تقهقر أوباما انتخابيا

في مقر «اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي» على جادة «ساوث كابيتول»، هرج ومرج وحالة من البلبلة. المبنى يبدو كسفينة تغرق وركابها، نصفهم من المتطوعين في العمل السياسي، في حالة ذعر بعدما اظهر آخر استطلاعات الرأي، الذي اجرته وكالة «رويترز»، ان فارق النقاط السبع الذي كان يتمتع به الرئيس باراك اوباما في وجه منافسه الجمهوري ميت رومني تقلص الى نقطة واحدة.

لم يأت التراجع من خارج سياق تدهور وضع الديموقراطيين وأوباما عموما، فهم خسروا معركة استرداد مركز المحافظ في ولاية ويسكونسن في وجه الجمهوري سكوت ووكر، قبل اسبوع. في ذلك السباق، لم يجدد ووكر ولايته فحسب، بل اتسع الفارق الذي هزم بموجبه منافسه الديموقراطي. اوباما وفريقه كانا يعلمان ان مطالبة حزبهما باعادة الانتخاب للمحافظ هي بمثابة خطأ سياسي قامت به النقابات العمالية في الولاية، لذا حاول اوباما و«اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي» البقاء خارج المعركة الخاسرة. وفي وقت لاحق، عندما سأل احد الصحافيين الرئيس الاميركي عن السبب حول عدم مشاركته في المعركة عن طريق حشده للتأييد للمرشح الديموقراطي توم باريت، اجاب الرئيس انه بقي خارج السباق «لازدحام جدول مواعيده»، وهو ما اعتبره كثيرون، خصوصا من الديموقراطيين، مؤشر ضعف وعذرا اقبح من ذنب.

واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست»، التي تخصص زاوية «اسوأ اسبوع سياسي» في عددها الصادر في عطلة نهاية الاسبوع، ان اوباما وحزبه عاشا اسوأ اسبوع لهما، فالرئيس قال للصحافيين ان «القطاع الخاص بخير»، وهو ما اثار عاصفة ردود اجبرت اوباما على التراجع عن تصريحه في اقل من اربع ساعات.  

السابق
بدل ان تطردوا الروس اشتروهم!
التالي
حنين… إلى الكرز!