روايات الضباط السوريين المنشقين

استمعت إلى روايات مهمة يرويها بعض الضباط السوريين المنشقين عن نظام طاغية دمشق بشار الأسد، وبعض تلك الروايات من شأنها أن تشرح لنا لماذا تعالت وتيرة الانشقاق بصفوف الضباط السوريين مؤخرا، وعلى مستويات عليا، كما تشرح لنا واقع النظام الأسدي اليوم.
فمما استمعت إليه، من مصادر موثوقة، أنه بات من الملاحظ انعدام الثقة بين الضباط بالقوات الأسدية، ولأسباب طائفية، حيث يروي أحد الضباط أن الضابط العلوي دائما ما يكون على أعلى درجات التأهب، وبمسدسه، في حال كان معه ضابط سني بنفس المكان، كما يروى أنه بات من المألوف احتدام النقاش الطائفي بين الضباط بسوريا، وبشكل غير مسبوق. ومن الأمور الأخرى التي تروى أيضا أنه عادة ما كان يتقدم الضابط الفرقة التي معه في حال القيام بأي مهمة، بينما العكس هو ما يحدث اليوم حيث تجد الضابط بآخر الصف، وذلك لانعدام الثقة، مما دفع بعض الجنود للتندر بالقول إن الأزمة الأخيرة جعلت الضباط السوريين أكثر تواضعا. وللتدليل على صعوبة الأوضاع في سوريا، بالنسبة للضباط، يروي بعض المنشقين أن هناك برقيات رفعت للقيادة العسكرية تطالب بضرورة اتخاذ قرارات تساهم في رفع الروح المعنوية للضباط وصف الضباط والجنود، ومن ضمن تلك البرقيات برقية تحذر من أن إحدى فرق الجيش باتت تحصّل قوت يومها من الأهالي بدرعا طوال ثلاثة أيام! كما يضيف المنشقون أن هناك صعوبة ملحوظة بعمليات التواصل والاتصال بين القيادات العسكرية والأطراف، حيث تتأخر البرقيات والأوامر مدة أيام أحيانا.
كما يقول بعض المنشقين إن هيبة الجيش قد تلاشت بين المواطنين، حيث يروي أحد الضباط أنه في السابق كان بمقدور أربعة جنود التوجه إلى أي منطقة من أجل إلقاء القبض على مطلوب، وأيا كانت مكانته، بينما اليوم بات من الصعوبة على قوة مكونة ولو من خمسين شخصا إلقاء القبض على أي مطلوب، حيث يقوم الأهالي بإهانة أفراد الجيش، والتهجم عليهم، مما يجعل الجيش يستخدم العنف تجاه المواطنين. ويضيف المصدر مدللا على تلاشي هيبة الجيش، وعلى واقع دمشق نفسها، بالقول إنه حتى كبار الضباط القياديين باتوا يتحركون بدمشق عبر مواكب أمنية مموهة، خشية استهدافهم، وبعضهم لا يغادر مكتبه لأيام. ويضيف المصدر، منبها، أن عملية اختطاف ضابطين كبيرين، قبل عدة أيام، قد تمت بوسط دمشق، وقامت بها مجموعة من الثوار الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم «كتيبة دمشق عاصمة الأمويين». ويقول المصدر إن «دمشق تتآكل» أمنيا، على عكس ما حدث بالعاصمة الليبية أواخر أيام القذافي، فبينما كانت رحى المعركة تدور في كل ليبيا كانت طرابلس تتمتع بهدوء يوحي بأن القذافي متماسك، بينما نجد أن المعارك وعمليات الاختطاف باتت تنتشر في العاصمة السورية اليوم.

  

السابق
ناولوه السكاكين اليوم وتبرأوا منه غداً!
التالي
مستشفى صيدا الحكومي الجامعي بين المحاصصة السياسية وعوائق الإدارة