البناء: جلسة النفط في مهبّ الحسابات الفئوية وإسرائيل المستفيد الوحيد

كتبت “البناء ” تقول: تبقى الساحة الداخلية أسيرة الرهانات لبعض القوى السياسية بدءاً من قوى “14 آذار” بحيث يستمر هؤلاء جميعاً في العمل لشلّ مؤسسات الدولة وتعطيل كل ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على اللبنانيين وواقعهم الاجتماعي والأمني الصعب.
وليس خافياً على أحد أن “المستقبل” تحديداً ومعه حليفه سمير جعجع يضغطان للحيلولة دون عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لبتّ تلزيمات “بلوكات” النفط والغاز استكمالاً لنهجهما التعطيلي على صعيد تشكيل الحكومة والاستمرار بشلّ عمل مجلس النواب لحسابات فئوية وخارجية.
والملاحظ أيضاً أن البعض في الحكومة يتناغم مع هذا التعطيل سواء على صعيد عملية تأليف الحكومة أو عقد جلسة للحكومة الحالية لبتّ ملفّي النفط والغاز في وقت يسرِّع العدو “الإسرائيلي” في عملية التنقيب عن هذا المخزون الاستراتيجي بهدف سرقة أكبر قدر ممكن من ثروة لبنان في المياه الإقليمية للبحر المتوسط.
والغريب أيضاً أن أحداً من مدّعي الحفاظ على الشرعية وضرورة تسلّم الأجهزة الأمنية الرسمية للأمن خصوصاً تيار “المستقبل” لم ينطقوا بكلمة واحدة أمس برغم الفوضى الأمنية التي عمّت مدينة طرابلس “ترحيباً” بعودة أحد قادة المجموعات المسلّحة هناك سعد المصري بعد أن كان غادر إلى تركيا قبل فترة لأسباب غير معروفة.

جلسة النفط والغاز مؤجّلة
على أي حال فإن كل المؤشّرات تُفضي إلى أن لا جلسة استثنائية لمجلس الوزراء في المدى المنظور لبتّ تلزيمات النفط والغاز بل إن المعطيات التي ظهرت في الساعات الماضية تشير إلى أن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي يتلطّى برفض تيار “المستقبل” لعقد الجلسة في ظل حكومة مستقيلة لكي يتهرّب من بتّ هذا الملف الاستراتيجي في أسرع وقت.
وفيما يلاحظ مصدر سياسي مطّلع أن قرار تيار “المستقبل” هو تجميد كل شيء وشلّ حركة المؤسسات بما في ذلك عرقلة بتّ ملفّي النفط والغاز من أجل الضغط لمجيء حكومة “حيادية” يقول إن الرئيس ميقاتي يتأثّر بهذا الضغط من أجل عدم عقد جلسة انسجاماً مع ما يعتبره “ضرورة حصول توافق سياسي من داخل الحكومة وخارجها على عملية التلزيم” ما يعني أن ميقاتي لن يدعو لجلسة حكومية لهذه الغاية خصوصاً ان النائب وليد جنبلاط يريد حصول هذا التوافق.

خلوة بعبدا لم تبحث بعقد الجلسة
واللافت في هذا الإطار أن الخلوة القصيرة التي جمعت ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتي استمرت لمدة عشر دقائق قبل الاجتماع الوزاري الأمني أمس في قصر بعبدا لم تتطرّق إلى موضوع النفط والغاز أو الجلسة المطلوبة لبتّ التلزيم.
وأعادت أوساط قريبة من قصر بعبدا عدم بحث هذا الملف في الخلوة إلى أنها كانت قصيرة وحضر جانباً منها وزير الداخلية مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وقالت إن موقف الرئيس سليمان لا يختلف عن موقف ميقاتي فهو يعتقد بأنه من الأفضل حصول توافق بين القوى السياسية حول عملية التلزيم قبل الدعوة إليها وعندما يحصل هذا التوافق فليس هناك من مانع لعقدها بل إنّ رئيس الجمهورية يشجّع عليها.
واعتبرت الأوساط أن عقد الجلسة قبل حصول التوافق من الممكن أن يؤدي إلى “فرطها” وهذا سيقود إلى مشكلة جديدة.

تشكيل الحكومة مكانك راوح
أما في شأن تشكيل الحكومة فإن الأمور لا تبدو أفضل حالاً من مصير جلسة مجلس الوزراء حول ملفّي النفط والغاز بل إن كل المعطيات التي تملكها مصادر سياسية بارزة تؤكد أن “المستقبل” وحلفاءه ما زالوا على الأسلوب نفسه المعتمد منذ عملية التكليف وهو عرقلة قيام حكومة وحدة وطنية بما يتوافق مع الرغبة السعودية في استمرار تعطيل المؤسسات.
لكن ما لفت أمس هو إعلان صهر رئيس الجمهورية المهندس وسام بارودي أن سليمان أعلن “أن المهل المعطاة للتشكيل قد نفدت وأنه على استعداد لإصدار مراسيم التأليف إذا ما رُفعت إليه تشكيلة حكومية بالحد الأدنى من المقوّمات المناسبة من المرحلة الحالية بعكس ما يلمّح في الإعلام عن عدم ممارسته لصلاحياته”.

