غافو: ملتزمين مساعدة لبنان

أكد سفير إسبانيا في لبنان خوان كارلوس غافو دعم بلاده "مبادرات الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن حل الأزمة السورية"، مجدداً الإلتزام بمبادئ الإتحاد الأوروبي "الرافضة لأي نوع من أشكال العنف والمرحبة بالحوار". وكرر موقف بلاده الداعم "لنزعة الشعوب الى مزيد من الحريات".
وعشية انتهاء مهامه في لبنان، شدد غافو في حديث الى "المستقبل" أمس، على ان "اسبانيا ملتزمة مساعدة لبنان"، كاشفاً عن اتجاه لخفص جديد في عديد كتيبة بلاده المشاركة في قوات "اليونيفيل" في الجنوب. واوضح أن "القرار 1701 لم يطبق بالكامل".
وهنا نص الحوار:

 هل الإتحاد الأوروبي، وبلدكم عضو فيه، يدعم بشكل كاف الربيع العربي وخصوصاً الشعب السوري؟
ـ إن معايير ومبادئ الإتحاد الأوروبي الرافضة لأي نوع من أشكال العنف والمرحبة بالحوار يمكن تطبيقها على الوضع في سوريا. كما اننا في إسبانيا ندعم هذه المبادئ وندعم المخرج السياسي السلمي والإنتقال الهادئ للأوضاع كما نؤيد كل المقترحات والمبادرات التي تقوم بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

هل إسبانيا قلقة إزاء الأحداث التي تشهدها الدول العربية وخصوصاً سوريا؟
ـ إسبانيا بلد ديموقراطي وملتزم بالإتحاد الاوروبي ويدعم معاييره، فلذلك نحن ندعم أي تحركات في أي مكان في العالم تطالب بمزيد من الحريات وتدافع عن حقوق الإنسان. في الوقت نفسه موقفنا حساس جداً في هذه المنطقة لأن لدينا وجودنا المهم على مر السنين إلا أننا نرفض رفضاً تاماً كل أعمال العنف وندعم دعماً كاملاً سيادة الشعوب ونزعتها الى مزيد من الحريات. نحن بفضل وجودنا في المنطقة نراقب عن كثب ما عرف بالربيع العربي والتحركات والتغييرات التي حصلت ومن بينها الأوضاع في سوريا.

أين أصبحت مشاركة إسبانيا في "اليونيفيل" عدداً ودوراً؟
ـ اسبانيا ملتزمة مساعدة لبنان وهذا الإلتزام يتجسد جزء منه بمشاركتنا في قوات "اليونيفيل" سواء بالنسبة الى عديد القوات المشاركة والتي تصل الى ألف ومئة، أو قيادتنا للقطاع الشرقي لـ"اليونيفيل" الذي نقوم به حالياً او قيادتنا لكافة القوات على عهد الجنرال ألبيرتو أسارتا. مهمة "اليونيفيل" أساسية وإيجابية ومثمرة لأن تلك القوات تساهم في ضمان الإستقرار وتلافي وقوع اي حوادث قد تؤدي إلى صراع أو أعمال حربية بين طرفي النزاع بالإضافة إلى مشاريع حياتية تقوم بها في المناطق الجنوبية وتصب في مصلحة السكان المحليين كالمساعدات الإنسانية والطبية وتعليم اللغة الإسبانية.

هل هناك توجه لخفض جديد في عديد الكتيبة الإسبانية؟
ـ إن موضوع خفض جديد في عديد الكتيبة هو قيّد الدراسة حالياً، فقد توصلت مراجعة الإستراتيجة لمهمة "اليونيفيل" التي قامت بها منظمة الأمم المتحدة مؤخراً الى إمكانية تحسين أداء وفاعلية هذه القوات إذا ما أعيد النظر في انتشارها في المنطقة. إذا تقرر تقليل عديد كتيبتنا فسيتم ذلك بالتنسيق مع سائر المشاركين. إذا تقرر التخفيض سيكون ضئيلا جداً ولن يؤثر على وجودنا داخل "اليونيفيل" كما انه سيترافق مع تقدم تدريجي لقيام الجيش اللبناني بمهامه ومسؤولياته في الجنوب وعلى الحدود.

