النهار: جسّ نبض لدفن الكيميائي السوري بلبنان؟

كتبت “النهار ” تقول: اذا كان الوضع المتفجر في طرابلس والعصي على الضبط والامساك حتى ساعته، ينذر بمضاعفات على الصعيد الوطني مع تصعيد سياسي يكاد يبلغ ذروته مع استدعاء “داعش” واخواتها الى مفردات القاموس اللبناني، فان الملف الاخطر هو ما تردد عن “المساعي لطمر الكيميائي السوري في لبنان” وهو الخبر الذي نقلته قناة “المنار” نقلا عن مصادر رسمية بما يعيد الى الذاكرة قصة طمر النفايات النووية زمن الحرب في قرى وبلدات كسروانية.
والمسعى قد لا يكون مستبعداً اذ يقول المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتّحدة للبيئة مصطفى كمال طلبة، بأن دفن طن واحد من النفايات النووية في إفريقيا والدول العربية لا تزيد كلفته على 40 دولاراً، في حين أن هذا السعر في أيّ ولاية أميركية يراوح بين 14 و 36 ضعفًا لهذا الرقم… ويشير إلى تورط وزراء وسياسيّين وشخصيات عالمية في هذا الملف.
وعلّق وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري لـ”النهار” على الخبر فقال: “لا علم لديّ بهذا النبأ اطلاقا”. وأضاف: “أيا يكن مصدر النبأ فإنني كوزير للبيئة أمثل لبنان على هذا الصعيد ولن نوافق على أي طرح من هذا النوع. ويكفينا ان لبنان يعاني تلوثاً في بيئته ومياهه فضلا عن ان بلدنا صغير جداً من حيث المساحة وقد تحول مدينة واحدة فيما يتطلب طمر المواد الكيميائية بلادا فيها صحارى ذات مساحات شاسعة”. ورجّح الخوري ان يكون النبأ من قبيل “جس النبض” لكنه أكد ان أمراً كهذا “لن يمر”. وأعاد الى الذاكرة قضية طمر النفايات السامة في أعالي كسروان قبل عقود “والتي لا تزال ذكرياتها السوداء في الاذهان”.

طرابلس
والى طرابلس حيث أكملت وحدات الجيش انتشارها في جبل محسن، تمهيدا لتوسيع هذا الانتشار إلى المناطق المحيطة به. وسقط امس ثلاثة قتلى، ليبلغ عدد ضحايا الجولة الاخيرة 13 قتيلا ونحو 80 جريحا، وسط تراجع لحدة اطلاق النار، وتوقع ان تدخل الخطة الامنية مجالاً واسعاً اليوم.
وأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجدداً أن “الجيش والقوى الامنية ستتخذ كل الاجراءات اللازمة والضرورية لانهاء حالة العنف والتفلت التي تشهدها مدينة طرابلس”. وقال إن “قيادات الجيش والقوى الأمنية أبلغت المعنيين أنها ستستخدم كامل الصلاحيات المعطاة لها، بعدما استنفدت كل الوسائل لاعادة الامن والاستقرار الى طرابلس”.
واسترعى الانتباه موقف للشيخ سالم الرافعي الذي حذر خلال حديث الى “النهار” من “مجيء قوات “داعش” و”جبهة النصرة” للمشاركة في القتال في طرابلس اذا استمرت اعتداءات الحزب العربي الديموقراطي”.
وأبلغ المسؤول الاعلامي في “الحزب العربي الديموقراطي” عبد المجيد صالح “النهار” أن “الجيش اللبناني بدأ عملية اعادة انتشار في جبل محسن”، متمنياً ان يحصل الامر عينه في باب التبانة. ورأى أن “المشكلة تكمن في ان الجيش ينتشر عند خطوط التماس وليس في ازقة باب التبانة، حيث تتركز المشكلة بسبب عدم وجود غطاء سياسي”.

جعجع
وفي هذا الاطار دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حكومة تصريف الأعمال عبر “النهار” إلى “عقد جلسة استثنائية واتخاذ قرار بتجريد طرابلس من السلاح، جبل محسن والتبانة وكل بقية أنحاء المدينة لأن حياة المواطنين هي الأساس في تصريف الأعمال وتأتي بعدها بكثير كل المواضيع الأخرى. ثم أن 95 في المئة من فاعليات طرابلس يطالبون بتجريدها من السلاح. ومردود القول بأن القرار هذا يحتاج إلى غطاء سياسي. فـ”تيار المستقبل” الذي يمثل الجزء الأكبر من الطرابلسيين وبقية الأفرقاء يؤيدون هذه الخطوة ويريدونها. فماذا ينتظر المسؤولون المعنيون؟”.
وشدد جعجع على أن “السكوت عما يجري في طرابلس حرام وجريمة. فهذه المدينة تضم 400 ألف لبناني يُتركون لمصيرهم. أنا قمت بمئات المداخلات منذ سنتين للدفع في اتجاه قرار مسؤول بخصوص طرابلس، لكن المسؤولين كانوا ولا يزالون يتهربون من مسؤولياتهم تجاهها”.

