إقبال الأسعد أصغر طبيبة

يتأكد لمن يتعرّف الى الطالبة المتفوقة اقبال الاسعد، التي انهت دراستها الثانوية بعمر 12 سنة ونالت اخيرا الاجازة في الطب العام بعمر 19 سنة، ان جهود الطالب وحدها لا تكفي اذا لم يكن محاطا بابوين يعرفان طاقاته ويبذلان ذاتيهما من اجل تعزيزها.
وباتت قصة اقبال مع تخطي الصفوف المدرسية مشهورة بعدما استضافتها الشاشات التلفزيونية ووسائل اعلام محلية وعربية. كيف في امكان تلميذ ان يتخطى صفا حتى ولو كان متفوقا؟ تقول: "لاحظ ابي منذ صغري انه باستطاعتي تلقف العلم بسرعة فواكبني واقنع مدير المدرسة بمساعدة المعلمات اللواتي هن ايضا لاحظن تفوقي ان اقفز من الروضة الى الثاني ابتدائي، وهكذا حصل. ثم من الثاني ابتدائي الى الرابع ابتدائي ثم الى السادس فالتاسع وهكذا دواليك حتى انهيت دراستي الثانوية في عمر الـ12 سنة".
وكانت اقبال، وهي لاجئة فلسطينية تعيش في البقاع، تقفز الصفوف في مدرسة الامين المختلطة في بر الياس، ولكنها كانت مسجلة رسميا في التسلسل العادي للصفوف في دوائر وزارة التربية. وحمل الاصرار ايضا والدها الى التقدم بطلب الى وزير التربية انذاك عبد الرحيم مراد لاصدار تعميم استثناء لها لمتابعة دراستها الثانوية وتاليا السماح لها بالتقدم الى الامتحانات الرسمية في سنها الصغيرة. وكان موقف الوزير مراد مشجعا وكان "الاستثناء" لفتاة ذات موهبة استثنائية تدعى اقبال وتهوى الرياضيات، خصوصا علم Algebre.
ومن ثانوية الامين البقاعية الى جامعة "ويل كورنيل" في قطر بعد حيازتها منحة خاصة من زوجة امير دولة قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند. واللافت في القصة، انه بعد اجتياز اقبال امتحانات عدة للدخول الى الجامعة العريقة المصنفة في المرتبة 13 عالميا، حان وقت امتحان الشخصية. "لم يلاحظوا عمري… كانوا يمتحنون مدى نضجي ولم يسألوا عن العمر". اما زملاؤها في الكلية فكانوا قد سمعوا عنها او شاهدوها على التلفزيون وقد تأقلموا معها سريعا، علما ان اقبال اعتادت في المدرسة ان تتعرف سنويا الى رفاق جدد لأنها كانت تتخطى الصفوف وتودع اصحابها في نهاية كل سنة. وقد اختلف الامر في الجامعة، حيث تخصصت في الطب العام لمدة سبع سنوات من دون ان تضطر الى تغيير الزملاء. وتجدر الاشارة هنا الى التضحية الكبيرة التي قدمتها لها امها التي تركت العائلة لمدة اربع سنوات لتسكن مع اقبال في قطر حيث لم تُقبل في مبنى سكن الطلاب لوحدها نظرا لصغر سنها.
"هل كنتِ تعوّضين الصفوف المدرسية التي كنت تقفزين عنها في العطل الصيفية؟"، تجيب: "كلا… ابدأ في الصف الجديد من دون الالتفات الى الوراء".
اليوم وبعد تخرّجها وتكريمها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي استضافها في قصر بعبدا ومنحها ميدالية، عينا اقبال شاخصتان نحو الولايات المتحدة حيث ستكمل تخصصها في طب الاطفال في "كليفلاند كلينيك" في اوهايو لمدة ثلاث سنوات، تنوي بعدها التخصص في "قلب الاطفال"، لتعود بعدها لـ"تأدية واجبي تجاه لبنان وقطر اللذين احتضناني، وتبقى فلسطين الحلم الاكبر".
"ماذا تعني لك الشهرة التي حققتها من خلال تفوقك؟"، تقول: "لا تهمني الشهرة بقدر ما يعنيني انني رفعت بتفوقي اسم فلسطين ولبنان عاليا، وقد اكون بهذه الطريقة رددت الجميل لبلدي الثاني لبنان الذي رعاني".  

السابق
كما دائما.. وعد بالحرب مجددا
التالي
حوّل تلفون مستعمل الى سيارة بورش