الديار: بوادر ظهور الحل في سوريا ينعكس على لبنان

يبدو ان الاطراف اللبنانية وصلت الى نتيجة بأن الحل في سوريا ممكن، ولكن على قاعدة ديموقراطية ستأخذ وقتاً أقله بين الستة اشهر وسنة، اذا نجح الحل.

ويبدو ان الوزير وليد جنبلاط هو مثله مثل الرئيس ميشال سليمان ومثل الرئيس نجيب ميقاتي تلقوا تقارير عن خطة الاخضر الابراهيمي، حيث ان الاخضر الابراهيمي عندما مر في بيروت مؤخرا في جولة سريعة تغدى مع اللواء عباس ابراهيم، الذي كان يعرفه منذ فترة مهامه في زمن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وصراعهما، وتواصلت الصداقة.

بدأت تقارير السفراء والمعلومات التي امتلكها اللواء عباس ابراهيم ان المسألة طويلة ولا تنتهي قبل سنة، لكن الحل آتٍ في سوريا، وستكون سوريا دولة ديموقراطية بعد سنة، ما لم تحصل مفاجأة غير متوقعة في الشرق الاوسط كمثل اجراء حرب بين العرب واسرائيل.

الوزير وليد جنبلاط ابتعد الى حد ما عن الرئيس سعد الحريري، واقترب اكثر من الخط السنّي الممثل بأسامة سعد، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس عمر كرامي، وبلال شعبان، ومحاولة جذب الجماعة الاسلامية. لكن الموضوع الذي بحثه الوزير وليد جنبلاط مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي واعتذر عن المجيء الرئيس نبيه بري، نظرا لان التقارير تتحدث عن ان في منطقة عين التينة سيارة ملغومة موجودة لا يمكن كشفها عن طريق تحرك الرئيس بري فاعتذر عن اللقاء.

والموضوع هو كيف سيتم حكم لبنان بعد وضع سوريا تحت الحل الدولي وعدم قدرتها على التدخل في لبنان، بالنسبة للزعيم الدرزي الوزير وليد جنبلاط الذي يسيطر على حوالى 80% من الطائفة الدرزية، فهو يرى وجوب تعديلات دستورية وخطة عمل في لبنان تتناسب مع ما سيتغير في سوريا، وان سوريا التي كانت تتدخل في الشؤون اللبنانية، لن تستطيع في المستقبل فعل ذلك، لان الحكومة السورية التي تضم الاخوان المسلمين أو احزابا اخرى، لن تقبل ابدا ان ترى اي اعتراض لبناني بالسكوت بل ستسأل ضمن المجلس وضمن مجلس الشعب والحكومة ماذا يحصل لذلك الوزير وليد جنبلاط يخشى ان يقوم حزب الله، اذا شعر ان سوريا ستضعف ولا تتعاطى بلبنان، بتأدية دور سياسي بحت، او ان يؤدي دورا عسكريا ويحاول السيطرة على العاصمة والجنوب والبقاع.

اضافة الى دعم عسكري لجماعة العماد ميشال عون. ثم ان الوزير وليد جنبلاط قال للرئيس ميشال سليمان ان المؤسسة العسكرية هي الضمانة للجميع، لكن جذور العماد ميشال عون ما زالت قوية جدا في المؤسسة العسكرية. وفي غياب تعاطي سوري – دولي في الموضوع، فان تحالف حزب الله مع العماد ميشال عون وجمهوره مع الجيش اللبناني وقادة الوحدات سيؤثر في طريقة الحكم في لبنان. لذلك بحثوا في كيفية ترتيب الاوضاع على اساس ان الانتخابات بعد 7 أشهر وفي الوقت ذاته، فان سوريا لن تستطيع ان تكون لاعباً قوياً على الساحة اللبنانية.

من هنا جاء بحث الوزير وليد جنبلاط مع ميقاتي وبري وسليمان، لكن الاجتماع الاهم هو اجتماع البطريرك الراعي وجنبلاط، الذي جاء بمفرده بسيارة قادها وحده، ووصل الى بكركي واجتمع مع البطريرك الراعي ساعتين. وقام جنبلاط بخطوة اساسية كانت تمنع المصالحة في بريح وهي اهم نقطة خلاف بين المسيحيين والدروز، حيث أقام الدروز بيت الضيعة وهو نوع من خلوات، اضافة الى ان الارض هي للمسيحيين، والدروز لا يقبلون هدم الارض بل يريدون دفع بدل ثمن الارض وابقاء بيت الضيعة الدرزي في بريح.

السابق
النهار: العاصفة تُغرق لبنان بالنكبات وتكشف دولته المشروع الأرثوذكسي
التالي
السفير: ممثلا التيار الوطني في اللجنة الفرعية يدرسان فكرة الاقامة في فندق “الاتوال”