عشائر البقاع تقاتل في سوريا: معركتنا بوجه “التكفيريين”

بعد أن أعلن عن سيطرت قوات الرئيس بشار الاسد بالتعاون مع شباب حزب الله على ثلاث قرى في ريف القصير في محافظة حمص، ما مكنه من قطع طريق الامدادات على المقاتلين المعارضين الموجودين داخل مدينة القصير. وكان قد اعلن الامين العام لحزب الله انهم يشاركون دفاعا عن اللبنانيين في المنطقة، وعن المقدسات الموجود في الداخل السوري، مؤكدا الاستمرار في مساندة النظام السوري ودعم اللبنانيين.
وفي تقرير عن مشاركة عشائر البقاع جاء فيه، "إبني اليوم في مقام السيدة زينب يقاتل، وإذا استدعوا إبني الثاني وبناتي من أجل الدفاع عن هذا المقام فأنا على استعداد لإرسالهم"، هكذا اختصر أحد أعيان عشيرة آل جعفر في منطقة البقاع الإجابة عن كل التساؤلات المطروحة حول سبب إرسال "حزب الله" مقاتليه إلى سوريا. ويضيف: "لولا الاعتداء على المقامات الدينية واستفزاز عقيدتنا الدينية، ولولا الاعتداء على أهلنا في المناطق المحاذية للحدود السورية، ما كنّا لندخل في هذه المعركة".
رأى هذا "الوجيه" في آل جعفر أن "القتال بوجه "التكفيريين" هو موضوع مصيري"، وأكد أنّ "القرار اتُّخذ بعد القصف الذي طال المناطق اللبنانية تحت ذريعة قصف مواقع لحزب الله، مع أنّه ليس هناك أي وجود عسكري للحزب في بلدة القصر في الهرمل، أو في الكثير من المناطق التي قصفت بالصواريخ، والتي أدت الى قتل عدد من سكان هذه المناطق"، عازياً قرار سكان هذه المناطق بالمشاركة في القتال إلى "ضرورة حماية أنفسهم".
المنطقة الممتدة من القصر وصولاً إلى القصير (غرب نهر العاصي) تضم ما بين 30 إلى 40 بلدة آهلة باللبنانيين، ومعظمهم من العشائر البقاعية المعروفة ومنهم آل جعفر. وقد تعرّضت بيوت هؤلاء "للقصف والنهب"، وفق المصدر في آل جعفر، "لذا اضطرّوا إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم"، مشدداً على أنّ "القتال لم يأتِ رغبةً بدعم النظام السوري، فنحن لم نكن لنقف بوجه الأشخاص المعارضين للنظام والذين كانوا يطالبون بالإصلاحات، بل نحن من أوائل الداعمين للأشخاص المعارضين للنظام السوري والمطالبين بالإصلاحات، فهذا توجُّه أبناء البقاع، لكنّ معركتنا اليوم هي بوجه "التكفيريين" الذين يستبيحون الأراضي اللبنانية ويخوضون حرباً مذهبية".
وإذ لا ينكر أن قتال شباب "حزب الله" خدم النظام السوري في مكانٍ ما، اعتبر المصدر من آل جعفر أنّ "اعتداء "التكفيريين" على العشائر من خلال خطف الشبان وقصف القرى، جرّ أهالي المنطقة إلى القتال من منطلق التعصّب العشائري، وليس الحزبي، ومنعاً لامتداد المعركة إلى داخل الأراضي اللبنانية"، رافضاً في الوقت نفسه ما يحاول أن يصوّره البعض من أن المعركة الحاصلة "مذهبية أو ضد الشعب السوري"، وقال: "هناك الآلاف من النازحين السوريين "السنّة" في البقاع ونحن نعاملهم كأخوة لنا".
وعن عدد الذين سقطوا من اللبنانيين في هذه المعارك، قال المصدر عينه: "لا أستطيع تحديد العدد، لكنّه يتجاوز الـ60 أو 70 قتيلاً"، مشيراً إلى أن الأحزاب التي يقال إنها تقاتل في سوريا ترسل بأغلبها "شباناً من هذه العشائر".

السابق
شباب “حزب الله”
التالي
إدمان الطعام…كيف يمكن معالجته؟