اسلحة ضد القاعدة لا ضد النظام

رغم تخلي اعضاء الكونغرس الامريكي عن معارضتهم لتسليح المعارضة السورية، واعلان الادارة الامريكية عزمها تزويد المعارضة السورية بالسلاح لمساعدتها على مواجهة تقدم قوات نظام الرئيس بشار الاسد، الا انه بات واضحا تراجع او تردد واشنطن بالاقدام على هذه الخطوة بحجة مخاوفها من وصول الاسلحة الى ايدي مقاتلي “القاعدة”.
ما يثير الدهشة هو حجم الوعود التي قدمها وكررها
العرب مما رفع سقف الآمال بازالة الحظر عن بيع الاسلحة، وبالتالي تزويد المعارضة بها. ففي حين لم تصل اي مساعدات عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لقوات المعارضة، يؤكد الجيش السوري الحر ان روسيا وايران تساعدان في تزويد النظام السوري باربعمئة طن من الذخائر كل عشرة ايام.
المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال ان بشار لن يسيطر ابدا على
سوريا من جديد لان الشعب السوري لن يسمح بذلك، مشددا على ضرورة تقديم الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها مساعدات للمعارضة كي تقوي نفسها وتقف بوجه قوات الاسد وقوات حزب الله وايران، ويبدو ان هذه التصريحات للاستهلاك المحلي، لان مسؤولين امريكيين آخرين سارعوا للتأكيد على ان تزويد المعارضة بالسلاح (ان تم) سيكون باسلحة بسيطة جدا وسيأخذ وقتا، وان اي تمويل لتسليح المعارضة لن يتم تنفيذه قبل نهاية السنة المالية للحكومة وهو آخر ايلول/سبتمبر المقبل، مما يعني العودة للجدل حول الموضوع من جديد في الكونغرس.
رئيس اركان الجيش الامريكي الجنرال مارتن ديمبسي عدد خمسة سيناريوهات للتعامل العسكري مع سورية، ولم يتضمن اي من هذه السيناريوهات تسليح المعارضة
. وتتراوح سيناريوهات ديمبسي بين تقديم معلومات استخباراتية وتدريب قوات المعارضة على استخدام الاسلحة (ولم يصرح بتزويدها بها) وصولا الى نشر جنود للهجوم ولتأمين المواقع التي توجد فيها اسلحة كيماوية.
ويبدو ان رئيس اركان الجيش الامريكي كغيره من المسؤولين في الغرب يخشى وصول الاسلحة الى ايدي الجهاديين، ويفضل تدخلا امريكيا مباشرا
(حسب سيناريوهاته) يتراوح بين خيار شن غارات جوية تستهدف المضادات الجوية للنظام، اضافة الى قواته البحرية والجوية وصواريخه، وهذا يستوجب استخدام مئات الطائرات والسفن الحربية. او خيار اقامة منطقة حظر طيران لمنع النظام من قصف المعارضة، مرورا بخيار اقامة مناطق عازلة، واخيرا خيار نشر الآلاف من عناصر القوات الخاصة والقوات البرية للهجوم وتأمين المواقع الرئيسية خاصة مخابئ الاسلحة الكيماوية.
موقف ديمبسي يشابه الى حد كبير النصيحة التي قدمها نظيره البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهي ‘ان اردت ان تترك اثرا وتغير حسابات النظام السوري، فيجب ان تضرب اهدافا ارضية ثابتة للنظام’
.
من الواضح ان الغرب يماطل، ولا يبدو انه يفكر باشراك قواته في الحرب، ومن غير المتوقع ان يرسل اسلحة ثقيلة تواجه الدبابات والطائرات وقادرة على ردع الغارات الجوية، التي ‘دمرت اكثر من
70 بالمئة من البلاد’ حسب تصريحات لرئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر اللواء سليم ادريس.
وما نخشاه ان يقدم الغرب على تسليح المعارضة بمعدات قادرة على مواجهة مقاتلي القاعدة فقط، وغير قادرة على وقف تقدم قوات نظام الاسد
.

السابق
سيسي يدعو لمظاهرات تفوضه التعامل مع الارهاب..وتدابير امنية مشددة في الاقصر
التالي
مفاوضات جوفاء