برأيك، لماذا لم يطبق حتى الآن القرار 1701، بمعنى وقف إطلاق النار بدل وقف العمليات الحربية؟
ـ من الواضح أن القرار 1701 لم يطبق بالكامل ولم ننتقل بعد من وضع حد للأعمال العدائية الى وقف إطلاق النار وهذا ما يجب القيام به حالياً. رغم ذلك تمكنا من تحقيق فترة طويلة من الإستقرار والهدوء في الجنوب، كما تم إطلاق منتدى حوار ثلاثي بين الأطراف المتنازعة، وتوصلنا الى ترسيم قسم كبير من الحدود الجنوبية، ونزع عدد كبير من الألغام. لا يزال أمامنا الكثير من التحديات ومن أهمها وقف إطلاق النار وذلك كي نساعد الأطراف المتنازعة على إيجاد حل سياسي للقضايا الشائكة ومن بينها ترسيم الحدود البحرية وفض النزاع على منطقة الغجر وغيرها.

كيف تنظر إلى دور لبنان في المحافل الدولية؟
ـ إن لبنان بلد سيد ومستقل حصل على تهنئة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون خصوصاً خلال عضويته غير الدائمة في مجلس الأمن بين العامين 2010 ـ 2011. من ضمن هذه العضوية لعب دوراً إقليمياً عبر نقل ما يحدث في الدول العربية الى مجلس الأمن ومن بينها الوضع السوري رغم أنه موضوع خلافي في الداخل اللبناني.

ما رأيك، بموقف لبنان من الأحداث في سوريا على طريقة "النأي بالنفس"؟
ـ ان سياسة الحكومة تجاه الوضع في سوريا سياسة مسؤولة لأنها تتلافى زج لبنان في هذه الأحداث، وبغض النظر عن مواقف الأقطاب السياسية تجاه الوضع السوري فإنني أجد أن الكل يوافقون على سياسة "النأي بالنفس". تسعى الحكومة اللبنانية بجهد كبير الى الحفاظ على الإستقرار والأمن، رغم التحديات المعقدة التي تواجهها في هذا الإطار نظراً للإختلافات السياسية حول هذا الموضوع.

ما هو تقويمك للعمل الديبلوماسي في لبنان؟
ـ أغادر لبنان وفي جعبتي الكثير من الذكريات التي لا تمحى عن بلد وشعب مميزين يتركان أثراً ذا نكهة خاصة عند كل من يتعرف عليهما. عملت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بكل تصميم وارادة واستطعت النجاح في ذلك من خلال مساعدة فريق العمل التابع للسفارة مما يجعلني أنهي مهمتي وأغادر بارتياح ورضى تام.

ما الإنطباع الذي تركته لك تجرية السنوات الأربع؟
ـ لم أشعر خلال هذه السنوات في غربة عن بلدي لأن الشعب اللبناني شعب قريب جداً من الإسبانيين. لكن تركيبة لبنان معقدة بعض الشيء على الصعيدين السياسي والإجتماعي نظراً لتفاوت الثروات بين الغني والفقير وللإختلافات السياسية.

برأيك، ما سلبيات العمل الديبلوماسي في لبنان وما هي ايجابياته؟
ـ تطغى الإيجابيات على السلبيات ومن أبرزها شعوري أنني مقبول من كل مكونات المجتمع اللبناني، باختصار هذا البلد يسّهل العمل الديبلوماسي وهو أرض خصبة تسمح لأي سفير أن ينجح في مهمته.

السابق
هل تسقط الحكومة الميقاتية خلال 3 أشهر ؟!
التالي
لمسة إسرائيليّة في اللغة العربيّة