فنزويلا الحزينة تشيع رئيسها وتتحضر لانتخابات استثنائية

على وقع موسيقى النشيد الوطني الفنزويلي، وبين قبعات الحرس الرئاسي الحمراء، ووسط أجواء من الحزن، بدأت فنزويلا أمس مراسم وداع الرئيس الراحل هوغو تشافيز (58 سنة) في شوارع كراكاس، والتي ستستمر اسبوع كامل، زمن بعدها تباشر عملية انتخابية لا سابق لها ومفتوحة على كل الاحتمالات، في غياب هذه الشخصية اليسارية الراديكالية التي طبعت الحياة السياسية في بلادها طوال 14 سنة.
ومن المتوقع أن تؤثر نتيجة هذه الانتخابات بشكل كبير في المنطقة إذا وضع في الاعتبار المساعدات الاقتصادية الحيوية والوقود المخفض السعر الذي كان تشافيز يمنحه لحلفائه في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وأعلنت السلطات الفنزويلية انه ستتم الدعوة إلى الانتخابات خلال 30 يوماً، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت الانتخابات ستجري خلال 30 يوماً أم أن الدعوة إليها فقط ستحدث خلال 30 يوماً.
ويأمل حلفاء تشافيز أن يفوز نائبه بانتخابات تحفظ ثورته التي صاغها بنفسه على قيد الحياة من بعده، وفي الأثناء اختارت المعارضة الفنزويلية بالإجماع منافس تشافيز سابقاً هنيركي كابريليس مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي التشييع سار عشرات الآلاف من "التشافيزيين" وراء نعش يحمل جثمان الرئيس الثوري وقد لف بالعلم الفنزويلي بألوانه الأزرق والأحمر والأصفر، ولم تحدد السلطات بعد أين سيدفن تشافيز بعد مراسم تشييعه الرسمية يوم الجمعة.

وقد نعى العالم كله تشافيز المناضل، حيث اعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي قائلا: "في هذه اللحظة الصعبة من وفاة الرئيس هوغو تشافيز، تجدد الولايات المتحدة دعمها للفنزويليين ولمصلحتها في تطوير علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية".
ونقل التلفزيون السوري عن الرئيس بشار الأسد قوله إن "رحيل هذا القائد الفذ خسارة كبرى لي شخصياً ولشعب سوريا، بمقدار ما هو خسارة كبرى لشعب فنزويلا الشقيقة ولشرفاء شعوب العالم وأحراره".

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تشافيز "كان رجلا استثنائياً وقويا يتطلع إلى المستقبل ومتطلباً إلى أقصى حد حيال نفسه على الدوام".
من جهته، أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتشافيز، واعتبره "شهيداً لأنه خدم شعبه وصان القيم الإنسانية والثورية". وأعلنـت طهـران الحـداد يومـا واحـدا تضامنـا مـع فنـزويلا.
وعبّرت الرئاسة الفرنسية عن تعازيها، مؤكدةً أنه "ترك أثراً عميقاً في تاريخ بلاده". وصدر عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بيان أشار فيه إلى أن "الرئيس الفنزويلي الراحل، بالرغم من طبعه وتوجهاته التي لا يوافق عليها الجميع، كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها بالسعي وراء العدالة والتطور".

السابق
90 شخصاً
التالي
14 آذار تتجه لإطلاق حركة جديدة!