لا غالب ولا مغلوب

المبادرات تتوالى والحلول تتعقّد.
الضربة الأميركية لسوريا جمّدوها.
والحوار، في لبنان جامد، ولا يُقلع.
كل يوم تنبت مشكلة.
لا أحد ينبت معه حلّ…
الرئيس نبيه بري أطلق مبادرته.
وأعطاها خمسة أيام للحوار.
وبعد ذلك، إما يُقلع الحوار أو يتجمّد.
والرئيس نجيب ميقاتي بدّو يطلق مبادرته.
لكنه أرجأها الى ما بعد مبادرة رئيس المجلس.
لكن خلدونه شرحها، وان كان الشريف لا يحمل مهمة الشريف، ولا سلاحه.
كان أحمد حسن الزيّات، يقول ان المبادرة تعيش أياماً، ثم تذبل.
وتصبح مثل وردة جَفَّ الماء في جذوعها.
وفي النهاية تموت الوردة.
وينتفي وجود المبادرة.
معليش رئيس الجمهورية يستعدّ للسفر.
والرئيس تمام سلام يستعدّ للتأليف.
إلاّ أن البلاد باقية قريباً من دون أي مسؤول.
الرئيس الأول جاب العالم.
وغداً يسافر الى نيويورك.
ورئيس الحكومة المستقيل، يقوم بتصريف الأعمال.
ويتصرّف، مع وزرائه على أذواقهم بالبلاد والعباد.
والرئيس المكلف أضحى بيّاع أحلام بين المصيطبة والبسطا.
في العام ١٩٥٨، كان الرئيس كميل شمعون، يواجه ثورة عليه بين طرابلس والبسطا.
وعندما طلب من الرئيس سامي الصلح أن يطلب من الجيش تنظيف البسطا من المسلحين، ردّ رئيس الوزراء بأن لا أحد يسمع منه، أو يتلقى منه الأوامر.
ولم تنته الثورة، إلاّ عندما رفع صائب سلام شعاره التاريخي لا غالب ولا مغلوب.
من يرفع هذا الشعار الآن.
لا أحد.
ذلك ان زمان الشعارات انتهى.
وحلّ مكانه توظيف الأغنياء وأصحاب الثروات.
يأتون بهم ليصرفوا على الدولة.
وعندما يحصلون على أحلامهم، يطالبون بالأموال، ليس لهم بل للوظيفة التي أتوا بهم للإنفاق عليها.

دولة معتّرة.
وسلطة شبه مفلّسة.
ولبنان بحاجة الى دولة، والدولة غير موجودة.
ومع ذلك، مطلوب من تمام سلام أن يرفع شعاره لحل الأزمة.
لا غالب ولا مغلوب.

السابق
وائل جسار بلوك جديد
التالي
لحود: فريق 14 آذار بالغ في الرهان على الملف الكيميائي السوري