عذراً لأشقائنا السوريين

بادئ ذي بدء، أتقدم بصفتي مواطن كويتي بسيط بالأسف والاعتذار الشديد للشعب السوري الشقيق المقاوم الذي يواجه أعتى وأشد أصناف الطغيان والتعذيب والدمار من حاكم أرعن لا ذمة له ولا ضمير على استضافة الكويت للمنتخب السوري لكرة القدم في مباراة ودية جمعته مع المنتخب الكويتي الأسبوع الماضي، وأتمنى ألا يتحاملوا على شعب محب وقف وسيقف حتى آخر لحظة ليقول فيها الشعب السوري كلمته ويعود الحق لأصحابه وينتهي زمن الطغاة في وطنهم الغالي. حقيقة، لا ألوم من اتخذ القرار في استضافة هذا الفريق فهو فوق القانون وفوق الجميع، اقتحم الاتحاد وترأس اتحادا غير شرعي وزعم بأنه سيلسب مسؤولي الهيئة وأنه كان (يشقح بيوت) وذلك رغما عن أنفنا وعن أنف الحكومة التي لا تستطيع تطبيق قوانينها إلا على المواطن البسيط.
لكنني حقيقة أستغرب تماما من حكومة دولة المؤسسات والقانون، فالحكومة ذاتها لم تعترف بهذا الاتحاد وأوصت من خلال وزرائها بإيقاف الدعم المالي للاتحاد غير الشرعي، وهي في الوقت نفسه تتعامل مع هذا الاتحاد من خلال جميع الجهات الرسمية وبكل سلاسة ومن دون أي تعقيدات وكأنها أعطت هذا الاتحاد صك الغفران فأثبتت للجميع أنه غير شرعي فقط على الورق.
ولعل أكبر دليل على ذلك هو كيف لحكومة لا تعترف بهذا الاتحاد أن تقوم بإصدار تأشيرات الدخول للاعبي المنتخب السوري وتوفر الأمن لمباريات كرة القدم وتقوم بنقل أخباره من خلال الجهات الإعلامية الرسمية؟ ولعل إجابتنا على هذه التساؤلات ستجرنا إلى نتيجة حتمية وهي أننا بالفعل نعيش في دولة قانون ومؤسسات. ثم، كيف أصدرت وزارة الداخلية تأشيرات الدخول للفريق السوري وهي نفسها منعت استخراج تصاريح الدخول وتأشيرات الزيارة لأي مواطن سوري منذ بداية الأزمة السورية ومنذ أكثر من عام ونيف لدواعٍ أمنية؟ نعم، إننا نعيش في دولة قانون ومؤسسات.
أليس الأجدى من وزارة الداخلية بأن تقوم بإصدار هذه التصاريح لزوجات السوريين الذين عاشوا هم وأباؤهم ومنذ نعومة أظافرهم في كنف بلدنا، فأحد الأصدقاء من المواطنين السوريين المسالمين الذي لا ناقة له ولا جمل في عالم السياسة، ولد في الكويت وبلغ من العمر ثلاثين عاما أو أكثر لم يزر خلالها سورية إلا مرات تعد على أصابع اليد الواحد، وجاء أبواه إلى الكويت منذ زمن بعيد، تزوج من إحدى السوريات المقيمات هناك وبسبب منع إصدار تصاريح الدخول، اضطر للعودة إلى الكويت من أجل لقمة العيش وهو يحاول مرارا وتكرارا من خلال القنوات الرسمية الحصول على تصريح دخول لزوجته بعد أن حملت وأنجبت طفلا بلغ من العمر ستة أشهر أصابه المرض ولم يجد العلاج المناسب بسبب نقص الأدوية والأطقم الطبية هناك ولكن دون جدوى ودون أي إحساس أو مسؤولية من قيادات وزارة الداخلية في الوقت الذي يدخل فيه أعضاء الفريق السوري الكويت بردا وسلاما، والأدهى من ذلك أن أعضاء الفريق السوري نفسه رفضوا بدء المباراة إلا بعد أن يتم إنزال الأعلام السورية الخاصة بالجيش الحر وأي رايات تسيء للطاغية بشار الأسد وما ذكرته سوى مثلا من الأمثلة العديدة التي يشيب الرأس وتدمع الأعين عند ذكرها.
عذرا أشقاءنا في سورية الأبية، فتصرفات حكومتنا لا تمثلنا وسنظل نقف معكم حتى يأتي من الله نصره بإذنه ولا أملك إلا أن أدعو أن يتقبل الله شهداءكم الأبرار ويلهمكم الصبر والسلوان.

السابق
الأحمر الإبرهيمي!
التالي
حزب الله يردّ على ميقاتي: لم يُسجل أنّ طائرة ايوب خرقت القرار 1701