النهار: لبنان يتهيّأ لـ”عاصفة” نزوح جديدة

بدا لبنان على مشارف استحقاق بالغ التعقيد يتمثل في التهيؤ لاستقبال دفعات اضافية من النازحين السوريين وسط تضاؤل القدرات الرسمية على احتوائهم ومعالجة أوضاعهم.

وشكل التحذير الذي أطلقه السفير البريطاني طوم فليتشر من السرايا الحكومية جرس انذار جديداً اذ توقع ان "تشتد العاصفة في سوريا في الأسابيع والأشهر المقبلة"، منبهاً الى انه عند هبوب العاصفة من المهم الاحتماء في الداخل واغلاق الابواب والنوافذ.

وعلمت "النهار" ان تحذير السفير البريطاني كان انعكاساً لبداية مشاورات واسعة تجريها الحكومة مع عدد من الدول في شأن مساعدة لبنان على مواجهة الموجات الوافدة وتلك المتوقعة من النازحين السوريين وسط توقعات يخشى معها مضاعفة الاعداد بما يفوق قدرة لبنان على الوفاء بمتطلبات الايواء والرعاية الاجتماعية والصحية وكذلك المتطلبات الامنية.

وكان الاعداد لمواجهة هذا التطور بدأ قبل يومين في اجتماع وزاري واداري موسّع في السرايا تزامن مع حركة نزوح جديدة عبر الحدود السورية – اللبنانية الى الداخل اللبناني.

كما ان التقارير التي توافرت لدى وزارة الشؤون الاجتماعية رفعت سقف التوقعات للنازحين المسجلين من 150 ألفاً الى 200 ألف، بينهم النازحون الفلسطينيون من مخيم اليرموك.

وصرح وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور لـ"النهار" بأن "القراءة السياسية لما يحصل في عمق دمشق وفي مخيم اليرموك تشير الى ان لبنان سيكون في المرحلة المقبلة وجهة النازحين لانه المكان الأقرب". واوضح ان الخطة التي وضعت "بيّنت لنا بالارقام والمعطيات التكاليف التي ستترتب على كل وزارة باعتبار ان الامر لا يقتصر على وزارة واحدة، فهناك الشق التعليمي والشق الصحي والاستشفائي فضلاً عن مسألة الايواء والسكن"، كاشفاً ان كلفة الطبابة هي الاعلى. واذ تحفّظ عن تقدير حجم الكلفة تاركاً الأمر لاجتماع سيعقد الاثنين المقبل في السرايا برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ويضم ممثلي الهيئات المانحة، افادت مصادر مطلعة ان هذه الكلفة تتجاوز الـ 150 مليون دولار في ضوء التقديرات الاولية المستندة الى العدد الحالي للنازحين.

السابق
الاسد: انا ليس سوبرمان.. وانسحاب اللجان المحلية من المجلس السوري المعارض
التالي
بان كي مون يشدد على الوصول لاستراتيجية دفاعية تلغي اي حاجة لسلاح الميليشيات