الحجاج يستخدمون وسائل تواصل مبتكرة

 يستعين الحجاج القادمون من مختلف بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، بوسائل تعبير خاصة بهم من بينها الإشارات والإيماءات والابتسامات وعلامات الاستهجان أحياناً، وذلك لمواجهة صعوبة التواصل بينهم من حيث اللغة.
وتستخدم حاجة قادمة من إحدى الدول الأفريقية يديها لإبلاغ حاجة تركية أنها لم تنه صلاتها، فتفهم الأخرى بواسطة الإيماءات، ما يتيح للسيدة الأفريقية أن تكمل صلاتها قبل أن تتصافح الحاجتان.
ويقول السوداني علي عبد الله وهو صاحب متجر بالقرب من المسجد الحرام، إن «البعض يطلق على هذه الطريقة الخاصة في التواصل لغة الحرم»، مضيفاً «أتعامل مع الحجاج الآسيويين مستخدما لغة الإشارة وأعتمد في بعض الأحيان لغة الجسد والعلامات وحتى الرسم».
ويوضح عبد الله «أستطيع التعامل بشكل أفضل مع الحجاج النيجيريين والأفارقة الذين يتكلمون عادة اللغة الانكليزية، لكن الآسيويين لديهم لغتهم الخاصة التي لا أفهمها». ويحاول عبد الله الذي يعمل في مكة منذ خمسة أعوام، تحسين لغة التواصل مع زبائنه من الحجاج، من خلال تقديم قلم وورقة ليرسم عليها الأشخاص البضائع التي يريدون شراءها. ويقول «أحاول أن أحفظ اسم البضاعة بلغة الزبون، إذا سألني أحدهم عنها مستقبلا».
أما زميله رشيد علي الذي قدم من بورما للعمل في مكة، فيقول «أتحدث عشر لغات، تعلمتها من خلال عملي في مكة لفترة 17 عاما».
وبعيدا عن المكان، يحاول شرطي تنظيم حركة الحجاج داخل المسجد وخارجه، بتحريك يديه لإعطاء توجيهات للحشود التي تختلط أصواتها في جميع أرجاء المسجد. لكن يسود الصمت لدى حلول موعد الصلاة.
ويتوقف عدد من الحجاج ليسألوا الشرطي عن الاتجاهات بواسطة الإيماءات. ويقول الشرطي «لا أتحدث لغات أجنبية، لكن أحاول فهم ما يحاول هؤلاء قوله، وهم في المقابل يفهمون توجيهاتي»، مضيفاً «لكن أضطر في بعض الأحيان إلى إيصالهم بنفسي إلى وجهتهم».
واحتاج التاجر السعودي ماجد القليسي، ثلاثة أعوام ليصبح ملماً باللغة التركية والماليزية والروسية، لكن لا يزال يستخدم لغة الإشارة مع الحجاج الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء. ويشير القليسي إلى أن هؤلاء «لا يفهمون ما أقوله في غالبية الأوقات، وأقول عبارة أحياناً قد يعتبرها الحجاج إهانة، إذ يغضبون ويغادرون المحل».
وبعد مرور 11 عاماً، في بيع المسابح المصنوعة من الأحجار الكريمة، أصبح العمل أسهل بالنسبة إلى القليسي، إذ بات يعرف مسبقاً ما يبحث عنه الحجاج القادمون من بلدان مختلفة. ويوضح أن «الحجاج القادمين من جنوب شرقي آسيا يفضلون عادة اللؤلؤ والمرجان والمسابح الخشبية، فيما يفضل الأفارقة المسابح الطويلة، ويبحث الأتراك عن المسابح التي تتضمن 33 حبة».
ويقول حاج تركي يتحدث اللغة الانكليزية بصعوبة، «نتمكن من استيعاب الأمور في المسجد بسبب وجود العلامات والرسوم التوضيحية باللغتين العربية والانكليزية، وهما اللغتان الأكثر انتشارا بين المسلمين».
كما توزع السلطات السعودية على الحجاج ملايين الكتيبات والأفلام والأشرطة والمصاحف بمختلف اللغات، فيما تتوفر المعلومات الأساسية بـ 32 لغة عالمية. وتم تخصيص خط هاتفي لخدمة الحجاج بثماني لغات من بينها العربية والانكليزية والفرنسية والاندونيسية والتركية.
ووظف700 مترجم لمساعدة الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويبذل بعض الحجاج جهودا لتعلم بعض مفردات اللغة العربية خلال فترة الحج. ويقول حاج أميركي من أصل نيجيري «تعلمت القليل من الكلمات العربية لمساعدتي على التواصل، من بينها شكراً وصبراً أيضا»
 

السابق
الإبراهيمي: سوريا وافقت على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى
التالي
البطريرك الراعي كاردينالا جديداً في الكنيسة الكاثوليكية .