نصرالله
في المقابل، ووسط اتهام “حزب الله” بدعم “الحزب العربي الديموقراطي” وربط الاشتباكات بتورط الحزب في سوريا، ينتظر المراقبون ما سيقوله الامين العام لـ “حزب الله ” السيد حسن نصرالله في احتفال “جمعية مؤسسة الشهيد”، بعد ظهر اليوم. وتأتي هذه الاطلالة في ظل تطور حدة المعارك والمواجهات العسكرية في سوريا والحديث الدائر عن الاستعدادات التي يحضرها النظام لمعركة القلمون على الحدود مع لبنان ومدى انعكاسها عليه. ويؤكد مقربون من قيادة “حزب الله” ان اطلالة السيد نصرالله ” لم تعد مرهونة بالمواعيد والمناسبات. وثمة رزمة من التطورات المهمة التي سيتناولها في خطابه ، وخصوصاً بعد ارتفاع حصيلة التصويب على سياسة الحزب، وخصوصاً ان مناخ التصعيد في وجه الحزب بدأ يتسع . ويضيفون ان “السيد نصرالله سيعرج في خطابه على الوضع في طرابلس والاتهامات التي توجه الى الحزب من الرئيس فؤاد السنيورة وصولاً الى اللواء اشرف ريفي”.
وسيقدم نصرالله “مقاربة صريحة” عن المواجهة الاستراتيجية التي يخوضها في لبنان ووقوفه الى جانب النظام السوري فضلاً عن تبيانه امام اللبنانيين “حجم المواد الثقيلة” التي تعوق ولادة الحكومة حتى الان.

بري
وقال الرئيس نبيه بري من جهته انه مستاء جدا من مسلسل الحوادث الاخيرة في طرابلس وجولات القتال العبثي في احيائها. وأضاف: “يبقى المهم ان ثمة اقتناعات لدى مختلف اللبنانيين هي عدم العودة الى الحرب والدخول من جديد في تلك التجارب السوداء والقاتلة للجميع، على رغم وقوع مناوشات وحوادث متفرقة الا ان القرار الكبير المتخذ هو عدم الرجوع الى كابوس الحرب وما يحصل في عاصمة الشمال يجب ان يتوقف في اسرع وقت ولن تستفيد منه اي جهة”.
ولم يشأ رئيس مجلس النواب الرد على الرئيس فؤاد السنيورة الذي حذر من سلطة مجلسية للسيطرة على البلد والامساك به. وقال بري لـ”النهار” ان “مجلس النواب هو أم المؤسسات ومن وظائفه الرئيسية الاستمرار في التشريع حتى لو استقالت الحكوم، والبرلمان يضم مختلف الاتجاهات السياسية. من جهتي، أنا حريص جدا على عدم التفريط بالميثاقية، بينما غيري لم يطبقها ولم يأخذ بها عندما استقال وزراء من احدى الطوائف واستمر في خرق هذه الميثاقية”.

باريس
والى العاصمة الفرنسية وصل امس رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة لاجراء محادثات مع الرئيس سعد الحريري تتناول آفاق المرحلة الداخلية الراهنة. وقد رافق السنيورة وفد ضم النائب نهاد المشنوق والوزيرين السابقين محمد شطح وريا الحسن.
ومن المرجح ان يزور العاصمة الفرنسية ايضا الرئيس المكلف تمام سلام الذي غادر بيروت الى جنيف في اجازة خاصة. وسيكون اللقاء المرتقب بين سلام والحريري مناسبة لعرض مستجدات تأليف الحكومة.

الأخضر الإبرهيمي
وفيما علمت “النهار” ان الموفد الاممي الاخضر الابرهيمي يصل الى بيروت في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، لم يجزم أي مسؤول في القصر الجمهوري او في وزارة الخارجية والمغتربين بموعد زيارته بيروت لتبليغه ان لبنان يريد المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 . وليس من موعد للابرهيمي على جدول مواعيد الرئيس ميشال سليمان اليوم. وقد أعطيت التعليمات لفتح قاعة التشريفات فور وصوله من دون تحديد موعد ربما لأسباب أمنية.

السابق
شخصية قطرية في بيروت تتابع قضية المطرانين
التالي
الجيش الحر يدمّر مقر قيادة “حزب الله” في السيدة زينب