الأحمر الإبرهيمي!

بعد مضي شهر ونيف على ما سمّاه "مهمة مستحيلة" يتبين الآن ان اقصى طموحات الاخضر الابرهيمي، ان يتوصل الى تأمين هدنة عيد الاضحى للسوريين الذين هم في موقع الاضاحي سواء الذين قتلوا منهم او الذين ينتظرون القتل بالمذابح والقنابل برميلية وعنقودية!
لكن الهدنة لن تصل الى سوريا التي انزلقت الى ما سمته هذه الزاوية منذ اليوم الاول "حرب يا قاتل يا مقتول"، إذ يكفي ان يستمع المرء الى مطالعة سيرغي لافروف امام زملائه الاوروبيين من "ان الاسد لن يترك السلطة ابداً وان القضية متعلقة بمسألة حياة او موت"، لكي يعرف ان القتال سيستمر حتى آخر نقطة دم وهو ما يدفعنا الى طرح السؤال:
اذا كانت موسكو قد عرفت وأرادت وعملت دائماً على ألاّ يترك الاسد السلطة ابداً فلماذا أغرقت العالم بالاكاذيب اشهراً طويلة، وخصوصاً قبل مؤتمر جنيف وبعده، ولماذا سبق للافروف نفسه ان قال مراراً ان بلاده غير متمسكة بالاسد وانها تسعى الى حل سياسي ينهي حمامات الدم في سوريا، بينما سهرت دائماً على توفير الغطاء للمذابح فعطلت مجلس الامن واقامت جسراً من التسليح العاجل دعماً للنظام؟
قياساً بهذا الواقع الكارثي الذي يبشر به لافروف، لا ندري لماذا يستمر الاخضر الابرهيمي في رحلته وراء سراب الدم والمآسي التي تغرق سوريا وتكاد تفيض على دول المنطقة، فهل يظن مثلاً ان كلام لافروف لا يساوي إقالة غير مباشرة له من مهمته الفاشلة؟ واذا كانت روسيا تلعبها مع الاسد على انها قضية حياة او موت فهل تكون حظوظ الابرهيمي افضل من حظوظ كوفي انان او محمد الدابي؟
ثم لماذا يتظلم المعارضة عندما يدعو الى "وقف تدفق السلاح الى جميع الاطراف" مطالباً الدول التي تملك نفوذاً على ما سمّاه بعض الجماعات، بتشجيعها على التوجه الى الحل السلمي، "بعدما لم يأت الحل العسكري بأي نتيجة"، ولكأن هذه "الجماعات" هي التي اختارت الذهاب الى الحل العسكري بينما المعروف انها استمرت لمدة ستة اشهر في التظاهرات السلمية المطالبة بالاصلاح والصارخة "سلمية… سلمية" رغم تقليع اظافر الفتية في درعا منذ اليوم الاول!
واذا كان كلام لافروف غير كاف لكي يعتذر الابرهيمي عن مهمته المستحيلة التي تتحول رخصة مفتوحة للقتل، فليس عليه إلا ان يتأمل في المقترحات الايرانية والعراقية التي سمعها، وهي تدعو الى بقاء الاسد رغم كل المذابح والمآسي التي تغرق سوريا منذ عامين تقريباً، إلا اذا كان يريد ان ينهي حياته وهو الديبلوماسي المرموق كشاهد على الدم ليصير "الأحمر الإبرهيمي"!

السابق
تستحم 25 مرة يوميا فخسرت عملها
التالي
عذراً لأشقائنا السوريين