ارسلان: بفضل معسكر المقاومة سيكون للعرب دور في رسم خريطة العالم

أولم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان على شرف السفير الروسي ألكسندر زاسبكين على رأس وفد من أركان السفارة، بمشاركة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، ووزراء السابقين ونواب، وفعاليات وشخصيات عامة.

وألقى النائب ارسلان كلمة جاء فيها: “ها ان العالم بدأ يجنح نحو الاتجاه الصحيح. والدرب صعبة ووعرة ولكن بوجود قادة عقلاء مخلصين وشعوب مقاومة تصقلها المصاعب والآلام. يمكن الفوز في معركة الاستقلال والسلام والتنمية، وهي العناوين التي شاءت بعض الدول الغربية أن تحطمها لتعيد عقارب الساعة إلى الوراء لتثبت العبودية قدرا مستداما لا انعتاق منه.

ها ان العالم بدأ العودة إلى شكل من أشكال التوازن الذي يمكن في ظله الخروج من شريعة الغاب وإعادة الاعتبار إلى القانون الدولي.
والمسيرة ما كانت لتنطلق لولا صمود سوريا الحبيبة، شعبا وجيشا وقيادة، ومعها محور المقاومة والممانعة الرافضة لقدر العبودية ولشريعة الصهيونية. وبفضل الإدارة الحكيمة لروسيا ومعها الصين ونصف العالم. فالاتفاق الذي أعلن عنه في الأسبوع الماضي محطة تاريخية بالغة الخطورة سيكون لها تداعيات هائلة على صعيد رسم خريطة العالم من جديد على انقاض آحادي ظالمة جائرة تعادي ابسط مفاهيم الديموقراطية وحقوق الإنسان”.

واضاف: “سأختصر الصورة بالآتي: إن حكمة الإدارة الروسية وصلابتها وبراعتها في توظيف صمود سوريا ومعها معسكر المقاومة والممانعة، يذكرنا، ولو من بعيد ولو مع فارق الأحجام في مواجهة الغزو الثلاثي عام 1956.
أمس كان إنذار بولغانين واليوم إنذار بوتين.
وإن اللبيب من الإشارة يفهم”.

وتابع: “لقد سقطت كل الاقنعة خصوصا بالنسبة إلى مواقف الدول الأوربية من منطقتنا. سقطت اكذوبة الحرص على الأقليات لا بل حماية الأقليات انتهت إلى غير رجعة خصوصا ما تعتبره دول الاستعمار الأوروبي البائد ب”الإقلية المسيحية في الشرق” موقف واحد لم يصدر عن هذه الدول الأوربية تنديدا بالمجارز وبالتهجير وبالاستهداف المباشر الذي يتعرض له المسيحيون سواء في سوريا أو في العراق أو في فلسطين أو في أي مكان من الشرق. فالذي يحصل هو سكوت مريب مجرم مدان أخلاقيا وإنسانيا. لقد سقطت الاقنعة عن وجوه ما كان يسمى ب”الام الحنون”. أكذوبة أجهزت عليها الوقائع التاريخية وآلامها وعذابات شعوبنا وفضحت المواقف المبدئية الصادقة لبلادكم يا سعادة السفير. الروسيا الصديقة العظيمة ومعها حلفاؤها وأصدقاؤها من دول معسكر السلام العالمي دول إعلان شانغهاي والبريكس والمتعاونون معها من الدول المحبة للسلام”.

وأضاف: “لا بد، في هذا المجال، من شهادة للتاريخ نقوله للحق وللكرامة إن حاضرة الفاتيكان تسهم اسهاما مرموقا في اسقاط أقنعة الكذب الاستعمارية هذه. حسبنا هنا أن نذكر للتاريخ وللعالم ما جاء في الفقرة 14 من وثيقة الفاتيكان الصادرة في مطلع العام 2011 في مناسبة يوم السلام العالمي حين ندد قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر بالاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون، والمسيحية كدين، في أوروبا بالذات إن هذه الإدانة التاريخية تثبت صحة تصورنا وتؤكده في الأساس”.

وتساءل: “كيف يمكن من يضطهد المسيحية والمسيحيين في أوروبا أن يكون حريصا على المسيحية والمسيحيين في الشرق؟ هذا في ذاته يفسر التواطؤ المريب من الدول الأوروبية بإزاء ما يحدث في بلادنا اليوم”.

وختم: “العالم يتغير. والايام ستجبر المكابرين على القبول بالأمر الواقع. ومن أبرز معالم هذا التغير الجذري ظهور ملامح تكون كتله جغرافية سياسية عملاقة، تمتد من رأس الناقورة في أقصى الجنوب اللبناني إلى فلاديفا ستوك في أقصى الشرق الأقصى الروسي مرورا بسوريا والعراق وإيران. معها سيتغير العالم جذريا.
يعني ذلك أنه، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، يكون للعرب دور في رسم خريطة العالم. والفضل في ذلك إلى معسكر المقاومة والممانعة. من بيروت إلى دمشق التي ستبقى قلب العروبة النابض إلى بغداد الصامدة إلى طهران الدرب القويم، طهران الصمود والتنمية والتحديث.
انها روسيا التي تؤكد يوما بعد يوم صداقتها لنا ولشعوب العالم أجمع الطامحة الى ترسيخ استقلالها وفرض معادلة السلام والتنمية والقانون الدولي في العالم أجمع”.

السابق
ماذا لو كنت مكان الملك السعودي
التالي
زاسبكين: التسوية في سوريا بدأت