريق الذي سلكه الانتحاريَان أم أن هناك عناصر اخرى شاركت في التحضيرات للعملية الإرهابية وما هو الدور الذي قامت به هذه العناصر؟
ـ الثانية: محاولة معرفة الجهات التي كانت وراء أخذ قرار بهذا الحجم وتالياً من هي الجهة التي خطّطت لهذا العمل الإجرامي وهل أن هناك جهات استخباراتية كبرى وراءه؟
فلتان أمني في طرابلس
توازياً يشهد الوضع الأمني في طرابلس حالة مدّ وجزر مع استمرار فلتان السلاح والمسلحين في وقت يضع «تيار المستقبل ومن حوله في طرابلس «رأسه في الرمال
لا بل يواصل التحريض على مزيد من الفلتان الأمني وهو ما ظهر من خلال بيان نوابه في المدينة أمس.
وأمس أصيب جندي في الجيش اللبناني جراء قيام مسلحين بإطلاق النار عليه في دوار أبو علي. كما تعرضت شاحنة لإطلاق النار لدى مرورها تحت جسر المشاة في التبانة ما أدى إلى إصابة سائقها

السابق
الانوار: الدولة تنشغل بمعالجة التوتر الطلابي في الجامعة اليسوعية
التالي
الجمهورية: الإتفاق النووي مهّد لمؤتمر جنيف 2