الشرق: قمة سعودية إيرانية قريبا.. ولبنان يتنفس حينها الصعداء

كتبت “الشرق ” تقول: لم تفلح اللقاءات السياسية والإتصالات التي شهدتها أروقة ساحة النجمة، في احداث الخرق المتوخى، لتحريك العمل التشريعي، بل على العكس، إن الأمور تزيد تعقيداً، حيث ان لا جديد حكومياً وأمن طرابلس الى تراجع وبقيت الإشتباكات على محاورها التقليدية بين باب التبانة وجبل محسن، وان بوتيرة خفيفة مترافقة مع قنص على المنازل الآمنة والطرق التي تربط عاصمة الشمال بعكار والضنية.
وفي إنتظار إنقشاع الرؤية، دولياً واقليميا تتوجه الأنظار الى حراك المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي يجول عربياً وإقليمياً بحثاً عن اسس وثوابت تخرج مؤتمر جنيف 2 المتضاربة مواعيد عقده، من مرحلة الآمال الى الترجمة العملية، حيث يتوقع ان يصل الى لبنان نهاية الاسبوع وفي جعبته اكثر من سؤال يتصل بدور لبنان النائي بنفسه عن الازمة السورية واستطلاع اراء مسؤوليه حول امكان مشاركته في المؤتمر او عدمها، استنادا الى السياسة الرسمية التي اعتمدتها حكومته النأي بالنفس، وحثهم على تشكيل الحكومة اذا ما تقررت المشاركة التي تبدو ضرورية نسبة لارتباط الكثير من ملفات سوريا بلبنان وفي مقدمها ملف النازحين والوضع الحدودي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة، “ان لبنان يبدو في وضع لا يحسد عليه وواقع بين فكي كماشة التزام سياسة النأي بالنفس التي اثبتت جدواها في تجنيبه تداعيات ازمة سوريا، ووجوب مشاركته في مؤتمر جنيف، المتوقع ان يطرح فيه اكثر من ملف على صلة وثيقة بلبنان. واكدت ضرورة الدفع في اتجاه تشكيل حكومة حتى اذا ما تبين ان لبنان سيشارك في المؤتمر، تقوم بمهامها وتضطلع بالدور المنوط بها في هذا المجال والا تبقى طريق المشاركة مقطوعة بعراقيل عدم وجود حكومة اصيلة”.
وفي السياق الحكومي نقلت “وكالة الأنباء المركزية” عن اوساط سياسية في قوى 14 اذار ملاحظتها ان حزب الله الذي يوهم اللبنانيين بانتصاره ويخشى تداعيات التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة سلبيا عليه يستغل اللحظة الداخلية لتكريس وقائع واعراف في تشكيل الحكومة تمهيدا لتحويلها لاحقا الى مسلمات توظف لمصلحته بعد فقدان موقعه الريادي وعجزه انذاك عن تحصين مكاسب من هذا النوع، من هنا اعتبرت الاوساط دعوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قوى 14 اذار للاستفادة من عرض 9-9-6 قبل ان تصبح العروض مختلفة تعبيرا عن وضع الحزب العالم تماما بالتحولات في المنطقة واعادة رسم خريطتها السياسية. من هنا، استبعدت الاوساط تشكيل حكومة في المدى القريب، خصوصا ان التعقيدات الاقليمية التي تغلف هذا الملف ما زالت على حالها، لا بل تعقدت اكثر في ضوء ما يعتري العلاقات الاميركية – السعودية من شوائب، اضف الى كل ذلك ان كل ما يهتم به المجتمع الدولي راهنا هو الجزء المتصل باستقرار لبنان وعدم تعريض امنه لاي خضات من خلال تحييده عن صراعات المنطقة بالقدر الممكن. في حين ان سائر الملفات تبقى هامشية وربما في اسفل سلم الاولويات الدولية، في انتظار وضوح الصورة اقليميا، علما ان استخدام ساحة لبنان صندوق بريد لم يعد ساري المفعول ولا يقدم او يؤخر في المعادلة المتحكمة باللعبة الاقليمية والدولية.
الا ان اوساطا سياسية مراقبة خالفت وجهة النظر القائلة بانسداد كل الافق لتشكيل حكومة قبل موعد الانتخابات الرئاسية في ايار، واعتبرت ان الرهان معقود على انعقاد القمة السعودية – الايرانية التي ارجئت الى موعد لا يبدو بعيدا، والارجح بعد نحو اسبوعين حيث اشارت المعلومات التي رشحت عن اسباب الارجاء الى ان ايران تفضل ان توجه المملكة دعوة رسمية للزيارة وليس عقد لقاء على هامش اداء الرئيس حسن روحاني فريضة الحج. وتوقعت ان تنعكس تداعيات القمة، اذا ما انعقدت، انفراجا على المستوى اللبناني وتحديدا تشكيل الحكومة.
ونفطياً ذكرت “المركزية” ان المساعي مستمرة بين قوى 8آذار للوصول الى تفاهم كامل حول الصيغة الامثل للملف النفطي. ويزور وفد من هيئة التنسيق لاحزاب 8 اذار الوزير جبران باسيل ظهر غدا الجمعة للبحث في اخر مستجدات هذا الملف، وما آلت اليه تطورات عقد الجلسة الحكومية لاقرار المرسومين المتبقيين لتلزيم البلوكات وبدء استخراج النفط.
الى ذلك، بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لقاءاته الرسمية في قطر حيث استقبله اميرها تميم بن حمد آل ثاني، واعدا ببذل اقصى الجهود لاطلاق سراح المطرانين المخطوفين مؤكدا ان الملف اللبناني من ابرز اهتماماته وتمسكه بالحضور المسيحي في لبنان والشرق الاوسط.

السابق
اللواء: إشعال طرابلس لخدمة معركة القلمون السورية
التالي
الأخبار: سقوط التوافق الإقليمي على التهدئة في طرابلس