الإبراهيمي يحذر

يقف الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي على مسافة ضيقة من الاستقالة بانتظار مدى تجاوب مجلس الامن مع تقريره في وقت قريب وهو يعتمد ما يتعارض مع توجهات من لا يلتقون معه نحو الحرص على حل سياسي بعد اتصالات منفتحة على الاطراف المعنيين داخل سوريا وخارجها ولم يصل بعد الى جامع مشترك يوفر له المضي في مهمته ويؤدي الى وقف موجة العنف وحقن الدماء.
وقد جاءت الاشارة من موسكو واضحة بوصفها مشروع القرار الأممي الذي سيعرض على المنظمة الدولية مليئاً بالتناقضات ومن شأنه تقويض مهمة الابراهمي وان يؤيد قرار الجامعة العربية ورؤيتها الى حل الازمة وما زالت روسيا ملتزمة بموقفها منذ بدء الازمة واستخدام حق النقض في مجلس الامن لاسقاط مشروع أي قرار لا يتفق مع ما ترغب فيه من معالجة سياسية ودبلوماسية ولو بمجابهة ما يراه الآخرون في عواصم كبرى وعلى الساحة العربية.
ولا يرغب الابراهيمي في البقاء داخل دوامة التجاذبات وربما اقدم على ما قام به سلفه كوفي انان الامين العام السابق للمنظمة العالمية ولكنه ما زال مصمماً على المتابعة من مفهوم يمليه عليه انتماؤه الى امته وحرصه على الخروج من تلك الازمة بحل جامعة ينطلق من الحوار وصولاً الى التفاهم السياسي ولا يبدو هذا متاحاً في مرحلة التجاذبات الدولية بصورة خاصة، ولا يخفي تأثير الازمة المستجدة في شرق آسيا على الاوضاع في المنطقة، مع ان التفاهم الاميركي الصيني يفسح في المجال لبذل جهود مشتركة لاخلاء الجزيرة الكورية من السلاح النووي بعد ان حذرت كوريا الشمالية اميركا واليابان وجارتها كوريا الجنوبية باستخدام اسلحة الدمار الشامل، وفي حال اتخذت موسكو الموقف نفسه يفتح الطريق امام اتفاق اوسع لتقريب وجهات النظر حول الاهتمام اكثر بالشرق الاوسط لايجاد حل شامل يحقق السلام والاستقرار، وهذا يتوقف على مدى تجاوب واشنطن مع ممارسة ضغط على اسرائيل باعتبارها العقبة الأشد امام نجاح مساعي السلام والحل بدولتين ووقف الاستيطان والتهويد.
ومن شأن التفاهم الاميركي – الصيني اشاعة مناخ الارتياح على نطاق واسع بإمكان التقارب بين العواصم الكبرى لمعالجة صحيحة للمشاكل المعترضة والمقلقة على الصعيدين العربي والدولي.
ومن هنا اعتبار ما تحقق من انفراج في لبنان مقدمة للنأي به عن تداعيات اقليمية يتحدث الكل عن انعكاسها السلبي على دول الجوار، وهذا ما يشجع الابراهيمي على متابعة مهمته ويجعل التفاهم بين واشنطن وبكين وموسكو دافعاً للتخلص مما يثير الخلاف بينهما سواء على ازمة المنطقة وسواها.

السابق
لا اجازة من السلطة
التالي
دبور: إسرائيل استهدفت الكُتاب لإدراكها أن القلم أخطر من الرصاص