«مشـاعـل صيـدا».. تعيـد الحيـاة إلـى المدينـة

عدما كادت المهرجانات تهجر صيدا، وبعدما غابت عن أمسياتها الرمضانية مواسم الفولكلور التي اشتهرت بها، وحتى لا تفقد عاصمة الجنوب بريقها كمدينة منفتحة وتتكرس مدينة للاعتصامات.. أحيا «قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري» و«الحملة الشعبية من أجل حقوق الناس» ليل أمس الأول، تقليداً رمضانياً قديما في المدينة، من خلال تنظيم مسيرة مشاعل، انطلقت من ساحة النجمة باتجاه القلعة البحرية بعدما جابت السوق التجاري.
وأكد بيان صادر عن الجهة المنظمة «أن الاحتفال هو لتأكيد السلم الأهلي. ولنقول للجميع إن صيدا مدينة للتنوع والحوار والانفتاح، التي ترفض الطائفية والمذهبية والانغلاق». وقد انتهت المسيرة في القلعة البحرية حيث كان في استقبالها الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، وممثلون عن هيئات المجتمع المدني، وحشد كبير من الشباب والمواطنين. وأقيم احتفال شعبي للمناسبة ألقت خلاله بارعة بوجي كلمة باسم «الحملة الشعبية من أجل حقوق الناس»، ركزت فيها على مغزى إقامة الحفل في قلعة صيدا البحرية لأنها تعتبر القلعة التي جسدت الصمود والتصدي لصيدا والصيداويين وسائر اللبنانيين … قلعة الشهيد معروف سعد. وأشارت بوجي إلى أن هناك من يحاول إلباس صيدا ثوباً غير ثوبها، ثوب الطائفية والمذهبية والانغلاق. لكن أبناء صيدا قد انتصروا على هذه المحاولة، وسيهزمون أي محاولة أخرى تتنافى مع تاريخ صيدا وتراثها العريق.
وبعد ذلك ألقى الشاعر سليم علاء الدين أبياتاً من الشعر تناولت حقوق الناس ومعاناة المواطنين، كما تناولت فلسطين والمقاومة. ثم أحيا الحفل الفنان ربيع سلامة الحفل وغنى باقة من الأغاني الوطنية، فغنى المقاومة والوطن، غنى البحرية، و«بنرفض نحنا نموت»، و«إني اخترتك يا وطني»، و«شيد قصورك».
وكانت بلدية صيدا قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن «صيدا ستبقى عنواناً أساسياً من عناوين العيش المشترك، والتلاقي والحوار بين مختلف أطياف المجتمع، وهي ستبقى محافظة على الثوابت الوطنية التي تحمي لبنان من العواصف المحيطة به». تلك المواقف الثوابت، أطلقتها البلدية عشية بدء فتح الأسواق التجارية في المدينة ومع بدء توافد الآلاف من المواطنين والزائرين إلى المدينة لتبضع حاجياتهم. وقد رفعت البلدية لافتات في ساحات وشوارع المدينة رحبت فيها بالوافدين من ضواحي المدينة وقرى شرق صيدا، ومختلف مناطق الجنوب اللبناني وإقليم التفاح وإقليم الخروب وساحل الشوف. وجاء في بعضها «صيدا الحضن الدافئ لكل أبناء الوطن»، و«نريد أن تبقى صيدا والجوار كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، و«نريد أن تبقى صيدا والجنوب صفا واحدا كالبنيان المرصوص لتجاوز كل المحن».  

السابق
«غاوس»: سلاح جديد يستهدف مصارف لبنان.. و«حزب الله»
التالي
ترحيل السوريّين عن لبنان