عندما امر الميقاتي بالاستقالة من اجل اخراج حزب الله من الحكم، كان المخطط يظن ان كل شيئ مهيأ للانقضاض على سورية تنفيذاً لخطة اوباما لاسقاط دمشق في اسبوعين و السيطرة على كامل البلاد في شهرين ينتهيان قبل 2062013 . لكن الحسابات الاطلسية لم تجد لها ترجمة في الحقل السوري ، و انقلب الموقف الغربي من ساعي الى الانتصار الى حالم باقامة التوازن بين الحكم السوري الشرعي و بين حالة ارهابية خارجة على كل قواعد القانون و الاخلاق و الدين ، حالة تفشت في سورية من اجل تدميرها خدمة للمشروع الصهيو اميركي .و مع هذا التحول في الهداف كان تحول في الادارة الميدانية للعدوان على سورية ، و آل الملف حصريا الى اليد السعودية و اعتبر امير مخابراتها قائدا ميدانيا مسؤولاً عن اقامة التوازن المطلوب .
و في لتنفيذ بدا ان الخطة التي وضعت راعت ما ظنه الغرب عامل التغيير المؤثر في في الميدان ، حيث ان ما اسموه “خللا في التوازن ” ، اعادوا سببه الى فقدان السيطرة على المنطقة الوسطى من سورية ، و عدم التمكن من الثبات في غوطة دمشق من الشرق الى الغرب مرورا بمنطقة السيدة زينب ، و عزوا سبب كل ذلك ، او توهموا ، او حاولوا اقناع انفسهم و سواهم ، بان مرد كل ذلك عائد الى حزب الله و “تدخله الفاعل في الحرب لمنع سقوط النظام “– كما يصفون – و من اجل ذلك رأوا ان يعاقبوا حزب الله على فعلته و “تدخله غير المقبول” ، و “خروجه على سياسة النأي بالنفس “، و “انتهاكه لاعلان بعبدا ” على حد ما راحوا يقولون ، او يروجون .يعقاب توخوا منها الضغط عليه حتى يتراجع . و كان العقاب الذي اختاروه و وفقا لما بات واضحا من مواقفهم و تسريباتهم يقضي بالعزل السياسي و الحصار الدولي و تفعيل الملاحقة القضائية ضده ، و ظنوا ان هذا سيؤدي و في مهلة قصيرة – حددت حتى اواخر ايلول 2013 – الى ثني حزب الله عما يقوم به في سورية ، ما يفتح الطريق امامهم لتنفيذ المراد .
و على هذا الاساس دفعوا الاتحاد الاوربي الى ادراج ما سماه “جناح عسكري لحزب الله ” على لائحة الارهاب ، و حددوا كانون الاول المقبل موعدا لبدء المحاكمة في محكمة الحريري الدولية ، اما القرار الاهم برايهم فقد كان في تشكيل حكومة لا يكون فيها مقعد او صوت لحزب الله ، و تعتمد بيانا وزاريا لا يكون في متنه معادلة ” الجيش و الشعب ، و المقاومة ” . و يكون في هذا اسقاط رسمي لشرعية سلاح المقاومة و جعلها ميليشيا بنظر القانون يلاجقها القرار 1559 مع التنكر لاي موقع او وظيفة للحزب في اي استراتيجية دفاعية يمكن ان يجري البحث فيها .
و في الرد كان لحزب الله موقف من كل عنوان مما ذكر يتناسب مع اهميته ، فكانت الرسالة اولا للاتحاد الاروبي تعليقا على قراره ” بلوا و اشرب ميتو” مستسخفا اي اثر للقرار على الحزب و خياراته الاستراتيجية ، ثم كان اندفاع اكثر نحو نحميل الاتحاد الاروبي مسؤولية اي عدوان اسرائيلي على المقاومة و لبنان باعتباره سيكون شريكا للمعتدي ، لان قراره انتج بيئة تبريرية له و شجع عليه ، هذا التصرف جعل الاتحاد الاروبي يغالي في محاولة استرضاء الحزب و يرفض اي عدوان اسرائيلي على المقاومة و كل لبنان مع ابداء الاستعداد لمراجعة القرار بعد ستة اشهر ، اي في الحصيلة افرغ القرار من محتواه و لم يؤدي المطلوب منه في الضغط على الحزب لا بل كان اثره عكسيا و احرج خصوم الحزب و متخذي القرار اكثر مما احرج الحزب نفسه .