14 آذار ليست جديرة بقيادة شعب يريد الحرية  

كيف يمكن أن يقود أسير خانع وراء القضبان شعب يتطلع للحرية؟ كيف لحركة أسيرة خوفها ومصالح بعض قيادييها الانتخابية أن تقود أحرار ؟ كيف لتجار التسوييات على حساب الجماهير أن يسمو أنفسهم بقادة ثورة ؟

بداية لا اعلم ان كان هناك ما يزال شيئ اسمه قوى 14 أذار, وذلك نتيجة طبيعية لممارساتها وسياساتها الفاشلة , لسبعة أعوام من الانكسارات والتخاذل السياسي الذي لم يكن يوما جراء تقاعس شعبها الذي جعلها تنتصر بالانتخابات النيابية لدورتان متتاليتان , ولكن جراء تخاذل قادتها الذين كانوا يهدون انجاز شعبهم بعد كل انتخابات للطرف الاخر عل مذبح تسويات الخوف
والجبن ضاربين بعرض الحائط ثقة شعب اعطاهم نصر من أجل توظيفه في مسيرة حريته وليس في زواريب مزادهم السياسي .

اليوم أتكلم بلسان الكثير من الشباب الذين انتفضوا في 14 شباط 2005 بعد استشهاد حلم لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري , هؤلاء الشباب الذي كنت واحد منهم , انتفضنا لأننا شعرنا بقتل رفيق الحريري قتل لكل أمل وتطلع للحرية , فثرنا بطريقة عفوية تقودنا صرخة من القلب رافضة للقبول بأي أمر واقع , لم نفكر بأي مخاطر ولا اي خوف انطلقنا لتحرير أنفسنا و لكي لا يذهب استشهاد رفيق الحريري سدى, الذي استشهد من أجلنا وأجل لبنان.

وفجأة ظهرت قوى وتجمعت في تجمع سمي بقوى 14 أذار , وبدأت باطلاق شعارات , شعارات دغدغت مشاعرنا ولامست تتطلعاتنا , فظننا خيرا بها و ارتسمى في مخيلتنا مشهد يعبر بعض الشيء عن مانطمح اليه بوجود قيادة تستطيع أن تكمل ما بدأه الرئيس الشهيد , فسرنا خلفهم بتطلعات الشاب الطواق للتحرر والعيش في وطنه بكرامة وحرية , وهذا حال اكثرية الشعب اللبناني , هذا الشعب الذي أعطاهم فوز انتخابات 2005 , هذا الفوز الذي صرف في التحالف الرباعي وتسوية مع الفريق الاخر على حساب ثقة الشعب اما نتيجة خوف او نتيجة صفقة ما وبعدها عاد الفريق الاخر الى ممارساته السابقة وصولا الى 7 من أيار 2008 حين قامت قوى 8 أذار بيومها المشؤوم فكان الرد على اليوم المجيد بيوم مجيد تمثل باعطاء الشعب اللبناني ثقته غبر انتخابات 2009 لقوى 14 أذار, فكان رد قوى 14 أذار على ثقة الشعب اللبناني أنها أهدت الفوز لقوى 8 أذار عبر حكومة سميت بحكومة وحدة وطنية يتملك بها فريق 8 أذار ثلث معطل بل ثلث قاتل قتل هذه الحكومة عبر اسقاطها واسقاط مفاعيل الانتخابات النيابية.

قادة قوى 14 أذار الذين لا نراهم الا في كل مأتم ينتحبون كالنساء ويستغلون الفرصة للبروز والظهور على المنصة ,واطلاق شعارات ليست سوى كلام النهار يمحوه الليل , يهددون ويتوعدون بعظائم الأمور وفي اليوم الثاني يرتعبون من قميص أسود, ويذهبون الى الحوار , حوار لا ياتي بعده الا مصيبة , يتحاورون على لا شيئ , يتحاورون فقط خوفا وخنوعا ومن أجل تمرير الوقت لأنهم لا يعلمون ما هي الخطوة الثانية بعد خطاباتهم النارية, يتحاورون من أجل انتظار سقوط اخر لهم, والكلام مجددا عن بطولاتهم الوهمية التي اندثرت على اسوار الازمنة الغابرة .
بعد سبعة اعوام من التجربة لأداء هذه القيادة يمكننا ان ننعي هذه القوى , وليس المشروع , فالمشروع اكبر من هذه القوى , هو مشروع حرية شعب قدم الكثير من الشهداء على طريق الحرية والتحرر وسيستمر مع كل حر في هذا الوطن.

 

السابق
هؤلاء المرضى علموني…فآمنت
التالي
فتح مراكز الاقتراع في عدة ولايات أميركية بانتخابات الرئاسة