غادرت رفضا للحرب والعنف

قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إنه ترك سوريا بسبب "الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكانا للاعتدال والدبلوماسية"، معتبرا، في الوقت ذاته، أن الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا قبل نحو عامين "تحمل مطالب مشروعة".

وقال الدبلوماسي المنشق عن النظام السوري في بيان جاء فيه "الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب بمبادئه و جوهره معركة القلوب، لأن المجتمع بجميع أطيافه يقف دوما مع الأضعف ومع المطالب المشروعة للناس، لكنه لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لأسباب كثيرة يطول شرحها ويعرفها الجميع".

وتابع مقدسي في بيانه: "وصل الاستقطاب بين السوريين لمرحلة قاتلة ومدمرة، وبالطبع عندما تتجرأ على مغادرة سوريا بأي طريقة كانت، ستخاطر بأن توصف بأوصاف شنيعة أو تخوين أو شتائم أو بألقاب أخرى فجأة، كما حصل معي فورا".

واستطرد: "لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا، وأعتذر لمن وثقوا بمصداقيتي على المغادرة بدون إعلان مسبق، فقد تمنيت لو كان بإمكاني البقاء على تراب الشام لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الأمور عن السيطرة، يريدها البعض معركة وجود، فيما أنا أرى أنها يجب أن تبقى معركة لإنقاذ الدولة والكيان السوري عبر الشراكة الوطنية".

وقال إنه "عاتب على كل من يجد الوقت لتوجيه الشتائم والتخوين فورا بدون احترام لأرواح أكثر من 65 ألف شهيد سوري".

وأكد مقدسي أن "قدمي لم تطأ أوروبا ولا أميركا رغم أن جواز سفري يحمل كل السمات اللازمة"، مشيرا إلى أنه "ليس لدي أسرار يطمع فيها أحد، فما أعرفه كناطق إعلامي لا يتجاوز ما يعرفه المواطن السوري العادي".

وأقر أنه "غادر سوريا مؤقتا ليستقر منذ مغادرته لدى إخوان من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الإنسانية دون تمييز"، حسب تعبيره.

وانشق مقدسي مطلع ديسمبر من العام الماضي عن النظام السوري، وغادر البلاد بعدما عمل في السلك الدبلوماسي السوري لنحو 15 عاما، وكان آخر المناصب التي تقلدها منصب المتحدث باسم الخارجية السورية.

السابق
اللواء: الافراج عن المخطوفين في اعزاز في فترة قريبة جداً
التالي
شوكولا ‘أنا لك’ للفالنتين