تقسيم سوريا يعني تقسيم لبنان

اعتبر عضو جبهة الانقاذ المصرية المعارضة، رئيس حزب المؤتمر المصري، والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى أن "المشهد في لبنان مستنفر بسبب الوضع في سوريا بعد زيادة عدد اللاجئين السوريين وبسبب التأثير المباشر لأي تطورات سوريا على الوضع في لبنان"، مشيراً الى أن ذلك يشمل الأردن وكذلك العراق. وقال موسى في حديث صحافي: "الوضع في لبنان فاق التأثر إلى الانزعاج، بل والخطر البالغ على أمن لبنان، وإذا حدث تقسيم في سوريا – لا قد الله – فسوف يحدث التقسيم في لبنان في اللحظة نفسها".
وأشار موسى إلى "رائحة صفقة دولية، أميركية – روسية، في إطار طرح تفاوض داخلي سوري بين الحكم والمعارضة، ولكنها تستبعد في النهاية أن الحل يشمل وجود أو بقاء رئيس الدولة"، قائلاًُ: "لا ننسى أن هناك أبعادا أخرى غاية في الأهمية مثل البعد الإيراني، وأيضا البعد الشيعي – السني، والقضايا الأخرى المرتبطة بفلسطين وإسرائيل، وهذه مشاكل كبيرة جدا تحيط بالمسألة السورية، كما أرى أن المسألة السورية لا تقتصر على ما يسمى الربيع العربي، وإنما سوف تصل الأمور إلى احتمال إعادة رسم خرائط المنطقة".
وعن إمكانية لقيام حلف ثلاثي بين مصر وإيران وتركيا، اعتبر انه "ليس واردا أن ينشأ مثل هذا التحالف؛ أولا تركيا وإيران لن يتحالفا، فهما مثل الزيت والماء، فتركيا لها نظرة مختلفة تماما عن النظرة الإيرانية، ثانيا مصر في حالة ضعف وغياب لا تستطيع معها أن تمسك بخيوط أي لعبة إقليمية، وإيران لديها حسابات ضخمة جدا في علاقاتها بالعالم العربي وبالغرب وروسيا، والبعد الشيعي ومسائل أخرى ضخمة للغاية لا تعالج بتشكيل التحالف الثلاثي الذي كثر الحديث عنه".
واعتبر أن " العرب كانوا منشغلين بالمسألة السورية من زاوية الثورة والنظام، وليس من منطلق استراتيجي، وقد تركوا هذا مع الأسف لروسيا وأميركا وإيران".
ولفت الى أن "الوضع في مصر مضطرب، وفي العالم العربي الوضع ملتبس؛ ونحن في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم في مصر"، معرباً عن اعتقاده أن "راسمي الخرائط وكاتبي التاريخ في العالم الغربي يعدون عدتهم الآن لرسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، ولمرحلة تاريخية مختلفة، وهذا كان متوقعا، خاصة مع المتغيرات الجذرية التي حصلت في العالم العربي، لكن المشكلة هي أن كل المتغيرات الدولية تنشط، وبسرعة شديدة، في غياب مصر المنشغلة بتطوراتها الداخلية، وأن مصر ليست في حالة صحة سياسية تجعلها ذات تأثير فيما هو جار أو ما سوف يجري. وهذا هو سبب ضيقي من هذه المرحلة".
وأعلن أن المعارضة المصرية أصبحت أكثر ميلا لخوض الانتخابات البرلمانية. وحذر موسى، من استمرار النظام المصري في "العناد". وقال: إنه من الضروري إعادة النظر في السياسات التي ينتهجها الرئيس المصري محمد مرسي قبل أن تسوء الأحوال بحيث لا يعود من المجدي الحصول على قروض أو منح.

السابق
قطر تدفع 50 ألف دولار للمنشق في سوريا
التالي
أسود: إذا كان لا بد من التمديد فليكن لشهرين كحد أقصى