اجتماع وزاري ـ أمني لبحث قضية النازحين
إلى ذلك عقد أمس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان اجتماع وزاري ـ أمني حضره الرئيس ميقاتي وعدد من الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين. وجرى البحث في ملف النازحين السوريين في ضوء استمرار تدفّق العائلات السورية إلى لبنان.
وقالت مصادر شاركت في الاجتماع إنه جرى البحث بما أنجزته الوزارات والأجهزة المعنية بهذا الخصوص من الاجتماع السابق وحتى الآن وبخاصة وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية. أضافت إنه تم التشديد على ضبط دخول السوريين إلى لبنان بحيث تقتصر عمليات الدخول على العائلات المهجّرة فعلياً جراء الأحداث في سورية خصوصأً أن المعلومات لدى الأجهزة الأمنية وبعض الوزارات تشير إلى أن الكثير من العائلات تنتقل إلى لبنان من مناطق آمنة في سورية لاعتبارات معينة ولذلك جرى اتخاذ الإجراءات التي تحول دون دخول هذه الفئات من السوريين.

عودة المصري تثير فوضى أمنية في طرابلس!
وفي الشأن الأمني برز تطور أمني خطير أمس فعلى عتبة التحضير للخطة الأمنية في طرابلس سُجّل أمس إطلاق نار كثيف في المدينة فضلاً عن انتشار للمسلّحين في طرقاتها وذلك لاستقبال أحد قادة الميليشيات المسلّحة في باب التبانة سعد المصري والذي عاد أمس من أنقرة عبر مطار بيروت. كما سُجّل إطلاق عشرات قذائف الـ”آر بي جي” ترحيباً في المنطقة الممتدة من دوار أبو علي حتى الملّولة.
يُذكر أن المصري الذي عاد إلى بيروت على مرأى من القوى الأمنية وسلطات الدولة عمد إلى عقد مؤتمر صحافي في دوّار أبو علي محاطاً بعشرات المناصرين المسلّحين رد خلاله على المعلومات حول هروبه إلى أستراليا ومعه مبلغ كبير من المال.
وأدّى إطلاق النار إلى إصابة ثلاثة أشخاص وتضرُّر عدد من السيارات بين باب التبانة ودوّار أبو علي.

الادّعاء على 12 شخصاً يشكّلون خليّة إرهابية
وعلى خلفية الإنجاز الأمني الذي سجّلته المديرية العامة للأمن العام بالكشف عن شبكة إرهابية جرى توقيف ثلاثة أشخاص منهم ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على “اثني عشر شخصاً بينهم الموقوفون الثلاثة لإقدامهم على تأليف عصابة مسلحة تهدف إلى القيام بأعمال إرهابية وعلى شراء أسلحة وصواعق وقذائف وعبوات وذخائر بغية زرعها على كل الأراضي اللبنانية وعلى التخطيط لاغتيال شخصيات في الشمال داعمة للنظام السوري ونسف سيارات”.

تصاعُد القلق في كيان العدو من الحرب المقبلة
في سياق آخر وبعد إعلان وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” جلعاد أردان من أن حزب الله يستطيع إصابة كل منزل في “إسرائيل” عرض رئيس أركان جيش العدو بني غانتس لسيناريوهات الرعب التي سيعيشها كيان العدو في حال اندلعت الحرب. فقال “إن المشهد الريفي في الجولان يمكنه في لحظة واحدة أن يتفجّر ليصبح ميدان قتال مضرّج بالدماء والنار وتصاعد عواميد الدخان”.
أضاف “إن رد فعل الجيش “الإسرائيلي” على محاولة اختطاف قائد كتيبة سيؤدي إلى رد متسلسل كفيل بأن يُشعل حرباً إقليمية شاملة”. وقال “ستُطلق صليات من الصواريخ على بلدات الجليل وفي غضون وقت قصير ستُطلق منظمة إرهابية مشابهة من سيناء صواريخ نحو إيلات ومئات نشطاء حماس في قطاع غزة سيتدفّقون نحو معبر إيرز وباتجاه السياج الفاصل وبالتوازي على طول الحدود السورية ستحاول خلايا إرهابية اجتياز السياج وتنفيذ عمليات في البلدات”. وقال “إن “ساعة الرمل” “لإسرائيل” ستنقلب وسندفع كل ساعة في الحرب ثمناً دموياً بكل معنى الكلمة الأمر الذي يفترض تقصيرها”.
بدوره قال اللواء في احتياط جيش العدو “الإسرائيلي” ورئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق غيورا إيلاند إنه في حال وقعت حرب أخرى مع حزب الله على “إسرائيل” مهاجمة لبنان نفسه”. أضاف “إن حرب لبنان الثالثة ستبدو مثل حرب لبنان الثانية وستتسبب بضربة أكبر “لإسرائيل” لأن حزب الله تحسّن على المستوى التكتيكي أكثر منا”. وقال “إن العمل في الحرب المقبلة يجب أن يكون على فرضية عمل أن الدولة اللبنانية برمّتها هي العدو وليس حزب الله فقط”.

السابق
الجمهورية: التأليف في حلقة مُفرغة بسبب تكاثر الشروط وتقلّب أصحابها
التالي
البلد: ميقاتي ملف النفط يجب ان يسرّع التشكيل