حماس وحزب الله لمبادرات تنفس الاحتقان المذهبي

فتحت أحداث صيدا وعبرا وتعمير عين الحلوة، صفحة جديدة في العلاقات بين «حزب الله» وحركة «حماس»، برغم اعتراف الطرفين باستمرار الخلاف حول نظرة كل منهما لملف الأزمة السورية.

وقد نشطت قيادة «حماس» في الداخل والخارج وبخاصة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، على خط منع جرّ مخيم عين الحلوة الى الاشتباك الذي دار بين الجيش ومجموعة أحمد الأسير، ولعب مسؤول «حماس» في لبنان علي بركة دوراً بارزاً في الايام الماضية على خط احتواء تداعيات أحداث صيدا، مؤكداً عدم مشاركة الفلسطينيين وعزلهم لأي حالة تريد المسّ بالاستقرار اللبناني أو الانخراط في أي خلاف بين الاطراف اللبنانيين.

وقد عقد بركة في الاسبوع الماضي لقاء مطولاً مع مسؤول الملف الفلسطيني في المجلس السياسي لـ«حزب الله» الحاج حسن حب الله شرح له ظروف صدور بيان حركة «حماس» الأخير من القاهرة والذي تضمن أول انتقاد لمشاركة «حزب الله» في المعارك الدائرة على الأرض السورية «وكانت أجواء اللقاء إيجابية وصريحة»، وفق مصادر الطرفين.

وأجرى بركة سلسلة اتصالات بممثلين للرئيس نبيه بري و«أمل» وجرى الاتفاق على التعاون المشترك لاحتواء تداعيات أحداث صيدا وعبرا، كما عقد في صيدا لقاءات مكثفة مع قيادات المدينة واطلق سلسلة مواقف تؤكد وقوف الفلسطينيين على الحياد، ورفضهم أي اقتتال وإدانتهم كل من يعمل لإشعال الفتنة.

وتؤكد مصادر قيادية في حماس «ان الخلاف مع حزب الله بشأن الازمة السورية واضطرار الحركة لاصدار موقف بشأن ذلك لا يعني القطيعة مع الحزب، لا بل ان هذا البيان ساعد الحركة على اطلاق مبادرات عملية لمواجهة الفتنة المذهبية في لبنان والمنطقة، ولا سيما بسبب تداعيات الوضع السوري».

وتضيف المصادر «ان الحركة ترفض اي تدخل في الشأن السوري وهي تدعم الجهود للوصول الى حلول سياسية ولا يجوز توجيه الاتهامات للمعارضة السورية بالعمالة لإسرائيل ويجب العمل لتحقيق تطلعات الشعب السوري بالحرية والكرامة، ونحن حريصون على المقاومة الاسلامية وحزب الله ولا نريد لهما الانخراط في النزاع السوري. ولقد استمعنا الى ملاحظات الحزب حول البيان ونحن سنواصل التواصل معه من اجل معالجة الاحتقان المذهبي في لبنان والمنطقة».

وتشير مصادر اسلامية الى انه برغم اجواء التوتر في لبنان وازدياد انخراط القوى الاسلامية في الصراع في سوريا وتصاعد الخطاب المذهبي، فإن المبادرات مستمرة للبحث عن حلول سياسية للأزمة السورية ولا سيما في ظل صعوبة الحسم العسكري الكامل سواء من قبل النظام وحلفائه او من قبل المعارضة وحلفائها»، وقالت إن الترحيب العربي والاسلامي والدولي بالرئيس الإيراني المنتخب الشيخ حسن روحاني وحرص الأخير الواضح على توجيه رسائل ايجابية للسعودية ودول عربية واسلامية، كل ذلك قد يؤسس لاستئناف الحوار ودعم المبادرات الاسلامية، وهو الأمر الذي اشار اليه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير».

وتختم المصادر ان السباق سيستمر في الشهرين المقبلين بين ازدياد الضغوط الخارجية وتصاعد حدة المعارك في سوريا وازدياد الدعم الخارجي للمعارضة السورية والتخوف من ازدياد حدة المعارك، سواء في حلب وريفها او دمشق وريفها ومنطقة درعا وبين الجهود التي تبذل للبحث عن حلول سياسية وإن كانت التطورات الميدانية ستلعب دوراً اساسياً في اقناع الجميع بان الحل السياسي والجلوس على طاولة المفاوضات هو الخيار الافضل لإنهاء الازمة السورية ووقف الحرب المذهبية التي تزداد اشتعالاً في لبنان والمنطقة».

السابق
حمادة: معظم الكتل حسمت أمرها بالتمديد لقائد الجيش
التالي
رامي الريس: انهيار المؤسسات الأمنية يعني تشريع الباب أمام الفتنة