العشق المجنون… لا عشق ولا جنون

 

عندما ترنّ كلمة "العشق" في الأذن فيلحق بها "الجنون" مباشرة، يطرق على بال المشاهد أنّ القصّة تحتضن مشاهد قويّة ومشاعر صاخبة. لكن ما إن تمضي ثلاث عشرة حلقة بإيقاعٍ بطيء تتّسم بالملل وتفتقد لعنصر التشويق، فلا بدّ من أن يخسر المسلسل شعبيّته حتى ولو كان أبطاله نجوماً.

 

هذا ما حصل مع مسلسل "العشق المجنون" للكاتب والمخرج زهير أحمد قنوع، ومن إنتاج شركة "مروى غروب"، حيث لم يلمس أبطاله بعد ماهية هذا العشق، ولم يعرفوا الجنون قط. 

صحيحٌ أنّ الحبكة تحتضن جديداً، فتقتبس أفكارها من أرض الواقع، وصحيحٌ أنّ المبالغة تخترق بعض المشاهد فتطرح علامات استفهام حول صدقية وجودها، ورغم جمالية الصورة إلاّ أنّ عناصر هذا المسلسل لم تكتمل، حيث لم ينجح المخرج في جذب المشاهد وجعله يتسمّر أمام الأحداث المتتالية، فيرى نفسه في الدوامة ذاتها. 


قد يكون هذا التوجّه نابعاً من أنّ المسلسل لا يحتمل الثلاثين حلقة، فاضطر المخرج الى إطالتها بهذا الأسلوب الروتيني الذي يغلب عليه الطابع الموسيقي الهادئ والتكرار في الكادرات رغم جماليتها، إلا أنّها تحدّ من قوّة الصورة وجاذبيتها. 

وفيما يعمّ الهدوء بعض المشاهد، وفي وقتٍ يعمد المخرج الى إطالة المشهد الصامت وتكراره من دون أيّ لمسة إضافية، يغيب الحوار فتسقط الحبكة، خصوصاً أنّ المشاهد متشوّق لاكتشاف ما ستؤول إليه القصة مكتفياً بلقطات خفيفة من الموسيقى التصويرية، على عكس ما يتمّ حالياً، حيث ان تلك الموسيقى تأخذ مساحة واسعة من المسلسل حتى انها تطغى على مضمونه في بعض الحلقات. 

حتى كتابة هذه السطور، لم يتمكن أبطال المسلسل من اختراق قلوب المشاهد، فمع كلّ حلقة جديدة، يبتعد المشاهد أكثر متجهاً نحو مسلسلات التشويق. وبعدما حقّقت النجمة الشابة داليدا خليل جماهيرية كبيرة في "حلوة وكذابة"، يبدو أنّها لم تتمكّن من المحافظة على المستوى نفسه، ورغم نجاح الممثل باسم مغنية في معظم أدواره الدرامية، ها هو يقع اليوم في فخّ "عشقه المجنون". 

أما الأكثر حظاً، فهو الممثل الشاب جان دكاش الذي ترك بصمة جديدة ومختلفة في دور المحتال، فيما حافظ الممثل القدير عمر ميقاتي على صورته المخضرمة، وإذا لم يتمكن النصّ من إضافة أيّ جديد على مسيرته، فهو قادر من خلال نظراته الحادة وتعابير وجهه المحترفة على خطف القلوب واحتلال الصدارة في معظم أدواره. في المقلب الآخر، لم تنجح رانيا عيسى في دورها، ورغم أنها تحاول جاهدة تأديته بصدقية إلا أنّ بعض اللقطات أظهرتها أقرب الى التصنّع والتكرار .(You Know) 


وفيما تركت دموع داليدا تأثيراً ضئيلاً مع وفاة والدتها (التي تؤدي دوره الممثلة مي صايغ) لم تنجح في استخدام هذه الدموع نفسها لدى اكتشاف خيانة خطيبها مع أمها، في وقت كان يجب أن تعيش حالة يأسٍ جراء تلك الصاعقة. من جهتها، سخّرت الممثلة كلّ طاقاتها خلال اكتشاف ابنتها لخيانتها، ورغم مشهد القيادة المطوّل حيث تداخلت معه مشاهد متطورة في المقلب الآخر، من حيث إقناع ياسمين بتغيير ملابسها وزيارة الفندق ثم العودة منه، فيما زالت تقود الأم سيارتها إلا أن الدموع التي زرفتها ندماً كانت مقنعة للغاية. 

فهل سيتمكن "العشق المجنون" من لملمة شظايا الأخطاء التي وقع تحت وطأتها فيصبح إيقاعه سريعاً، أم أنه سيخرج من دائرة المنافسة بين المسلسلات الرمضانية هذا الموسم؟ سؤال برسم الأيام المقبلة. 

إشارة الى أن مسلسل "العشق المجنون" يعرض في تمام التاسعة والنصف مساء عبر شاشة "المستقبل.

 

السابق
مصادر رسمية لـ “اللواء”: القرار الأوروبي من دون أدلة دامغة
التالي
زيارة خاصة للرئيس سليمان اليوم إلى الولايات المتحدة