دراسة “بريث”: نسبة النساء المدخنات في لبنان مرتفعة

تفوّق لبنان على بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الاصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وكذلك بنسبة التدخين (المسبب الاساسي للمرض)، وتبين ان نسبة المدخنات من النساء الأعلى في المنطقة، وفق دراسة "بريث" التي اعلنت نتائجها في لقاء صحافي عقدته شركة "غلاكسو سميث كلاين" في فندق فينيسيا في حضور الدكتور اسعد خوري ممثلا وزير الصحة.
وبينت الدراسة ان أقل من ثلث المرضى فقط مشخصين، وثلث هذا الثلث فقط بدأ العلاج اللازم. ويصيب المرض أكثر من 13 مليونا في المنطقة، وهو التهاب مزمن بالشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، يسبب ضيقًا في ممرات الهواء في الرئة، ما يزيد صعوبة تحرك الهواء من وإلى الرئة.
وعن اهمية هذه الدراسة قالت البروفسورة ماري لويز كونيسكي من اللجنة التوجيهية لـ"النهار" انها "الاولى اقليميا ومعمّمة على الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لنعرف نسبة المرض في البلاد، وهي الاولى في هذا الحجم، ففي عام 2011 اجريت دراسة في لبنان على عدد صغير وليس على مجموعة عشوائية. وستصدر نتائجها على شكل 8 بحوث، في عدد خاص من المجلة الطبية "ريسبيراتوري ميديسين" الاميركية الانكليزية، وفيها معلومات عن نسبة التدخين، والانسداد الرئوي المزمن وطريقة العلاج، واذا كان التشخيص يتم في شكل صحيح، وكذلك العلاج، وكلفة المرض على المجتمع. واستطعنا ان نقوّم مجموعة اسئلة سهلة وقصيرة باللغة العربية، في امكان اي طبيب استخدامها ليتعامل مع المرض بسهولة اكبر".
وأظهرت دراسة BREATHE أن معدل تفشي المرض في لبنان يصل الى 5,3% لدى السكان من عمر 40 عامًا وما فوق. في مقابل 3,6% في المنطقة، والذي يعادل تقريبًا نسبة تعداد السكان المصابين بالربو أو الفشل المزمن في عضلة القلب، وأعلى بعشر مرات من نسبة المصابين بالصرع في الفئة العمرية نفسها.
وقال رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية الدكتور جورج خياط، ان المشكلة الاساسية هي ان المرض غير مشخّص وسببه الاساسي التدخين الذي يزيد صعوبة التنفس. ويؤثر على المريض ويزعجه في ابسط الامور التي يقوم بها في حياته العادية، هو مرض مؤذ وقد يصل بالمدخن الى الوفاة، من هنا اهمية التوعية. وقال ان المرض ينخفض بنسبة 80 في المئة، اذا أوقفنا التدخين. وهناك 80 في المئة من المرضى غير معروف انهم يعانون المرض، والمشكلة ان المدخنين لا يرغبون في تشخيص مرضهم لانهم يرفضون العلاج المتعلق بالاقلاع عن التدخين اولا. والمرض اذا تم الاهتمام به منذ البداية بالامكان السيطرة على المشكلة ومنع تفاقمها. وتوقع أن تزيد حالات العجز والوفيات بسبب الانسداد الرئوي المزمن في الدول النامية خلال العقود المقبلة، لتزايد معدلات التدخين.
وقد أظهرت الدراسة أن هذا المرض المزمن تسبّب في نحو الف استشارة طبية و190 حالة طوارئ و175 حالة دخول للعلاج في المستشفى كل ساعة، في احدى عشرة دولة موضوع الدراسة في المنطقة. والعديد من المرضى على دراية ضعيفة بالمرض وكيفية مواجهته. ثلاثون في المئة من المرضى ليسوا متأكدين من السبب الكامن وراء إصابتهم بالمرض، وأنكر 50% معرفتهم بأن التدخين سبب محتمل. وما يبعث على القلق أكثر وأكثر، أن 65% من هؤلاء المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الانسداد الرئوي المزمن ما زالوا يدخنون في شكل منتظم.
  

السابق
السيد حسين: الجامعة اللبنانية تخضع لقانونها الخاص
التالي
خالد سليم: تربيت على الفن الكويتي