مياه بنت جبيل: للأغنياء فقط

لم تصل المياه إلى منازل عيناتا منذ العام الماضي. يؤكد سكان القرية الأمر، «رغم أننا ندفع ما يتوجب علينا من اشتراكات، وهذا بات يكلّفنا أموالاً كثيرة، بسبب اضطرارنا الى شراء المياه من الآبار الخاصة». في هذا الإطار، يؤكد السيد علي فضل الله «وجود معلومات مؤكدة تثبت التقصير والإهمال في ما يتعلق بتأمين المياه للمنازل، وتأمين الرعاية الصحية اللّازمة لمرضى المنطقة في المستشفى الحكومي». يعلن السيد آسفاً: «لن نستجدي أحداً ليساعد الفقراء».

فقراء وربما أكثر، إذ يشير عاطف درويش إلى أن المياه «وصلت مرّة واحدة منذ أكثر من شهرين إلى منازل في البلدة، وذلك أثناء حضور رئيس مصلحة المياه الى المنطقة لمتابعة وضع المياه، بعد علمه بارتفاع صيحة الأهالي». درويش نفسه يضطرّ شهرياً إلى دفع ما يقارب 100 ألف ليرة لشراء المياه، اضافة الى الرسم السنوي 220 ألف ليرة، الذي يدفعه للدولة «التي تحرمنا المياه ». إلى ذلك، يؤكد محمد سمحات أن بلدة عيناتا «قدّمت البئر الارتوازية الخاصة بها الى مصلحة المياه، فادّعت الأخيرة أن مياه البئر غير صالحة، رغم أن الأهالي كانوا ولا يزالون يشترون مياه البئر».

وسط هذه الأجواء، يتحدث فضل الله عن «وجود منتفعين يفصلون المياه عن المنطقة، ويؤمنونها لمناطق أخرى لريّ البساتين وغيرها». يؤكد ذلك أحد موظفي مصلحة المياه في المنطقة، الذي أوضح أن «الموظف المسؤول عن تحويل المياه، يدعي أن عطلاً أصاب المضخّة، ثم يدعي وجود عطل في مكان آخر». وبدوره، يلفت فردوس فردوس، من بلدة بنت جبيل، الى أن «اسم رئيس مصلحة المياه بات على كل لسان في المنطقة، فهو المرجع الذي تحال عليه الشكوى، وهو الذي تحال عليه المشكلة، والغريب أن منازل الفقراء هي التي لا تصل اليها المياه على الإطلاق، بينما تصل المياه في كثير من الأحيان الى العديد من أصحاب القصور». على حد علم فردوس، عُقد لقاء منذ يومين في منزل الوزير السابق نزيه بيضون، حضره النائبان حسن فضل الله وعلي بزي، وعدد كبير من الأهالي، إضافة إلى مدير المستشفى الحكومي، تناولوا فيه مشكلتي المياه والاستشفاء، دون طرح حلول جدية لها. وقد وعد رئيس بلدية بنت جبيل بـ«صيف جاف هذا العام نتيجة أزمة المياه».

السابق
لحود: ضبط باخرة السلاح امر خطير
التالي
مواطنين يتجمعون إمام بلدة عيناتا للمطالبة بالحلول