قلق خليجي

قبل يومين توقعنا أن يكون صيف لبنان حاراً استناداً إلى قراءة سياسية لأحداث الأسبوع الماضي التي شهدتها طرابلس في الفيحاء بدءاً من توقيف المولوي وصولاً إلى اشتباكات التبانة وجبل محسن.
لم تمضِ أكثر من ٢٤ ساعة حتى بدأت بيانات وزارات الخارجية في قطر والإمارات والبحرين تدعو مواطنيهم إلى عدم التوجه إلى لبنان، والطلب من الموجودين منهم في البلد إلى مغادرته فوراً.

أيضاً لم تمضِ ٢٤ ساعة أخرى حتى وقع الحادث الذي أودى بالشيخ الشهيد عبد الواحد في عكار، والذي أدى إلى اهتزاز الوضع الأمني من الشمال إلى بيروت، وكاد أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لولا وعي الناس  في عكار وطرابلس وبيروت، ومسارعة القيادات السياسية والدينية إلى دعوات التهدئة وضبط النفس، لتفويت الفرصة على محاولات نقل التوتر الحالي في سوريا إلى الداخل اللبناني بهدف تخفيف الضغط على النظام السوري.
فهل كان القرار الخليجي، والذي انضمت إليه، أمس، الكويت أيضاً، بمكانه من حيث التوقيت والمضمون؟.

يبدو أن المؤشرات المتوفرة عند الأشقاء في بعض الدول الخليجية تدعو للقلق والحذر من احتمالات تصعيد التوتر في لبنان من قبل النظام السوري ومؤيديه، بهدف توجيه رسائل إلى من يعنيه الأمر بأن لبنان يمكن أن يتحوّل، مرة أخرى إلى ساحة، أو على الأقل إلى رهينة للضغط على الأطراف المعنية بالأزمة  السورية. الأمر الذي دفع هذه الدول إلى اتخاذ قراراتها المفاجئة، ولو من باب الاحتياط، لحماية رعاياها من جهة، ولضمان عدم تعرضها للابتزاز على الساحة اللبنانية من… جهات أخرى !!.

السابق
تغيير خريطة السنّة اللبنانيين
التالي
شاكر البرجاوي مهزوماً..