فقدت هوليوود قبل أيام سايج ستالون عن ستة وثلاثين سنة وهو النجل الأكبر للممثل سيلفستر ستالون الذي اشتهر عبر سلسلة أفلام Rocky، وكان سايج قد مثّل في أحدها Rocky 5 إلى جانب والده. سبب الوفاة جرعة زائدة من المخدرات.
في هوليوود تتوالى حوادث فقدان الأبناء بظروف مختلفة. عام 1978 توفي سكوت نيومان نجل الممثل بول نيومان بسبب المخدرات وكان عمره حينذاك ثمانيةً وعشرين سنة. وهو ظهر مرارا في مسلسل ماركوس ويلبي الذي ذاعت شهرته في تلك الفترة.
لويس هنري جوردان الإبن الوحيد للممثل لويس جوردان توفي هو الآخر عام 1981 بسبب ادمانه المخدرات. وقد اشتهر بأفلام عدة أهمها Octopussy و The Role of the Comet.
في 1997 كان إنيس كوسبي نجل الممثل بيل كوسبي الذي برز في برنامج Cosby Show الذي حمل اسمه وقتاً طويلاً، كان يقود سيارته على طريق دولية في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا عندما توقف إلى جانب الطريق ليصلح عطلا طرأ على إحدى عجلات سيارته. وما إن ترجّل من السيارة، حتى مرَّت سيارة أخرى أطلق سائقها، وهو مهاجر من أوكرانيا، من داخلها النار عليه فأرداه. والد القتيل الممثل بيل كوسبي طلب من المحكمة ألا تحكم على قاتل ابنه بالإعدام، واستجابت المحكمة طلبه وأصدرت حكما على القاتل بالسجن مدى الحياة.
لويس هنري سكاغز ابن الموسيقي الذائع الصيت بوز سكاغز توفي عام 1999 عن عمر يناهز الحادية والعشرين بسبب تعاطيه المفرط للمخدرات. وكان لويس في مرحلة العلاج من المخدرات حين غافل الجميع وأخذ جرعة زائدة اودت بحياته.
ماثيو أنسارا، ابن الممثلة باربرا إيدن التي اشتهرت بدور الساحرة جيني في مسلسل Bewitched، توفي عام 2001 بسبب تعاطيه مادة الهيرويين. ماثيو الذي كان على وشك إعلان خطوبته حين دهمته المنية كان ابن ستٍ وثلاثين سنة، وقد عانى حالة اكتئاب حادة.
في 2007 أُعلن في لوس أنجلس عن وفاة كريستيان براندو، الابن الأكبر والمضطرب لأحد أعظم الممثلين في هوليوود مارلون براندو، عن تسعة وأربعين سنة، وذلك من جراء إصابته بذات الرئة. كريستيان الذي لم يكمل تعليمه، ترك المدرسة وهو بعد في المرحلة الثانوية، وشارك في تمثيل عدد من الأفلام لكن بأدوار صغيرة، غير أن شهرته قامت على مخالفة القانون. فقد امضى خمس سنوات في السجن بعد إدانته بقتل عشيق شقيقته شايين براندو التي انتحرت بدورها في عام 1995 عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها. كريستيان عُرِف بعنفه مع أهل بيته وإدمانه المخدرات والميل إلى القتل. ولما كان الممثل القدير مارلون براندو يشهد في المحكمة طلب منها الرفق بابنه، وقال: "أعتقد أن ذلك مرده الى أنني فشلت كأب." رحل مارلون الذي اشتهر بالفيلم الأسطورة "العراب" أي Godfather، عن هذه الدنيا عام 2004، وكان سبقه في الرحيل ابنه كريستيان وابنته شايين.
نيكي باكاراك ابنة الممثلة أنجي ديكرسون التي اشتهرت بمسلسل Police Woman توفيت في 2007 بعد معاناة مع أحد أنواع مرض "التوحد".
جيت ترافولتا ابن الممثل الشهير جون ترافولتا الذي اقترن اسمه بفيلم Saturday Night Fever، توفي في 2009 بسبب نوبة مرَضية باءت معها كل محاولات إنقاذه بالفشل. قبل وفاة الإبن ببضع سنوات عبّر جون ترافولتا عن شغفه وتعلقه بابنه في حديث صحافي قائلا: "لا أريد تخيل الحياة دون وجود جيت". اما سبب الوفاة فهو إصابته بمرض كواساكي احد انواع أمراض الالتهاب المناعي بالأوعية الدموية يصيب الشرايين.
عام 2009 أيضا حادثة حزينة. كانت إكزوداس تايسون ابنة الملاكم الأميركي المشهور مايك تايسون تلعب في بيتها إلى جانب الآلة المسماة treadmill. علق رأسها بكابل موصول بالآلة ولم تنفع محاولات الإنقاذ فتوفيت إكزوداس ابنة الأربع سنوات.
حوادث أبناء المشاهير وبناتهم كثيرة وكبيرة ولا مجال لذكرها كلها. لكن الثابت فيها هو غرابة هذه الدنيا التي تُعطيك بيد واحدة، وتأخذ منك مرات باليدين. تُعطيك شهرة ومالاً ورفاهية وتأخذ منك ما هو أغلى بكثير … ولدك. تكون في مكان وفي لحظة من الزمن تصير في نقيضه. تتزلزل الأرض تحت قدميك، وتنال منك الدنيا على حين غرة. لا أريد أن أجد تفسيرا لهذه الظاهرة، ولا أريد أن أُحلل لأني أخاف من قسوتي في حق ذوي الأشخاص الذين ماتوا بسبب المخدرات، وأخشى أن أسيء -لا سمح الله- إلى عدالة العزة الإلهية إذا عزوت وفاة أولاد المشاهير الى حوادث مختلفة لا علاقة لها بالمخدرات. أمورٌ في هذه الدنيا لا تفهمها تُشعرك باستمرار أنك حقاً من التراب وإلى التراب تعود.
